شواطئ ليبيا... نشاط محموم لعصابات تهريب البشر

خفر السواحل اعترض نحو 7500 مهاجر منذ بداية العام الجاري

عمال يقدمون الإسعافات الأولية لمهاجرين تم إنزالهم في قاعدة طرابلس البحرية (البحرية الليبية)
عمال يقدمون الإسعافات الأولية لمهاجرين تم إنزالهم في قاعدة طرابلس البحرية (البحرية الليبية)
TT

شواطئ ليبيا... نشاط محموم لعصابات تهريب البشر

عمال يقدمون الإسعافات الأولية لمهاجرين تم إنزالهم في قاعدة طرابلس البحرية (البحرية الليبية)
عمال يقدمون الإسعافات الأولية لمهاجرين تم إنزالهم في قاعدة طرابلس البحرية (البحرية الليبية)

في أول نقطة لإنزال المهاجرين غير النظاميين بقاعدة طرابلس البحرية، اندمج أمس، عدد من المُسعفين في مداواة بعض الذين تم إنقاذهم من الغرق، في واحدة من أربع عمليات شهدتها سواحل غرب البلاد خلال اليومين الماضيين.
ومع بداية شهر رمضان، تدفقت أعداد كبيرة من المهاجرين من وسط البلاد إلى مدن الساحل الغربي، بقصد التخطيط لهجرات غير مشروعة إلى الشواطئ الأوروبية، بمساعدة عصابات التهريب.
وكشف الناطق الرسمي لرئاسة أركان القوات البحرية الليبية، مسعود إبراهيم، عن إنقاذ مئات المهاجرين من الغرق قرب الساحل الغربي الليبي، بعد أن استقلوا زوارق مطاطية للهرب عبر البحر المتوسط.
وقال مسؤول أمني بالبحرية لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك تدفقاً كبيراً هذه الأيام من قبل المهاجرين، الذين تدفع بهم عصابات تهريب البشر إلى البحر، لاعتقادهم أن بإمكانهم مغافلة دوريات المراقبة والتسلل خلسة»، متوقعاً زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين خلال إجازة عيد الفطر. لكنه أكد أن قوات خفر السواحل «تجري عملية تمشيط مستمرة لمنع هذه التجاوزات».
وأضاف المسؤول الأمني أن هناك جهوداً كبيرة تبذل للتصدي لتلك العصابات، التي تنشط في مدن زوارة والقرة بوللي وصبراتة والزاوية، وتهدف إلى «الإيقاع بالمهاجرين الراغبين في الهجرة، والحصول منهم على أموال طائلة نظير نقلهم من الساحل الأوروبي، لكن عادة يتم التخلي عنهم، وتركهم في عرض البحر يواجهون الموت».
من جهتها، قالت وزارة الداخلية الليبية، أمس، إن الإدارة العامة لأمن السواحل تمكنت من إنقاذ 143 مهاجراً غير شرعي من عرض البحر، من بينهم 5 نساء من جنسيات مختلفة، وتم نقلهم إلى نقطة إنزال المهاجرين بميناء طرابلس البحري، وتقديم جميع المساعدات الإنسانية والطبية لهم، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم قبل تسليمهم لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة.
وتحدث الناطق باسم البحرية عن عمليات إنقاذ عديدة، حيث تم إنزال عديد المهاجرين في قاعدة طرابلس البحرية، والبعض الآخر في نقطة المصفاة بمدينة الزاوية، قبل أن يتم نقلهم جميعاً إلى جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بالعاصمة. وقال إنه في إطار الجهود الإنسانية، والمهام السيادية لحماية السواحل الليبية، وتقديم خدمات البحث وإنقاذ حياة المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر، تمكن زورق