إصدارات تهتم بسلامة الأنواع الحية في المحيطات

إصدارات تهتم بسلامة الأنواع الحية في المحيطات
TT

إصدارات تهتم بسلامة الأنواع الحية في المحيطات

إصدارات تهتم بسلامة الأنواع الحية في المحيطات

اهتمت الإصدارات الجديدة للمجلات العلمية في مطلع شهر مايو (أيار) 2021 بالنُظم البيئية والأنواع الحية في الأوساط البحرية. فجاء آخر أعداد مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» مخصصاً للمحيطات، وعرضت «ساينتفك أميركان» آخر الأبحاث حول إنقاذ الشعاب المرجانية، فيما تناولت «بي بي سي وايلدلايف» مخاطر التعدين في أعماق البحار.

- «ناشيونال جيوغرافيك»
خصّصت «ناشيونال جيوغرافيك» (National Geographic) عددها الجديد للمحيطات. وفيما تشغل المحيطات 70 في المائة من مساحة كوكب الأرض، فإن معظم قيعانها غير مستكشفة حتى الآن، ولا توجد خرائط لأكثر من 80 في المائة منها. وتُعدّ المحيطات من النُظم الديناميكية، حيث تتنقل تيارات المياه ضمن الأحواض المحيطية الرئيسية الأربعة بين القطبين، مما يساهم في تنظيم المناخ العالمي ونشر الغازات والمغذيات حول الكوكب. وتقع 60 في المائة من المحيطات تحت الضغط البشري الناتج عن تغيُّر المناخ والصيد التجاري والتلوث ونشاطات الشحن.

- «نيو ساينتِست»
تغيُّر المناخ العالمي كان موضوع غلاف العدد الأخير من نيو ساينتِست (New Scientist). وترى المجلة أنه ليس من قبيل المصادفة أن توصف مفاوضات المناخ هذه السنة بأنها مفاوضات الحسم، إذ ستوفر قمة الدول الأطراف COP26 التي تُعقد نهاية هذه السنة فرصة أخيرة لتسريع العمل المناخي المتعثّر، والوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في قمة باريس عام 2015. وتقدم الظروف الجوية القاسية، كالأعاصير وموجات الحر، لمحة عمّا سيواجه العالم في مناخ مرتفع الحرارة.

- «ساينتفك أميركان»
هل يمكن لجرعات من المعززات الحيوية أن تساعد في إنقاذ الشعاب المرجانية؟ سؤال حاولت «ساينتفك أميركان» (Scientific American) الإجابة عنه في عددها الجديد. والمعززات الحيوية، أو «البروبيوتيك»، هي متممات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر، يُعتقد أنها صحيّة للكائن المضيف. وكان العلماء بدأوا منذ السبعينات بإجراء أبحاث لإنقاذ الشعاب المرجانية المتضررة. ومن بين الحلول المقترحة إكثار المرجان في المختبر وإعادة إدخاله إلى مناطق الشعاب المتضررة، وتحفيز المرجان على التبرعم عبر تقطيعه ثم نشره في موائله، والإكثار الانتقائي للشعاب المرجانية القوية التي تحمل جينات تساعدها على تحمّل الضغوط. ويركز العلماء على استخدام المعززات الحيوية لتحسين صحة الشعاب المرجانية في أماكنها وتسريع نموها مخبرياً.

- «ديسكفر»
جاء العدد الجديد من ديسكفر (Discover) تحت عنوان «أنقذوا الأرض». وتدعو المجلة الأفراد إلى اتّباع عدد من الإجراءات لحماية الكوكب، من بينها تركيز الاهتمام الشخصي على قضية بيئية واحدة بدلاً من تشتيت الجهد في ملاحقة جميع المشاكل البيئية التي تحتاج إلى تصحيح، واتخاذ قرارات استهلاكية مؤثرة، كالالتزام بوسائل النقل العامة وتركيب الألواح الشمسية، مع تنفيذها على أفضل وجه، والمشاركة في العملية الديمقراطية للتأثير في السياسات المحلية حول قوانين البناء والبنى التحتية واستهلاك الطاقة واستخدامات الأراضي، وتطوير نظرة عالمية للمناخ لإدراك المسؤولية الجماعية في بناء عالم أفضل.

- «بي بي سي وايلدلايف»
التعدين في أعماق البحار ومخاطره على الأنواع الحية كان موضع اهتمام بي بي سي وايلدلايف (BBC Wildlife). وكانت بضع شركات نجحت خلال السبعينات في جمع أطنان من عقيدات المنغنيز والكوبالت والنيكل المنتشرة عبر السهول السحيقة، إلا أن انهيار أسعار السلع العالمية أوقف انطلاق الموجة الأولى من التعدين في أعماق البحار. ومع تراجع الاحتياطيات البرية للمعادن النادرة والكوبالت، عاد الاهتمام من جديد بأعماق البحار حيث منحت السلطة الدولية لقاع البحار التابعة للأمم المتحدة 30 تصريح استكشاف لمقاولي التعدين من بلدان عدة رغم المخاطر التي تتهدد الأنواع الحية نتيجة ذلك.

