كارتر يعقد جلسة استثنائية لـ«فريق أميركا» في الكويت لتقييم الحرب ضد «داعش»

بحث مع 30 من كبار القادة العسكريين ومسؤولي الاستخبارات سد الثغرات في استراتيجية أوباما

كارتر يعقد جلسة استثنائية لـ«فريق أميركا» في الكويت لتقييم الحرب ضد «داعش»
TT

كارتر يعقد جلسة استثنائية لـ«فريق أميركا» في الكويت لتقييم الحرب ضد «داعش»

كارتر يعقد جلسة استثنائية لـ«فريق أميركا» في الكويت لتقييم الحرب ضد «داعش»

بعد 6 أيام من توليه مهام منصبه، سافر وزير الدفاع الأميركي الجديد أشتون كارتر إلى كل من أفغانستان ثم إلى الكويت، حيث عقد أمس اجتماعا استثنائيا استمر 6 ساعات في قاعدة عريفجان الأميركية مع 30 من كبار قادة الجيش والدبلوماسيين الأميركيين ومسؤولي الاستخبارات، لمناقشة التفاصيل الجوهرية لاستراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما ضد «داعش» وسد الثغرات ونقاط الضعف فيها.
وقال مسؤول عسكري أميركي شارك في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» ان اللقاء مع من وصفهم كارتر بـ«فريق أميركا» كان هدفه «الاستماع إلى مختلف الآراء والتوصيات، وليس علامة على قلق حول فاعلية وكفاءة الاستراتيجية الأميركية لمكافحة تنظيم داعش، أو مؤشرا لإعادة صياغتها أو إدخال تعديلات عليها». وتابع المسؤول الأميركي: «وزير الدفاع لم يستمع إلى آخر مستجدات المعركة ضد تنظيم داعش فحسب، بل كان حريصا أيضا على شرح وتوضيح الأسس الفكرية لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما في مكافحة (داعش)، بما في ذلك الطرق التي تساند فيها القوة العسكرية بقية التدابير السياسية والاقتصادية لقطع موارد ومكاسب (داعش) وهزيمته في نهاية المطاف».
وأضاف المسؤول العسكري أن كارتر أوضح للمشاركين في الاجتماع الحاجة إلى فهم أفضل لمشكلة تنظيم داعش التي وصفها بأنها «مشكلة معقدة جدا»، وأن لها تداعيات على جميع دول العالم، وأن وزير الدفاع الأميركي شدد على أهمية البعد العسكري في مكافحة «داعش»، إضافة إلى بقية الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ورفض المسؤول العسكري بيان موقف البنتاغون من نشر قوات برية أميركية في الحرب ضد «داعش»، واكتفى بالقول: «علينا التأكد من فعالية جميع الأدوات التي نستخدمها في الحرب، والقوات البرية هي من أدوات الحرب، ولكن يجب أن نكون على قناعة بأن أي استخدام لقواتنا ضروري وحاسم».
وشارك في الاجتماع الجنرال لويد أوستن قائد القيادة الوسطى، والجنرال جيمس تيري المسؤول عن الحملة الأميركية ضد تنظيم داعش، والجنرال جوزيف فوتيل قائد قيادة العمليات الخاصة، والجنرال مايكل ناجاتا رئيس برنامج تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية المعتدلة، والجنرال جون آلن مبعوث الرئيس أوباما للتحالف الدولي، والسفير دانييل روبنشتاين المبعوث الأميركي إلى سوريا، وسفراء الولايات المتحدة لدى عدد من الدول، ومنها السعودية والكويت والأردن ومصر، إضافة إلى بعض المسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية.
وقدم المسؤولون الأميركيون خلال الاجتماع توصيات واقتراحات تتعلق بمضاعفة معدل ضربات التحالف ضد تنظيم داعش، وزيادة حجم تدريب وتسليح القوات العراقية.
وفي بداية الاجتماع، قال كارتر: «نحن نضغط على (داعش) باقتدار جدا من الكويت وكل مكان، وسنلحق به هزيمة محدقة بلا شك»، وأضاف أنه يأمل في أن تسهم المناقشات المرتجلة في معظمها في تقييم الحرب. ورغم أن الكويت مجاورة للعراق، أعلن كارتر أنه لن يذهب إلى بغداد، مشيرا إلى أنه لا يريد إطالة غيابه عن واشنطن في بداية مهامه الجديدة، مؤكدا أنه سيزور العراق مستقبلا.
ويأتي اجتماع وزير الدفاع بكبار المسؤولين في ظل تزايد الأنباء حول عملية عسكرية وشيكة لاسترداد مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، فضلا عن عمليات مماثلة لاستعادة محافظتي صلاح الدين والأنبار. وفي هذا السياق، قال الجنرال جيمس تيري للصحافيين في قاعدة عريفجان، حيث مقره لتنسيق وتخطيط العمليات العسكرية، إن مقاتلي «داعش» أصبحوا في موقف دفاعي داخل العراق، بعد تكثيف الهجمات عليهم من قبل القوات العراقية في محافظة الأنبار، موضحا أن قوات الجيش الأميركي تقدم المشورة والتخطيط لجهود الحرب في العراق وسوريا، وحذر في الوقت نفسه من قدرة مسلحي «داعش» على إعادة تنظيم صفوفهم.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.