إيهيناتشو ينضم إلى كبار «الأساطير» الأفريقية في إنجلترا

من مقاعد البدلاء في مانشستر سيتي وليستر إلى أحد أفضل المهاجمين في كرة القدم الإنجليزية

إيهيناتشو ينضم إلى كبار «الأساطير» الأفريقية في إنجلترا
TT

إيهيناتشو ينضم إلى كبار «الأساطير» الأفريقية في إنجلترا

إيهيناتشو ينضم إلى كبار «الأساطير» الأفريقية في إنجلترا

يُطلق لاعبو ليستر سيتي على النجم النيجيري كليتشي إيهيناتشو لقب «الرجل الكبير»، وهو اللقب الذي كان يراه الغرباء حتى وقت قريب على أنه يدعو للسخرية. ولم يتمكن المهاجم النيجيري من حجز مكان في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي الذي كان يعتمد بشكل دائم على المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، كما ظل لفترة طويلة بعد انتقاله إلى ليستر سيتي حبيس مقاعد البدلاء بسبب اعتماد الفريق بشكل كامل على المهاجم الإنجليزي المتألق جيمي فاردي. لكن حتى الآن في عام 2021 يعد إيهيناتشو، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، أحد أفضل المهاجمين في كرة القدم الإنجليزية.
ولم يكن الطريق مفروشا بالورود أمام إيهيناتشو، الذي كان يتعين عليه أن يتغلب على مأساته الأسرية والتشكيك في قدراته وإمكانياته. لكنه لم يفقد الثقة في نفسه أبدا حتى عندما صام عن التهديف لمدة عام كامل مع ليستر سيتي. لقد أحرز المهاجم النيجيري 13 هدفا في آخر 14 مباراة خاضها مع ليستر سيتي، وهو ما يعد مكافأة له على مثابرته وموهبته الكبيرة. يقول إيهيناتشو: «يتعين عليك ألا تفقد ثقتك في نفسك أبدا. هناك لحظات تشعر فيها كأي إنسان بأنك محبط وليس هناك مكان تذهب إليه، وأن كل شيء يسير في الاتجاه الخاطئ بالنسبة لك. لكن إذا كانت لديك ثقة في نفسك وإذا كان يوجد أشخاص طيبون من حولك يواصلون التحدث إليك، فإن ذلك سيدفعك للأمام دائما ويكون حافزا كبيرا بالنسبة لك».
ويضيف «المدير الفني يأتي في مقدمة هذا الأمر، لأنه لا يتوقف عن تشجيعي على مواصلة التقدم، ومواصلة العمل الجاد، واستغلال الفرص على أكمل وجه عندما تتاح لي. إنه صاحب التأثير الأكبر علي بعيدا عن عائلتي، لكن جميع أفراد الطاقم الفني وكل زملائي في الفريق يحبونني، ويريدون مني أن أبلي بلاءً حسناً وأنا سعيد حقاً هنا. أفراد عائلتي يتصلون بي ويقدمون لي كل الدعم، وينطبق نفس الأمر على أصدقائي أيضاً». وقد ظهر هذا الحب بشكل واضح عندما أحرز المهاجم النيجيري أول هاتريك له في الدوري الإنجليزي الممتاز، في المباراة التي سحق فيها ليستر سيتي نظيره شيفيلد يونايتد بخماسية نظيفة في شهر مارس (آذار) الماضي، وهو الوقت الذي تزامن مع احتفالات عيد الأم. وبعد نهاية المباراة، وجه إيهيناتشو التهنئة لجميع الأمهات في كل مكان، وكان متأثرا للغاية نظرا لأنه فقد أمه وهو في السادسة عشرة من عمره.
يقول المهاجم النيجيري عن ذلك: «كنت أتطلع دائما إلى إهداء أول هاتريك لي لأمي ولجميع الأمهات في العالم، وبالتالي كان من الرائع أن يتزامن ذلك مع الاحتفالات بعيد الأم. إنني أتذكر أمي كل يوم، وأعلم أنها في مكان جيد الآن، وهو الأمر الذي يساعدني على مواصلة العمل الجاد. لقد كان أسوأ شعور بالخوف هو أن أفقدها، وبالتالي فلا يوجد شيء الآن يجعلني أشعر بالخوف في هذه الحياة. لذلك أواصل العمل بطريقتي المعتادة، وأعلم أنها خلفي دائما».
ويعتز إيهيناتشو بذكريات طفولته، بما في ذلك مباريات كرة القدم التي كان يلعبها وهو طفل صغير ليس لديه أي مشكلات أو هموم. لقد تحولت كرة القدم من سعي بريء للفرح إلى مهنة بعد أن قاد نيجيريا للفوز بكأس العالم تحت 17 عاما في 2013، وانتقاله إلى مانشستر سيتي في وقت لاحق.