«بي بي سي ساينس فوكس»
عرضت «بي بي سي ساينس فوكس» (BBC Science Focus) نتائج بحث قام به فريق دولي على عيّنة مأخوذة على عمق 1400 متر في جليد غرينلاند. وخلُص العلماء إلى أن معظم الغطاء الجليدي في المنطقة، إن لم يكن كله، ذاب مرة واحدة على الأقل خلال المليون سنة الماضية، مما سمح لنباتات كالطحالب والأشنة وأشجار التنوب بالنمو. وتُظهر الدراسات أن غرينلاند أكثر حساسية للاحترار العالمي مما كان معتقداً، وفي حال ذاب غطاؤها الجليدي بالكامل، فمن المتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر بمعدل ستة أمتار، مما سيعرض جميع المدن الساحلية حول العالم للفيضانات والغرق.

- «هاو إت ووركس»
«الانقراض الجماعي» كان موضوع غلاف العدد الجديد من «هاو إت ووركس» (How It Works). فقد تعرضت الأنواع الحية على كوكب الأرض لخمسة حوادث انقراض جماعي كبرى، كان آخرها انقراض العصر الطباشيري الثلاثي، الذي يُعرف باليوم الذي ماتت فيه الديناصورات. وينتشر على نحو متزايد مصطلح «الانقراض الهولوسيني» ليشير إلى انقراض جماعي يشهده الكوكب منذ 10 آلاف سنة تحت تأثير النشاط البشري. وفيما يعرّف العلماء الانقراض الجماعي بأنها حادثة موت ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الأنواع الحية خلال فترة جيولوجية قصيرة تقل عن 2.8 مليون سنة، تواجه الأرض حالياً انقراضا للكائنات الحية بسرعة غير مسبوقة. وعلى سبيل المثال، سُجّل خلال السنوات الخمسين الماضية انخفاض عدد أنواع الحيوانات الفقارية بمعدل 68 في المائة، وهناك 35 ألف نوع منها مهدد بالانقراض حالياً.

- «بوبيولار ساينس»
تناولت «بوبيولار ساينس» (Popular Science) وضع الأنواع الحية التي وجدت ملاذاً لها في المنطقة المحظورة ضمن محيط مفاعل تشيرنوبيل في أوكرانيا. وكان انهيار المفاعل قبل 35 عاماً تسبب في نزوح 350 ألف شخص، مما أدى إلى ازدياد التنوع الحيوي بمعزل عن البشر، حيث تضم المنطقة حالياً مئات الأنواع الحية من الفراشات إلى ثيران البيسون التي تتجول بحرية في الشوارع المتداعية بين المباني المهجورة. وتساعد دراسة هذه المنطقة في تحسين قدرات التنبؤ بتأثيرات الاضطرابات البيئية الأخرى، كتغيُّر المناخ، على الأنواع الحية.


مقالات ذات صلة

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة أنثى «الحوت القاتل» الشهيرة «أوركا» أنجبت مجدداً

«أوركا» تنجب مجدداً... والعلماء قلقون

قالت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن أنثى الحوت القاتل (التي يُطلق عليها اسم أوركا)، التي اشتهرت بحملها صغيرها نافقاً لأكثر من 1000 ميل في عام 2018 قد أنجبت أنثى

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)

صعوبة في تفسير الارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)
درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)
TT

صعوبة في تفسير الارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)
درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)

يُعدّ الاحترار الذي يواجهه العالم منذ عقود بسبب غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية مسألة معروفة، لكنّ درجات الحرارة العالمية التي حطّمت الأرقام القياسية سنة 2023 ومرة جديدة عام 2024، تجعل العلماء يواجهون صعوبة في فهم ما يحدث.

وقد أثبتت الأوساط العلمية أنّ حرق الوقود الأحفوري وتدمير المساحات الطبيعية مسؤولان عن احترار المناخ على المدى البعيد، والذي يؤثر تباينه الطبيعي أيضا على درجات الحرارة من عام إلى آخر.

لكنّ أسباب الاحترار الكبير الذي شهدته سنة 2023 وكذلك 2024، تبقى موضع جدل كبير بين علماء المناخ، إذ يتحدث البعض عن احتمال أن يكون الاحترار حصل بشكل مختلف أو أسرع من المتوقع.

