الشرطة الإسرائيلية تعترف بقمع مظاهرات الناصرة وحيفا

لمنع انضمام فلسطينيي 48 إلى هبّة المقدسيين

مظاهرة في الناصرة مؤيدة لأهالي القدس (المركز الفلسطيني للإعلام)
مظاهرة في الناصرة مؤيدة لأهالي القدس (المركز الفلسطيني للإعلام)
TT

الشرطة الإسرائيلية تعترف بقمع مظاهرات الناصرة وحيفا

مظاهرة في الناصرة مؤيدة لأهالي القدس (المركز الفلسطيني للإعلام)
مظاهرة في الناصرة مؤيدة لأهالي القدس (المركز الفلسطيني للإعلام)

اعترف ممثل الشرطة الإسرائيلية في محكمة الصلح في الناصرة، بأن قواته مارست العنف بحق المتظاهرين، وقال إن «المصلحة القومية العليا في إسرائيل تحتم منع انضمام المواطنين العرب (فلسطينيي 48) إلى أهل القدس في هبتهم».
وكان مندوب الشرطة يرد بذلك على الموقف الذي عرضه رئيس «مركز عدالة القانوني»، المحامي حسن جبارين، واتهم فيه الشرطة بممارسة العنف الشديد.
وكشف جبارين أن «40 في المائة من المعتقلين في المظاهرات العربية في الناصرة وحيفا والقدس وغيرها من البلدات، وصلوا إلى المستشفى بسبب الاعتداء عليهم. ولهذا فإن من يجب أن يحاكم هي الشرطة». وانتقد أعضاء كنيست من «القائمة المشتركة»، ما وصفوه بوحشية الشرطة. وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي، إن «معظم الأشخاص أصيبوا برصاص مطاطي ورصاص إسفنجي، وتعرضوا لإطلاق النار في النصف العلوي من أجسامهم. التقيت بستة أشخاص أصيبوا برصاصة في العين. فكيف تريدوننا أن نصمت إزاء هذا العنف؟».
وكان المئات من المواطنين العرب في مختلف البلدات العربية في إسرائيل، قد خرجوا في مظاهرات تضامن مع المقدسيين في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، بعد صلاة التراويح، بناء على دعوة لجنة المتابعة العليا. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا دفاعاً عن القدس والأقصى ومن أجل الحرية والعدالة، ووجهوا التحية إلى المرابطين الصامدين في وجه مخططات التهجير والاقتلاع. غير أن الشرطة اعتدت عليهم ووقعت صدامات عنيفة، واعتقلت 16 شخصاً في حيفا و13 في الناصرة.
وأطلقت محكمة الصلح في حيفا، أمس الاثنين، سراح 7 معتقلين بينهم قاصر بشروط مقيدة، وأبقت على الباقين في المعتقل لبضعة أيام. وفي الناصرة، مددت المحكمة اعتقال اثنين من المعتقلين لغاية غد الأربعاء، ومعتقل ثالث لمدة 3 أيام من بين 13 معتقلاً.
وقال المحامي حسن موعد من «عدالة»، إن «معظم المعتقلين هم طلاب جامعات، وليسوا شبانا غاضبين فحسب. جميعهم تعرضوا للاعتداء من قبل عناصر الشرطة خلال الاعتقال». وقال عبد ناطور، والد المعتقل توفيق ناطور (19 عاماً) من شفاعمرو، إن «الشرطة مارست العنف مع الجميع. رأيت أفراد الشرطة كيف داسوا على طفلة في المظاهرة. ما نواجه من عنصرية ضدنا يندرج تحت مسمى تطهير عرقي».
يذكر أن الألوف من العرب في إسرائيل يشاركون في الرباط داخل الأقصى، ويتدفقون على القدس لمشاركة أهلها في التصدي لمسيرات المستوطنين ومشاريعهم الاستيطانية في المدينة المقدسة. وقد انضم النواب الستة من القائمة المشتركة إلى مظاهرات التضامن وتصدوا لاعتداءات الشرطة. وقام نواب القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بجولة في باحات المسجد الأقصى، باستثناء رئيس القائمة النائب د. منصور عباس، الذي كان قد تعرض لانتقادات من بعض المتظاهرين قبل يومين بسبب تفاوضه مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للانضمام للحكومة.
وأصدر رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، المقرب هو أيضاً من نتنياهو، بياناً أوضح فيه أنه ونوابه وأعضاء إدارة البلدية، نفذوا، أمس الاثنين «وقفة تضامنية في الساحة المركزية لدار البلدية». وأضاف البيان: «لا يحق لأحد منع القادمين إليها بغرض الصلاة. وأننا في الناصرة نقف بوحدة جبارة مع أهلنا المقدسين في قضيتهم العادلة في حي الشيخ جراح، وفي كل موطئ قدم في نواحي القدس وضواحيها»، طالباً من حكومة إسرائيل «رفع الظلم اللاحق بأهلنا هناك حتى يعم السلام العادل ربوع بلادنا».



اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.