انتحاري يفجر نفسه ويقتل 6 ضباط في مقديشو

«حركة الشباب» أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم

TT

انتحاري يفجر نفسه ويقتل 6 ضباط في مقديشو

قالت الشرطة الصومالية إن مهاجماً انتحارياً فجر قنبلة، فقتل 6 ضباط أمام مركز للشرطة في العاصمة مقديشو في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، في هجوم أعلنت «حركة الشباب» المتشددة مسؤوليتها عنه.
وقال الميجر صادق آدن علي دوديشي في مؤتمر صحافي: «تأكد مقتل 6 من ضباط الشرطة، بينهم قائد شرطة منطقة وابري، وإصابة 6 آخرين في الانفجار». وأعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم، لكنها قالت إنها قتلت 5 أفراد. وقال عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية في الحركة، لـ«رويترز»، أمس (الاثنين): «كان هدفنا قتل قادة الشرطة، وقتلنا 5 أفراد، من بينهم قائد مركز شرطة منطقة وابري».
وتقاتل الحركة المتشددة منذ عام 2008 للإطاحة بالحكومة الصومالية المعترف بها دولياً. ودأبت الحركة على شن هجمات بالأسلحة النارية والقنابل في مقديشو ومناطق أخرى بالصومال.
وقال الشاهد حسن محمد الذي كان داخل سيارته لحظة الانفجار إنه «شاهد أشخاصاً عدة مطروحين أرضاً». وتعد طريق مكة المكرمة أحد المحاور الرئيسية في مقديشو، وقد أغلقتها الشرطة مؤقتاً، وفق شهود.
وحركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة عادة ما تشن هجمات ضد أهداف حكومية وقوات الأمن في مقديشو. وقد أدى سقوط نظام سياد بري العسكري عام 1991 إلى دخول الصومال في حرب عشائرية، اشتبكت خلالها الميليشيات على مدى سنوات في شوارع مقديشو، قبل ظهور «حركة الشباب» التي سيطرت على العاصمة حتى 2011، حين طردتها قوات «أميسوم» الأفريقية.
وفي واغادوغو، قتل ما لا يقل عن 3 مدنيين، وأصيب 3 جنود، خلال هجومين منفصلين في شمال بوركينا فاسو، على ما أفادت به مصادر أمنية ومحلية. وقال مصدر أمني: «تعرضت بلدة تين - أكوف، في مقاطعة أودالان، لهجوم إرهابي ليلة أول من أمس، وقتل المهاجمون ما لا يقل عن 3 مدنيين، في إطلاق نار في إحدى مناطق البلدة».
وأفاد مسؤول محلي بأن «الضحايا جميعهم من الرجال، ولا يزال شخصان في عداد المفقودين صباح الأحد، بعد مرور الإرهابيين»، مشيراً إلى وقوع أضرار مادية أيضاً.
وأوضح مصدر أمني آخر في شمال البلاد أن «عبوة يدوية الصنع انفجرت عند مرور موكب مشترك، يضم جنوداً ومتطوعين في الدفاع عن الوطن، كانوا يواكبون قافلة مواد غذائية على طريق سيبا - مانسيلا، ما أدى إلى إصابة 3 جنود».
وتشكل العبوات اليدوية الصنع السلاح المفضل للمتطرفين في مواجهة الجيش والقوى الأمنية، ما يؤدي إلى مقتل كثير من المدنيين أيضاً. وفي الثالث من مايو (أيار) الحالي، قتل ما لا يقل عن 25 شخصاً، وتم القضاء على 11 إرهابياً، في هجوم على بلدة كودييل في شرق بوركينا فاسو، قرب الحدود مع النيجر، على ما أعلنته الحكومة.
وتشهد بوركينا فاسو، في غرب أفريقيا، منذ عام 2015، هجمات إرهابية متكررة أسفرت عن سقوط أكثر من 1300 قتيل، وأرغمت أكثر من مليون شخص على مغادرة ديارهم.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».