لجنة مستقلة: العالم كان بإمكانه تجنب جائحة «كوفيد ـ 19»

دعت إلى تأسيس «مجلس عالمي لمكافحة التهديدات الصحية»

لجنة مستقلة: العالم كان بإمكانه تجنب جائحة «كوفيد ـ 19»
TT

لجنة مستقلة: العالم كان بإمكانه تجنب جائحة «كوفيد ـ 19»

لجنة مستقلة: العالم كان بإمكانه تجنب جائحة «كوفيد ـ 19»

قال خبراء مستقلون كلفتهم منظمة الصحة العالمية وضع تقرير عن «الجائحة»، إن «كوفيد19» الذي أودى بحياة أكثر من 3.3 مليون شخص، وأصاب عشرات الملايين، ودمّر الاقتصادات العالمية، «كان بالإمكان تجنّبه».
وفي تقرير نُشر الأربعاء، وصفوا الوباء بـ«تشيرنوبيل القرن الحادي والعشرين»، ودعوا إلى إصلاحات واسعة وبشكل عاجل لأنظمة الإنذار والوقاية.
وقالت إلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا السابقة: «كان من الممكن تجنب الوضع الذي نحن فيه اليوم»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت: «نحن ندرك أن الناس غاضبون ومنزعجون (...) لكن لا يوجد فرد أو بلد واحد فقط مسؤول». وأكدت سيرليف في مؤتمر صحافي: «هذا الوضع يُعزى إلى عدد لا يحصى من الإخفاقات والثغرات والتأخيرات في الاستعداد والاستجابة» للوباء. وجاء في التقرير أيضاً: «من الواضح أن خيارات استراتيجية سيئة، والافتقار للإرادة في مواجهة التفاوتات، وضعف التنسيق، خلقت مزيجاً ساماً مكّن الوباء من التحول إلى أزمة بشرية كارثية».
أمضت هذه اللجنة المستقلة المؤلفة من 13 خبيراً، والتي أنشأها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس وفقاً لقرار جرى تبنيه في مايو (أيار) 2020 من قبل الدول الأعضاء في المنظمة، الأشهر الثمانية الماضية في درس انتشار الوباء والتدابير التي اتخذتها منظمة الصحة والدول لمواجهته.

جاء ذلك في سياق تعرض منظمة الصحة العالمية، منذ بداية الوباء، لانتقادات بسبب كيفية استجابتها للأزمة، خصوصاً التأخير في التوصية بوضع كمامة. وجاءت الانتقادات بشكل خاص من الولايات المتحدة التي اتهمت المنظمة بأنها كانت متهاونة جداً مع الصين، ووصفها الرئيس السابق دونالد ترمب وقتها بأنها «دمية للصين» حيث ظهر فيروس «كورونا»، وأنها أخّرت إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية. أما الصين، فاتُهمت بمحاولة التستر على انتشار الوباء.
وعلّقت رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك التي شاركت في رئاسة اللجنة قائلة: «يمكننا القول إن هناك تأخيرات واضحة في الصين، لكن كانت هناك تأخيرات في كل مكان». وتابعت: «عندما بدأت المعلومات تصل إلى منظمة الصحة العالمية، من الواضح أن المنظمة لم يكن لديها التفويض الكافي للتحقيق ثم التأكد بسرعة من أن وباءً خطيراً في طور الانتشار». وجاء في التقرير: «فيما كان الفيروس ينتشر، تراكمت المعلومات وتأخرت القرارات في انتظار الردود على كثير من رسائل البريد الإلكتروني الرسمية المتبادلة».
ورأى الخبراء أنه «مر وقت طويل» بين الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة بالتهاب رئوي مجهول المنشأ في النصف الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2019، وإعلان منظمة الصحة العالمية في 30 يناير (كانون الثاني) حالة طوارئ صحية عالمية.
بالنسبة إلى الخبراء، كان من الممكن إعلان ذلك على الأقل في الاجتماع الأول للجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية في 22 يناير. لكن حتى لو أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية قبل أسبوع، فإن الأمور لم تكن لتتغير في مواجهة «تراخي العديد من البلدان»، بحسب كلارك؛ لأن العواصم لم تبدأ إدراك حجم الخطر سوى في 11 مارس (آذار) عندما صنّف غيبرييسوس الفيروس «جائحة».
وفي هذا السياق، كان فبراير (شباط) 2020 «شهراً ضائعاً»؛ إذ كان بإمكان العديد من البلدان خلاله اتخاذ إجراءات لوقف انتشار الفيروس.
وفي النهاية، سمحت «التأخيرات والتردد والإنكار» لـ«الوباء» ثم «الجائحة» بالانتشار، كما خلص التقرير. ويوصي فريق الخبراء بأن تتبنى الحكومات والمجتمع الدولي دون تأخير مجموعة من الإصلاحات التي تهدف إلى تغيير نظام التأهب والإنذار والاستجابة للأوبئة العالمية.
لذلك، يقترح التقرير طرقاً عدة؛ بما فيها إنشاء «مجلس عالمي لمكافحة التهديدات الصحية»، وكذلك إنشاء نظام مراقبة عالمي جديد قائم على «الشفافية الكاملة». ويفترض أن يمنح هذا النظام منظمة الصحة العالمية القدرة على نشر المعلومات على الفور حول «الأوبئة» التي يمكن أن تستحيل «جائحة»، دون الحصول على موافقة من الدول.
كما أن التقرير يقدم سلسلة من التوصيات للتطبيق الفوري من أجل وضع حد لانتشار «كوفيد19»؛ بما فيها دعوة الدول الغنية إلى توفير أكثر من ملياري جرعة من اللقاح بحلول منتصف عام 2022؛ منها مليار على الأقل بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.