تقارير يمنية ترصد قمعاً ميليشياوياً وانتهاكات بحق وسائل الإعلام

مُلاك محطات: تعسفات الجماعة قد تجبرنا على الإغلاق بشكل نهائي أو بيع ممتلكاتنا

TT

تقارير يمنية ترصد قمعاً ميليشياوياً وانتهاكات بحق وسائل الإعلام

أفادت تقارير ومصادر في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية عادت مجدداً إلى استهداف وسائل الإعلام المختلفة الواقعة في نطاق سيطرتها، وذلك في سياق عمليات التضييق الممنهجة بحق ما تبقى من الوسائل، خصوصاً تلك العاملة في مناطق سيطرتها.
وفي سياق المساعي الحوثية الحثيثة للاستفراد بالخطاب الإعلامي كلياً وإسكات ما تبقى من الأصوات الإعلامية الرافضة للتعاطي مع سياستها وخطابها الطائفي، كشفت المصادر ذاتها عن فرض الجماعة مؤخراً مبلغ 10 ملايين ريال يمني رسوم تصريح إذاعي على ملاك 24 إذاعة أهلية عاملة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن يمنية تحت سيطرة الانقلابيين (الدولار يقدر بنحو 594 ريالاً يمنياً هذه الأيام).
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن أسماها إن الميليشيات أعطت مهلة لملاك تلك الاذاعات تنتهي بنهاية شهر رمضان الحالي، مهددة بإغلاق كل المحطات الخاصة المتخلفة عن تسديد الرسوم المفروضة عليها بصورة غير قانونية.
وفي السياق ذاته، عبر ملاك إذاعات أهلية في صنعاء عن استنكارهم واستغرابهم الشديدين من فرض الجماعة بصورة مفاجئة تلك المبالغ عليهم والتي وصفوها بـ«الباهظة» تحت اسم جبائي جديد «رسوم إذاعية».
وأشار البعض منهم إلى أن أغلب الإذاعات الأهلية في صنعاء ومدن سيطرة الحوثيين «أُنشئت قبل سنوات عدة، ومن غير المعقول أن تأتي الميليشيات اليوم لتفرض عليها رسوماً مرتفعة». وعدّوا أن ذلك التوجه «يندرج فقط في إطار عمليات التضييق المالي الحوثي المتعمد بحق ما تبقى من المحطات العاملة بمناطق سيطرتها بغية تطفيشها وإجبارها على الإغلاق».
وتحدث عدد من ملاك تلك الاذاعات لـ«الشرق الأوسط» عن شن الجماعة على مدى الفترات الماضية سلسلة طويلة من المضايقات وحملات المداهمة والابتزاز والنهب طالتهم ومحطاتهم.
وقال الملاك إنه «رغم تجنب إذاعاتنا الحديث عن الشأن السياسي أو العسكري وغيره، وتوجيه كل برامجنا صوب الجوانب الفنية والإعلانية والترفيهية، فإن الميليشيات لم تتركنا في حالنا، بل واصلت ارتكاب التعسفات بحقنا وإجبارنا بين الفينة والأخرى على بث مواد تخدم أجنداتها؛ منها تلك التي تحرض على الالتحاق بالقتال في جبهاتها، وآخرها وليس أخيرها إلزامنا ببث إذاعي مباشر لمحاضرات زعيم الميليشيات كل ليلة رمضانية». وأضافوا: «في الوقت الذي عمدت فيه الجماعة إلى فرض قيود مالية تعجيزية بحق العشرات من الإذاعات المحلية بغية تطفيشها وإغلاقها، تواصل الميليشيات ذاتها تباعا تدشين عشرات الإذاعات التابعة لها والتي تكتفي فقط ببث البرامج التي تخدم سياساتها».
وتحدث ملاك إذاعات عن أنهم وفي مقابل تلك المبالغ المجحفة المفروضة عليهم، قد يضطرون خشية الاستهداف الحوثي لهم إلى بيع ممتلكاتهم من سيارات وأصول وغيرها لتسديد الرسوم غير القانونية.
ولفتوا إلى أنهم قد يضطرون أيضاً بفعل تلك القرارات ونظراً لقلة الإعلانات والترويج الدعائي للشركات والمنتجات التجارية ومحدودية دخل إذاعاتهم، أيضاً إلى تسريح العشرات من المذيعين والعاملين الفنيين والإداريين في إذاعاتهم. في حين أكد ملاك محطات آخرون في صنعاء أنهم سيضطرون لإغلاق إذاعاتهم بشكل نهائي حال انتهاء المهلة التي حددتها الجماعة نتيجة عجزهم عن تسديد تلك الرسوم التي فرضت عليهم بقوة السلاح.
وعلى مدى سنوات الانقلاب الماضية، صعَّدت الميليشيات الحوثية؛ وكيل إيران في اليمن، من حجم انتهاكاتها وجرائمها وتعسفاتها بحق الإعلاميين والصحافيين ووسائل الإعلام المختلفة؛ بينها الإذاعات المحلية الخاصة العاملة في صنعاء ومدن يمنية أخرى تحت السيطرة الحوثية.
وتفيد تقارير محلية وأخرى دولية بأن الجماعة سخرت طيلة 7 أعوام ماضية كل الوسائل والإمكانات من أجل القضاء على وسائل الإعلام المختلفة. وتقول إن الميليشيات مارست في مقابل ذلك أبشع الانتهاكات وجرائم المداهمة والإغلاق بحق كثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة؛ بما فيها الإلكترونية التي عملت على حجبها، وتمتد يدها لحجب وسائل التواصل الاجتماعي والتي أخضعتها هي الأخرى للرقابة.
وكانت تقارير محلية كشفت في أوقات سابقة عن وجود ما يزيد على 37 محطة إذاعة تعمل في اليمن؛ بينها 28 إذاعة تتبع جهات ومؤسسات خاصة وأهلية.
ونتيجة لاستمرار تضييق الجماعة الخناق على الإذاعات المستقلة التي تبث برامجها من صنعاء، تحدث بعض التقارير عن شن مسلحي الميليشيات طيلة الأعوام الماضية المئات من حملات الاستهداف والإغلاق المنظمة طالت كثيراً من المحطات الإذاعية الأهلية بمناطق سيطرتها.
وآخر هذه الاستهدافات وليس الأخير، وفق ما أفاد به بعض التقارير، إغلاق الجماعة قبل أشهر ماضية مكاتب إذاعتي: «يمن ميوزك» في محافظتي ذمار وإب، و«ألوان إف إم» في إب، ومنعهما من البث نهائياً بحجة عدم قبول إذاعات خاصة في المحافظات، رغم أنها تبث منذ 4 سنوات، بالإضافة إلى مصادرتها مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مجال الإنتاج الإعلامي الإذاعي.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.