سفرة رمضانية من توقيع الشيف جو برزا

أطباق تصلح للإفطار والسحور

 الشيف جو برزا يختار لك أطباقاً خاصة برمضان الكريم
الشيف جو برزا يختار لك أطباقاً خاصة برمضان الكريم
TT

سفرة رمضانية من توقيع الشيف جو برزا

 الشيف جو برزا يختار لك أطباقاً خاصة برمضان الكريم
الشيف جو برزا يختار لك أطباقاً خاصة برمضان الكريم

تحتار ربات المنازل خلال موسم رمضان حول ماذا تحضّر من مأكولات وأطباق للمائدة. وفي ظل الحجر المنزلي الذي لا يزال يطبق في لبنان، تبقى هواية الطهي الأكثر رواجاً في البيوت. وتستعد يومياً ربات المنازل لوضع برمجة خاصة بالسفرة؛ فالحالة الاقتصادية المتردية في البلاد تؤثر مباشرة على المائدة الرمضانية اليوم، وهي خسرت كثيراً من غناها الذي اشتهرت به في الماضي، وباتت تقتصر على أطباق لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما كانت في الماضي القريب تصطف الصحون على المائدة الرمضانية لتؤلف فسيفساء من الأكلات الشهية.
اليوم يأخذ الشيف اللبناني العالمي جو برزا هذه المهمة على عاتقه. ويوقع من خلال «الشرق الأوسط» سفرة رمضانية، يعتمد فيها على أطباق المازة، وأخرى رئيسية تشتهر بها المائدة اللبنانية. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أننا نمر بفترة صعبة، لكن في استطاعتنا تأليف سفرة رمضانية غنية، مع مكونات متوفرة في كل بيت. ولذلك أقدم إليكم أطباقاً منوعة تصلح لأوقات الإفطار والسحور معاً. وما على ربة المنزل إلا أن تختار منها ما يناسبها وتقدمه على المائدة، بأسلوب ذكي وجذاب، كي تضفي نفحة من الفرح على أفراد عائلتها في هذا الشهر الكريم».
تحتوي سفرة جو برزا الرمضانية على السلطات والمتبلات، إضافة إلى طبق رئيسي ساخن وآخر من الحلوى.
الفتوش والتبولة يأتيان في مقدمة الأطباق التي تتصدر السفرة الرمضانية؛ بحسب الشيف برزا، كما يمكن أن تتلون أيضاً بسلطة الشمندر. أما المازات فتتألف من اللبنة والحمص بالطحينة والمتبل باذنجان والفلافل وأقراص الكبة المقلية وجبن الشنكليش. كما يمكن أن تتضمن في أوقات السحور مناقيش بالزعتر والجبن والكشك بأحجام صغيرة تحضر في المنزل. أما الأطباق الساخنة التي اختارها الشيف برزا، فتتألف من «المغربية» والأرز وطبق الخروف الشرقي والزبادي وكوكتيل مشاوي لحوم منوعة. وتختتم الوجبة بطبق حلو المهلبية الذي يمكن أن يواكبه عصير فواكه محضر من خليط البرتقال والليمونادا أو كوكتيل الخشاف.
ويحرص الشيف برزا على تقديم هذه المأكولات في صحون منمنمة وصغيرة تضفي على المائدة الرمضانية رونقاً خاصاً. ويقول: «يمكن طبع السفرة الرمضانية بأطباق مازة موضوعة في صحون نحاسية. فتؤلف لوحة طعام مستوحاة من المناسبة بامتياز. كما يمكن استخدام صحون من الفخار أو البورسلين الموجودة في كل بيت لبناني».
ويخص الشيف برزا قراء «الشرق الأوسط» بتزويدهم بوصفات 3 أنواع من أطباق هذه السفرة الرمضانية، وهي سلطة الشمندر، وطبق المغربية، وحلوى المهلبية.
لتحضير طبق سلطة الشمندر لأربعة أشخاص يلزمنا التالي:
* 3 حبات بحجم كبير من الشمندر السكري، يتم شيّها في الفرن لمدة 45 دقيقة. و10 غرامات من ورق النعناع الطازج، وباقتان من الفرفحين (البقلة). كما نحتاج إلى 20 غراماً من اللبن الزبادي، و25 غراماً من الطحينة، وفص ثوم مدقوق، وملعقتين كبيرتين من خل التفاح، ومثلهما من زيت الزيتون، مع رشة ملح وبهار. ويمكن الاستعانة بكمية قليلة من عصير البرتقال لإضفاء نكهة لذيذة. ويحضر هذا الطبق بعد تقشير الشمندر وتقطيعه مكعبات صغيرة ليمزج معه بعدها باقي مكونات الطبق التي ذكرها، مع رشة حبوب رمان طازجة وصنوبر محمر تزودها بمنظر يفتح الشهية.