يقول إيهيناتشو: «لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي عندما جئت إلى إنجلترا لأول مرة، وكنت أرغب في العودة إلى بلدي في مرحلة ما، لأن الطقس كان شديد البرودة. ما زلت أتذكر أول حصة تدريبية لي في مانشستر سيتي، فقد كان ذلك في شهر فبراير (شباط) وكان الجو بارداً جداً. كانت هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها والدي في مثل هذا الطقس البارد. لقد أراد أن يشاهدني وأنا أتدرب، لكن بعد 10 دقائق لم أتمكن من رؤيته، لأنه نهض وذهب إلى الداخل من برودة الطقس. كان ذلك في عام 2014 ومنذ ذلك الحين لم يأتِ لمشاهدتي في أي مباراة أخرى، ولم يعد إلى إنجلترا ثانية».
وفي الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2017 أصبح إيهيناتشو أول لاعب يدخل كبديل رابع في تاريخ المسابقة. وفي عام 2018، كان الهدف الذي أحرزه في الجولة الثالثة للبطولة ضد فليتوود هو أول هدف يتم احتسابه بعد العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد (الفار). وخلال الشهر الماضي، أحرز إيهيناتشو هدفين في مرمى مانشستر يونايتد في دور الثمانية، ليرفع رصيده في هذه البطولة إلى 11 هدفا في 18 مباراة، ليصبح أكثر أفريقي تسجيلا للأهداف في تاريخ هذه البطولة.
يقول اللاعب النيجيري: «هذا يعني الكثير بالنسبة لي. أنا سعيد حقاً بتحقيق ذلك الإنجاز والتفوق على عدد من الأساطير الأفريقية مثل ديدييه دروغبا». وهناك لاعبون آخرون، مثل نوانكو كانو، الذي فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي مع آرسنال وبورتسموث ويتحدر من مسقط رأس إيهيناتشو. وكان كانو، الذي أحرز هدف الفوز في نهائي البطولة عام 2008 زائراً منتظماً لأكاديمية الناشئين في أويري بولاية إيمو، التي انضم لها إيهيناتشو وساعدته على تطوير مهاراته.
يقول إيهيناتشو: «كان مدربنا يحدثنا عن كانو طوال الوقت، وكان كانو يأتي ويتدرب معنا عندما كان يلعب مع بورتسموث. لقد كان ذلك أمرا رائعا بالنسبة لنا، وما زلت أتذكر المباراة النهائية التي لعبها مع بورتسموث، وبعد ذلك منحته الأكاديمية تاجاً أو شيئاً من هذا القبيل. لم أتمكن من مشاهدة هذا الاحتفال وهو يحصل على التاج، لأن ذلك أقيم في مركز الشباب وكان يتعين على المرء أن يدفع أموالا للدخول، ولم يكن لدي ما يكفي من المال. لكنني سمعت هذه القصة من أشخاص كانت لديهم القدرة المالية على الدخول. لقد كان مثلا أعلى بالنسبة لي دائما، وكان دائما ما يأتي ويتحدث إلينا».
إن اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز قد منح إيهيناتشو اللقب الذي يطلقه عليه زميله ومواطنه ويلفريد نديدي في ليستر سيتي، وهو لقب «الرجل الكبير». يقول إيهيناتشو: «هذا هو اللقب الذي يُطلق على اللاعبين النيجيريين الذين يلعبون في أوروبا عندما يعودون إلى بلادهم، وهناك الكثير منهم الآن. لم يعد الناس ينادونني باسمي بعد الآن - يبدو الأمر كما لو أنهم نسوا ذلك - فهم ينادونني بلقب الرجل الكبير. وحتى كبار السن ينادونني بذلك، وهو أمر مضحك للغاية».
وفي ليستر سيتي، يعد النجم الإنجليزي جيمي فاردي هو النجم الأبرز في خط هجوم الفريق ولا يتوقف عن إحراز الأهداف، وبالتالي بدا الأمر وكأن إيهيناتشو قد لا يشارك بشكل منتظم في تشكيلة الفريق أبدا. لكن المهاجم النيجيري فرض نفسه على الجميع بقدراته الفنية الهائلة وكون ثنائيا هجوميا قويا مع فاردي منذ أن غير رودجرز طريقة اللعب لكي يدفع بهما معا في المباريات. لقد أصبح فاردي صانعا للعب أكثر من كونه مهاجما خلال الأشهر الأخيرة، بينما أصبح إيهيناتشو يبدو وكأنه المهاجم الأكثر فاعلية على المرمى. يقول المهاجم النيجيري: «جيمي فاردي هو أفضل مهاجم يمكن أن يلعب بجانبك. إنه شخص لطيف للغاية وقد كان كذلك منذ أن جئت إلى هذا النادي. إنه يلعب دائما من أجل مصلحة الفريق، وليس أنانيا على الإطلاق، فهو يبحث دائما عن مساعدة زملائه».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