تحقيق «حلم ليفاندوفسكي» يرفع سقف الطموح في بايرن ميونيخ

ناغلسمان يندب حظه أمام دورتموند قبل نهائي الكأس بين الفريقين ورحيله إلى الفريق البافاري

ليفاندوفسكي يحرز هدف بايرن الثالث  ضمن ثلاثية هز بها شباك مونشنغلادباخ (أ.ف.ب)
ليفاندوفسكي يحرز هدف بايرن الثالث ضمن ثلاثية هز بها شباك مونشنغلادباخ (أ.ف.ب)
TT

تحقيق «حلم ليفاندوفسكي» يرفع سقف الطموح في بايرن ميونيخ

ليفاندوفسكي يحرز هدف بايرن الثالث  ضمن ثلاثية هز بها شباك مونشنغلادباخ (أ.ف.ب)
ليفاندوفسكي يحرز هدف بايرن الثالث ضمن ثلاثية هز بها شباك مونشنغلادباخ (أ.ف.ب)

برهن نادي بايرن ميونيخ على السبب الحقيقي وراء عجز كافة منافسيه على اللحاق به في المواسم التسعة الماضية، وهذا يكمن في أن تعطش النادي للنجاح يتزايد يوماً بعد يوم وبصرف النظر عن الإنجاز المحقق. وبدلاً من الارتكان إلى تتويج الفريق رسمياً بلقبه التاسع على التوالي في الدوري الألماني (البوندسليغا)، وهو التتويج الذي تحقق عقب خسارة ملاحقه المباشر لايبزغ على ملعب بوروسيا دورتموند 2- 3 قبل ساعات من مواجهة النادي البافاري أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، فإن بايرن بدأ المواجهة أمام ضيفه بمنتهى القوة وحسمها بنصف دستة أهداف.
وسجل الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي ثلاثة أهداف (هاتريك) ليرفع رصيده من الأهداف في الموسم الحالي من البوندسليغا إلى 39 هدفاً ويصبح على بعد هدف واحد من معادلة إنجاز الأسطورة جيرد مولر الذي سجل 40 هدفاً في موسم 1971 - 1972. وقبل جولتين على نهاية الموسم الحالي فإن مهمة ليفاندوفسكي نحو مضاهاة إنجاز مولر تبدو سهلة، حيث وصل القناص البولندي لهذه الحصيلة من الأهداف رغم غيابه عن أغلب مباريات الشهر الماضي بسبب الإصابة.
تسجيل 39 هدفاً في 27 مباراة هو أمر صاعق، خاصة من خلال لاعب على مشارف الثالثة والثلاثين من عمره لكنه يتطور ويتحسن مع كل موسم جديد. وقال ليفاندوفسكي: «كانت مباراة رائعة وفترة جيدة لإظهار كينونة بطل ألمانيا». وعقب المباراة ارتدى لاعبو بايرن قمصاناً تحمل الرقم 9 في إشارة إلى الفوز بلقب البوندسليغا للمرة التاسعة على التوالي وتعزيز الرقم القياسي.
وجرى إشعال بعض الألعاب النارية خارج ملعب أليانز أرينا لكن دون دخول الجماهير إلى داخل الملعب، كانت كل الأجواء خافتة، لكن هذا لا يعني أن بايرن أصبح لا يتفاعل مع الألقاب الجديدة والتي تحقق سبعة منها في عهد المدرب هانزي فليك في غضون أقل من موسمين. ويستعد فليك للرحيل عن النادي البافاري وربما يتولى تدريب المنتخب الألماني خلفا ليواخيم لوف بعد أن عمل مساعداً له في رحلة التتويج بلقب مونديال البرازيل 2014. وعقب رحيل فليك سيتولى جوليان ناغلسمان المدرب الحالي للايبزغ، المسؤولية الفنية للنادي البافاري. ولا يبدو أي فريق قادراً على منافسة بايرن رغم رحيل العديد من اللاعبين عن الفريق عقب نهاية الموسم، ويبدو أن الفريق في طريقه لحصد اللقب العاشر على التوالي في البوندسليغا الموسم المقبل، والذي سيكون رقما قياسيا على مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى.
وقال مانويل نوير حارس وقائد بايرن بشأن لقب البوندسليغا: «هو دائماً بمثابة شعور استثنائي». ويبدو أن توماس مولر سيتلقى دعوة من لوف للعودة إلى صفوف «الماكينات» في يورو 2020 بعد تصدره قائمة صانعي الأهداف في الموسم الحالي من البوندسليغا بإجمالي 17 تمريرة حاسمة. وقال مولر ملخصاً مشاعره لكونه لاعباً في بايرن ميونيخ: «عندما تكون طفلاً صغيراً لا تفكر في أنك ستلعب بالفريق الأول في بايرن ميونيخ يوماً ما، مجرد حصولك على تذاكر دخول الاستاد يشعرك بالسعادة».
من جانبه، علق ناغلسمان على سجله المتواضع في المباريات التي خاضها مدرباً أمام نادي بوروسيا دورتموند. يشار إلى أن المدرب الشهير خاض أمام دورتموند حتى الآن 11 مباراة لم يفز منها سوى في مباراة واحدة، وهو أدنى معدل فوز لناغلسمان أمام أي فريق في الدوري الألماني، وكان قد تلقى السبت آخر هزائمه من دورتموند في الدوري بهدفين مقابل ثلاثة. وفي أعقاب الهزيمة الأخيرة، قال ناغلسمان (33 عاماً) عن سجل مبارياته أمام دورتموند: «هذا السجل ليس رائعاً ولسنا في حاجة إلى الحديث عن ذلك»، مشيراً إلى أنه يتوق إلى إنهاء هذه السلسلة، وإنه يفضل أن يكون ذلك في نهائي الكأس في برلين يوم الخميس المقبل. وأضاف ناغلسمان: «سيحين وقت لكي نفوز بمباراة، ولدينا يوم الخميس الفرصة التالية لهذا وعلينا أن نغتنمها».
وعن الهزيمة بفارق هدف والتي مُنِي بها لايبزغ بعد استمرار التعادل لفترة مؤقتة، قال ناغلسمان إنه لا يعتبرها مؤشراً غير مواتٍ لمواجهة نهائي الكأس: «ولو كنا حافظنا على التعادل 2-2 لكان لذلك مردود سلبي بالنسبة لدورتموند من الناحية النفسية». وأوضح ناغلسمان أنه يستمد الشجاعة من أداء فريقه القوي في النصف الثاني من المباراة، وقال إن الكثير من الأمور في مباراة النهائي في برلين متوقف على ما إذا كان أفضل دفاع في الدوري سيعود إلى الاستقرار مرة أخرى «اليوم سارت الكثير من الأشياء بشكل جيد لكن ليس كل الأشياء، ويجب أن يسير كل شيء على ما يرام يوم الخميس، وسنحاول ذلك».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».