الدورية التابع لحرس السواحل من إنقاذ 43 مهاجراً من الجنسيات الأفريقية كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية على متن زورق مطاطي، مشيراً إلى أنه فور إتمام عملية الإنقاذ تم إنزال المهاجرين في قاعدة طرابلس البحرية، وتم نقل 40 مهاجراً إلى جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، بالإضافة إلى تسجيل حالة وفاة، واثنين حالتهما الصحية سيئة نقلا لتلقي العلاج.
وفي بيان آخر، تحدث الناطق باسم البحرية الليبية بغرب البلاد، مساء أول من أمس، عن إنقاذ 442 مهاجراً من جنسيات أفريقية وعربية، كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية على متن زوارق مطاطية.
في غضون ذلك، قدّرت الناطقة باسم المنظمة الدولية للهجرة، صفاء المساهلي، أعداد المهاجرين الذين تم اعتراضهم وإنقاذهم من الغرق في البحر المتوسط خلال اليومين الماضيين بـ700 شخص، لكن تمت إعادتهم إلى ميناءي طرابلس والزاوية.
ومنذ بداية العام الجاري، اعترض خفر السواحل الليبي نحو 7500 مهاجر في البحر، بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة. وخلال اليومين الماضيين وصل إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أكثر من 1400 مهاجر، موزعين على نحو 15 قارباً.
وأبدت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» استعدادها للتعاون مع بعثات المنظمات الإنسانية المحلية والدولية من أجل تمكين المهاجرين من العودة الطوعية إلى بلادهم أو إلى بلد ثالث. وقالت إن الفريق الفني المكلف بالمشاركة في فعاليات المؤتمر الوزاري لإدارة تدفقات الهجرة، بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، ناقش مع الحضور عديد القضايا، التي من شأنها تطوير التعاون بين ليبيا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في مجالات الحد من تدفقات الهجرة من وإلى ليبيا، وكذلك سبل التنسيق والتعاون في مجال تطوير قدرات منظومة خفر السواحل والمراقبة الحدودية للمنافذ البحرية، والبرية والجوية.
وعرض المشاركون الليبيون بالمؤتمر، الذي انعقد في لشبونة، عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، الأوضاع الاستثنائية للمهاجرين الموقوفين بمراكز إيواء المهاجرين، والعراقيل التي تواجه أوضاعهم الإنسانية وتهيئة الظروف الصحية والنفسية لهم تمهيداً لترحيلهم.
في سياق ذلك، قالت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، أمس، إن الحكومة الإيطالية ستطلب من الاتحاد الأوروبي دفع أموال لليبيا لمنع زوارق المهاجرين من الانطلاق من الساحل الليبي.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قد يقترح هذه الخطة على قادة الاتحاد في قمة تعقد يومي 24 و25 مايو (أيار) الجاري، موضحة أنها ستشبه صفقة أبرمت مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين من دول البلقان في 2016.
ويأتي هذا التقرير بعد الزيادة الأخيرة في تدفق المهاجرين من ليبيا على إيطاليا، حيث استقبلت جزيرة لامبيدوزا منذ يوم الأحد، أكثر من 2000 مهاجر، جلهم قدموا إليها انطلاقاً من ليبيا.