* أما طبق «المغربية» فيمكن تحضيره بالطريقة التالية والكمية تكفي لـ4 أشخاص:
تُسلق دجاجة بوزن 1200 غرام في 5 ليترات من المياه. ويرفع عنها الزفر أثناء غليها على نار متوسطة. من بعدها تضاف إلى الدجاج 3 عيدان قرفة وحبة بصل متوسطة الحجم، و3 أوراق غار. ويجري تطييب المرق بملعقة صغيرة من الكمون وأخرى كبيرة من الكراوية مع رشة ملح حسب الرغبة.
وبعد أن ينضج الدجاج يرفع من الطنجرة. وفي وعاء آخر نضع ملعقتين من السمن أو الزيت النباتي ونحمر فيه 15 حبة من أكواز البصل الصغيرة المقشورة. ونضيف إليها نحو كوبين من الحمص المسلوق. وبعد أن يحمر البصل مع الحمص نسكب فوقه كمية من مرق الدجاج المسلوق ونتركها على نار خفيفة لمدة 12 دقيقة. وبعد الانتهاء من طهيها نضيف كمية المرق المتبقية إلى مرق الدجاج الأساسي التابع لسلق الدجاجة.
ولتحضير حبوب «المغربية» نضع السمنة في وعاء ونسكب فوقها كيلوغراما من «المغربية» الجافة، وندعمها برشة كراوية وكمون إلى حين اتخاذها لون الاشقرار. بعدها نأخذ كميات صغيرة من مرق الدجاج ونسكبها فوقها. ونزيد كمية المرق فوقها كلما قلّت كميته، وتجرى هذه العملية على نار هادئة. وعندما تنتفخ «المغربية» وتنضج، نسكب فوقها البصل والحمص. ويجب التنبه لتوقيت تحضير «المغربية»، كي لا يزيد على اللازم، وتصبح ملتصقة ببعضها. وفي النهاية يتم تقطيع الدجاج ونزع العظام عنه، ويمكن تحميره في الفرن، أو تقديمه مسلوقاً على طبيعته. وفي المرحلة الأخيرة تمزج كل مكونات «المغربية» معاً وتقدم على المائدة.

* أما طبق حلوى المهلبية، فيحضره الشيف جو برزا على الطريقة التالية، ويقول: «كل لتر حليب تلزمه ملعقتان كبيرتان من طحين الذرة (كورن فلاور). ويضاف إليه كوب من الكريما الطازجة، مع رشة من بودرة المستكة، ونحو 200 غرام من السكر. يجري تحريك المكونات بشكل دائم كي لا تلتصق بالوعاء. ونبقي على هذه العملية إلى حين الشعور بأن المهلبية بدأت تنضج وتسمك. حينها نسكب فوقها قطرات من ماء الزهر وماء الورد، ونترك المزيج يغلي معها لمدة دقيقة واحدة فقط. بعدها ترفع عن النار، وتصب في أوعية صغيرة، ويتم تزيينها بالصنوبر والزبيب وبرش الفستق. ويمكن إضفاء الأصفر على لون المهلبية؛ إذا ما رغبت ربة المنزل في ذلك من باب التغيير. فتزيد على المزيج رشة زعفران، مما يطبعها بشكل خارجي مختلف... وكل رمضان وأنتم بخير».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».