أنقرة تحذر من «تقويض الأمن» في إدلب

نازحون يؤدون صلاة عيد الفطر في إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
نازحون يؤدون صلاة عيد الفطر في إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

أنقرة تحذر من «تقويض الأمن» في إدلب

نازحون يؤدون صلاة عيد الفطر في إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
نازحون يؤدون صلاة عيد الفطر في إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)

حذّر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار من محاولات «تقويض الأمن» في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، مشدداً على أن بلاده ستواصل جهودها لضمان استمرار الاستقرار في المنطقة.
وقال أكار إنه «يجب على جميع الأطراف الساعية للقضاء على الأمن والاستقرار في إدلب أن تتمتع بالعقلانية»، مضيفاً أن المنطقة تمر بمرحلة حساسة جداً، وأن تركيا تتابع التطورات عن كثب، وتتخذ التدابير اللازمة.
وتابع أكار، خلال لقاء عبر «الفيديو كونفرس» مع قادة الوحدات العسكرية التركية على الحدود وخارج البلاد ليل الأربعاء - الخميس للتهنئة بعيد الفطر، جاء عقب جولة تفقدية للوحدات المنتشرة في ولاية هطاي الحدودية مع سوريا، أن تركيا تسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار في محافظة إدلب، وضمان وقف إطلاق النار فيها.
وأشار إلى أن نحو مليون مواطن سوري عادوا إلى بلادهم بشكل طوعي، بينهم 470 ألفاً إلى إدلب، بعد إحلال الأمن والاستقرار في شمال البلاد، بفضل العمليات العسكرية التركية في المنطقة.
ولفت أكار إلى تعرض عربة للجيش التركي للاستهداف شمال إدلب، مؤكداً أن قوات بلاده بذلت ما بوسعها للقضاء على جميع العناصر التي تشكل خطراً على الأمن والاستقرار في تلك المنطقة، وأنها ستواصل ذلك بعد الآن.
وتعرض رتل للجيش التركي للاستهداف أثناء دخوله إلى شمال إدلب عبر معبر كفرلوسين، ما أدى إلى إعطاب إحدى عرباته ومقتل ضابط برتبة ملازم أول وإصابة 4 جنود آخرين، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء.
وأعلن فصيل متشدد يطلق على نفسه «سرية أنصار أبو بكر الصديق» مسؤوليته عن الهجوم على الرتل بعبوة ناسفة، قائلاً إنه جاء رداً على دهس القوات التركية طفلة بواسطة القوات التركية في ترنبه شرق إدلب. وقال أكار إن القوات التركية انتقمت لجميع جنودها حتى اليوم، وستنتقم للملازم عثمان ألب الذي قُتل في ذلك الهجوم.
من ناحية أخرى، ألقت قوات الأمن التركية القبض على سوريين في ولاية عثمانية، جنوب البلاد، دخلا بطريقة غير قانونية.
وذكرت مصادر أمنية أن السوريين قدما نفسيهما للشرطة كسائحين، لكن أثناء التحقق من أوراقهما الثبوتية داخل سيارة أوقفتها الشرطة عند نقطة تفتيش في الولاية، تبين دخولهما بطريقة غير قانونية وتم القبض عليهما.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.