تقرير: استبعاد توني بلير من قائمة المرشحين لعضوية «مجلس السلام» في غزة

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

تقرير: استبعاد توني بلير من قائمة المرشحين لعضوية «مجلس السلام» في غزة

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أرشيفية - أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز»، نقلاً عن مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، أنه تم استبعاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، من قائمة المرشحين لعضوية «مجلس السلام» في غزة، وذلك بعد اعتراضات من دول عربية وإسلامية.

كان بلير الشخص الوحيد الذي تم تحديده لعضوية المجلس عندما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطته المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في أواخر سبتمبر (أيلول)، حيث وصفه ترمب بأنه «رجل جيد جداً».

وقالت الصحيفة البريطانية إن بلير وصف الخطة في ذلك الحين بأنها «جريئة وذكية»، وأشار إلى أنه سيكون سعيداً بالانضمام إلى المجلس الذي سيرأسه الرئيس الأميركي.

غير أن بعض الدول العربية والإسلامية عارضت ذلك لأسباب؛ منها الضرر الذي لحق بسمعته في الشرق الأوسط بسبب دعمه القوي للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

ونقلت «فاينانشال تايمز» عن أحد حلفاء بلير قوله إن رئيس الوزراء الأسبق لن يكون عضواً في «مجلس السلام». وأضاف: «سيتكون هذا المجلس من قادة عالميين حاليين، وسيكون هناك مجلس تنفيذي أصغر تحته».

وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يكون بلير عضواً في اللجنة التنفيذية إلى جانب جاريد كوشنر، صهر ترمب، وستيف ويتكوف، مستشار الرئيس الأميركي، إلى جانب مسؤولين كبار من دول عربية وغربية.


العليمي للسفراء: تحركات «الانتقالي» الأحادية تهدد مسار الاستقرار في اليمن

العليمي انتقد ما وصفه بالتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي (سبأ)
العليمي انتقد ما وصفه بالتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي (سبأ)
TT

العليمي للسفراء: تحركات «الانتقالي» الأحادية تهدد مسار الاستقرار في اليمن

العليمي انتقد ما وصفه بالتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي (سبأ)
العليمي انتقد ما وصفه بالتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي (سبأ)

وضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الاثنين، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في بلاده أمام آخر الأحداث السياسية، والميدانية، بخاصة ما شهدته المحافظات الشرقية في الأيام الماضية من تطورات وصفها بأنها تشكل تقويضاً للحكومة الشرعية، وتهديداً لوحدة القرار الأمني، والعسكري، وخرقاً لمرجعيات العملية الانتقالية.

وذكر الإعلام الرسمي أن العليمي التقى في الرياض سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك.

وفي الوقت الذي تواصل فيه السعودية جهودها المكثفة من أجل التهدئة، أشاد العليمي بدور الرياض المسؤول في رعاية جهود التهدئة بمحافظة حضرموت، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق يضمن عمل المنشآت النفطية، ومنع انزلاق المحافظة إلى مواجهات مفتوحة.

لكنه أعرب عن أسفه لتعرض هذه الجهود لتهديد مستمر نتيجة تحركات عسكرية أحادية الجانب، أبقت مناخ التوتر وعدم الثقة قائماً على نطاق أوسع. بحسب ما أورده الإعلام الرسمي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وطبقاً لوكالة «سبأ»، وضع العليمي السفراء في صورة التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية، مشيراً إلى أن الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي تمثل خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وتهديداً مباشرا لوحدة القرار الأمني، والعسكري، وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، وتهديداً خطيراً للاستقرار، ومستقبل العملية السياسية برمتها.

وأكد العليمي للسفراء أن الشراكة مع المجتمع الدولي ليست شراكة مساعدات فقط، بل مسؤولية مشتركة في حماية فكرة الدولة، ودعم مؤسساتها الشرعية، والحيلولة دون تكريس منطق السلطات الموازية.

تحذير من التداعيات

حذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، خلال اجتماعه مع السفراء، من التداعيات الاقتصادية، والمعيشية الخطيرة لأي اضطراب، خصوصاً في محافظتي حضرموت، والمهرة، وأضاف أن ذلك قد يعني تعثر دفع مرتبات الموظفين، ونقص الوقود لمحطات الكهرباء، وتفاقم الأزمة الإنسانية، ونسف كل ما تحقق من إصلاحات اقتصادية، وإضعاف ثقة المانحين بالحكومة الشرعية.

وأكد العليمي أن أحد المسارات الفعالة للتهدئة يتمثل في موقف دولي موحد، واضح وصريح، يرفض الإجراءات الأحادية، ويؤكد الالتزام الكامل بمرجعيات المرحلة الانتقالية، ويدعم الحكومة الشرعية باعتبارها الجهة التنفيذية الوحيدة لحماية المصالح العليا للبلاد.