ثمة فرضيات عدة تغذي البحوث، منها ما يشير إلى عدد أقل من السحب وبالتالي انعكاس أقل للأشعة الشمسية، وأخرى تلفت إلى انخفاض تلوث الهواء وبالوعات الكربون الطبيعية والمحيطات والغابات التي باتت تمتص كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون.

التغير المناخي تفاقم بسبب ظاهرة النينيو (أ.ب)

تكثر الدراسات لكنّ تحديد التأثير الدقيق لكل عامل يحتاج إلى عام أو عامين.

وفي حديث يعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني)، يقول مدير معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا غافين شميت: «أودّ أن أعرف السبب الكامن وراء» درجات الحرارة القياسية التي شهدها عاما 2023 و2024، مضيفا: «ما زلنا نقيّم ما إذا كنا نشهد تغييرا في كيفية عمل النظام المناخي».

ويؤكد عالم المناخ ريتشارد ألان من جامعة «ريدينغ» البريطانية، في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنّ «الحرارة العالمية القياسية خلال العامين الفائتين دفعت الكوكب إلى ساحة مجهولة».

تعتبر سونيا سينيفيراتني من المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ أنّ ما سُجّل «استثنائي، في حدود ما يمكن توقّعه استنادا إلى النماذج المناخية الحالية».

وتوضح عالمة المناخ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «مع ذلك، إن الاتجاه العام للاحترار على المدى البعيد متوقع، نظرا إلى كمية الوقود الأحفوري التي تُحرق». ولم تبدأ البشرية بعد في خفض الانبعاثات، رغم الاقتراب من مرحلة الذروة.

تفسّر التقلبات المناخية الطبيعية هذه الملاحظة جزئيا. في الواقع، سبق عام 2023 سلسلة نادرة من ثلاث سنوات متتالية شهدت ظاهرة «النينيا» الطبيعية، إذ حجبت جزءا من الاحترار من خلال تكثيف امتصاص المحيطات للحرارة الزائدة.

وعندما سيطرت «النينيو»، الظاهرة المعاكسة، بكثافة قوية جدا عام 2023، عادت هذه الطاقة، مما دفع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة منذ مائة ألف عام، بحسب علماء المناخ القديم.

ومع أنّ الذروة التي وصلت إليها ظاهرة «النينيو» في يناير (كانون الثاني) 2023 قد انتهت، فلا تزال موجات الحرّ مستمرة.

يقول عالم المناخ روبرت فوتار إنّ «التبريد بطيء جدا»، مضيفا: «لا نزال ضمن الهوامش المتوقعة نسبيا» للتنبؤات، لكن إذا «لم تنخفض درجات الحرارة بشكل أكبر سنة 2025، فسيتعين علينا أن نطرح بعض التساؤلات».

من بين التفسيرات المطروحة، الالتزام عام 2020 بالتحوّل إلى الوقود النظيف في النقل البحري. وقد أدى هذا الإجراء إلى خفض انبعاثات الكبريت، ما تسبب في زيادة انعكاس ضوء الشمس عن طريق البحر والسحب وساعد في تبريد المناخ.

في ديسمبر (كانون الأول)، أشارت دراسة إلى أن انحسار السحب على علوّ منخفض سمح بوصول مزيد من الحرارة إلى سطح الأرض.

وقد يكون النشاط البركاني أو الدورات الشمسية أديا دورا كذلك. كل هذه الفرضيات أثارت جدلا خلال مؤتمر نظمه غافين شميت في الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي في ديسمبر.

ويخشى البعض من عدم إيلاء العلماء اهتماما بالعوامل الأخرى.

وتقول سونيا سينيفيراتني: «لا يمكننا استبعاد عوامل أخرى ربما تكون قد تسببت بزيادة درجات الحرارة».

ارتفعت درجات الحرارة جراء التغير المناخي وظاهرة النينيو (أ.ف.ب)

في عام 2023، عانت مصافي الكربون من «ضعف غير مسبوق»، بحسب دراسة أولية كبيرة نشرت في الصيف. وأفادت الوكالة الوطنية الأميركية لمراقبة الغلاف الجوي والمحيطات (NOAA) في ديسمبر الفائت بأنّ منطقة التندرا في القطب الشمالي باتت تحدث انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تخزن.

أما المحيطات التي تشكل مصفاة الكربون الأساسية والمنظم الرئيسي للمناخ، فترتفع حرارتها بمعدل «لا يستطيع العلماء تفسيره بشكل كامل»، بحسب يوهان روكستروم من معهد بوتسدام للأبحاث المتعلقة بتأثير المناخ.

وقال الشهر الفائت: «هل احترار المحيطات مؤشر لخسارة القدرة على الصمود على هذا الكوكب؟ لا يمكننا استبعاد ذلك».