صاروخ من غزة يقتل عربياً وابنته في اللد

جنازة خليل عوض وابنته نادين في قرية دهمش قرب اللد أمس (أ.ب)
جنازة خليل عوض وابنته نادين في قرية دهمش قرب اللد أمس (أ.ب)
TT

صاروخ من غزة يقتل عربياً وابنته في اللد

جنازة خليل عوض وابنته نادين في قرية دهمش قرب اللد أمس (أ.ب)
جنازة خليل عوض وابنته نادين في قرية دهمش قرب اللد أمس (أ.ب)

دفع المواطن العربي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، خليل عوض (50 عاماً) وابنته نادين (15 عاماً)، حياتهما ثمناً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المعقد فجر أمس الأربعاء. فعندما كانا وبقية أفراد العائلة يتناولان وجبة السحور، في خاتمة شهر رمضان المبارك، سقطت قذيفة صاروخية، أطلقت من قطاع غزة، على المنزل، الواقع في قرية دهمش الواصلة بين مدينتي اللد والرملة.
وقد قتل الأب وابنته، ونجت زوجته سوزان وابنها البكر شادي وابنتها نجاة، وتم نقلهم للعلاج في المستشفى نتيجة الصدمة. وتسببت شظايا القذيفة الصاروخية بأضرار جسيمة للمنزل وكذلك للمنازل المجاورة، وعشرة رؤوس من الغنم أصيبت نتيجة الشظايا في حظيرتها.
وقرية دهمش هذه، التي تضم نحو ألف نسمة، تتعرض لمخطط ترحيل منذ نحو ربع قرن، فالسلطات الإسرائيلية التي طردت سكانها سنة 1948 من تجمعاتهم البدوية وركزتهم في أرض تبلغ مساحتها 220 دونما ما بين اللد والرملة، تنوي ترحيلهم من جديد ولا تعترف بقريتهم، وترفض تقديم أي خدمات لهم. كما لا توجد لديهم ملاجئ يحتمون بها خلال الحرب، على عكس البلدات اليهودية المجاورة.
وتبعد دهمش 20 كيلومتراً عن تل أبيب و3 كيلومترات عن مطار بن غوريون الدولي، ولذلك فإن القصف الصاروخي من قطاع غزة طالها. وقال رئيس لجنة قرية دهمش، عرفات إسماعيل، وهو خال الفقيدة نادين: «لا يوجد لدينا ملاجئ ولا غرف محمية ولا يوجد لنا غير الله لنحتمي به ونلجأ إليه.
نحن تابعون تنظيمياً لنفوذ المجلس الإقليمي (عيمق اللد) الذي لا يعترف بنا، وعندما توجهنا إليه بطلب بناء غرف محمية، أجاب سنقتلعكم من هنا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.