كما جدد التأكيد على أن موقف مجلس القيادة الرئاسي واضح من تجاربه السابقة بعدم توفير الغطاء السياسي لأي إجراءات أحادية خارج الإطار المؤسسي للدولة، متى ما توفرت الإرادة الوطنية، والإقليمية، والدولية الصادقة.

المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب باستعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل 1990 (أ.ف.ب)

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على أهمية تكامل مواقف دول التحالف في دعم الحكومة الشرعية، وبما يحمي وحدة مؤسسات الدولة، ويحول دون زعزعة الأمن، والاستقرار في المحافظات المحررة. وفق ما أورده الإعلام الرسمي.

وقال العليمي إن البلاد والأوضاع المعيشية للمواطنين لا تحتمل فتح المزيد من جبهات الاستنزاف، وإن المعركة الحقيقية ستبقى مركزة على استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.

كما أكد حرص مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على استمرار الوفاء بالالتزامات الحتمية للدولة تجاه مواطنيها، وشركائها الإقليميين، والدوليين، وفي المقدمة السعودية، التي ثمن استجاباتها الفورية المستمرة لاحتياجات الشعب اليمني في مختلف المجالات.

مطالبة بموقف موحد

دعا العليمي خلال الاجتماع مع السفراء المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحد يرفض منازعة الحكومة لسلطاتها الحصرية، وممارسة ضغط علني لعودة القوات الوافدة من خارج محافظتي حضرموت، والمهرة، ودعم جهود الدولة والسلطات المحلية للقيام بواجباتها الدستورية في حماية المنشآت السيادية، وتعزيز جهود التهدئة، ومنع تكرار التصعيد.

جانب من اجتماع العليمي في الرياض بالسفراء الراعين للعملية السياسية في اليمن (سبأ)

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن العليمي قوله إن الشعب اليمني وحكومته قادران على ردع أي تهديد، وحماية المركز القانوني للدولة، وأنه حذر من أن سقوط منطق الدولة في اليمن لن يترك استقراراً يمكن الاستثمار فيه، لا في الجنوب، ولا في الشمال، مجدداً دعوته إلى تحمل المسؤولية الجماعية، لمنع انزلاق البلاد إلى مزيد من التفكك، والفوضى.

ونسب الإعلام الرسمي إلى سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن أنهم جددوا التزامهم الكامل بدعم مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، ووحدة اليمن، واستقراره، وسلامة أراضيه.


«أطباء بلا حدود»: وضع الأطباء في غزة «لا يزال صعباً جداً» رغم الهدنة

رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم (أ.ف.ب)
رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم (أ.ف.ب)
TT

«أطباء بلا حدود»: وضع الأطباء في غزة «لا يزال صعباً جداً» رغم الهدنة

رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم (أ.ف.ب)
رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم (أ.ف.ب)

أكَّد رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن ظروف المسعفين والمرضى في غزة لا تزال على حالها رغم الهدنة الهشة التي تسري منذ نحو شهرين في القطاع.

وقال عبد المنعم، الأحد، متحدثاً عن ظروف الطواقم الطبية العاملة بمستشفيات غزة إن الوضع «لا يزال صعباً جداً كما كان دائماً»، مضيفاً أن «الرعاية المقدمة للمرضى دون المستوى المطلوب» وأن المساعدات التي تدخل الأراضي الفلسطينية غير كافية.

ودعت المنظمة طرفي النزاع في السودان إلى ضمان حماية العاملين في المجالين الإنساني والطبي.

وقال عبد المنعم: «على كلا الطرفين منح العاملين في المجالين الإنساني والطبي الحرية والحماية وتمكينهم من الوصول إلى السكان»، موضحاً أن طرفي النزاع يواصلان هجماتهما على منشآت الرعاية الصحية.