زيدان يواجه شبح الرحيل ومهمة صعبة أمام إشبيلية اليوم

يواجه ريال مدريد اختباراً صعباً اليوم، عندما يستضيف إشبيلية الذي دخل بدوره في الصراع على لقب الدوري الإسباني باحتلاله المركز الرابع بفارق أربع نقاط عن الفريق الملكي. ولو كانت الأمور تحسم بالحماس والمشاعر فإن ريال مدريد سيصبح الأقرب للقب بعد أن تجاوز أسوأ أزمة إصابات في الدوري ليستمر في المنافسة. ‬لكن عزيمة فريق المدرب زيدن الدين زيدان ستواجه اختباراً جديداً بعد الخروج المخيب من نصف نهائي دوري الأبطال أمام تشيلسي الأربعاء.
وسيكون زيدان أمام مهمة صعبة لرفع معنويات لاعبيه بعد الخروج الأوروبي المؤلم. ويأمل زيدان في أن ينسى لاعبوه خيبة دوري الأبطال التي جعلت البعض يتحدّث عن ثورة في الفريق الموسم المقبل وعن رحيل المدرب الفرنسي. ويدرك زيدان أن مجموعته المرنة ولكن المتعبة تقترب من نهاية حقبة. فهل يشهد الفريق الملكي ثورة كبيرة في الأفق داخل أسوار «البيت الأبيض»؟
الفرنسي كريم بنزيمة، والألماني توني كروس، والكرواتي لوكا مودريتش، والبرازيلي كازيميرو، القائد سيرخيو راموس... هم غيض من فيض لأسماء لاعبين كبار رفعوا كأس دوري الأبطال ثلاث مرات على التوالي خلال الولاية الأولى لزيدان على مقاعد المدربين بين عامي 2016 و2018. ولكن بعد الفشل الذي رافق النادي المدريدي في العامين الماضيين في مسابقة أحرز لقبها 13 مرة في رقم قياسي، بات لزاماً، لا بل حان الوقت، للتغيير.
لخص المهاجم والمدير الرياضي السابق للريال المونتينيغري بريدراغ مياتوفيتش لإذاعة «كادينا سير» ما يحصل بقوله: «لا يمكننا التحدث عن كارثة. الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال هو أمر صعب. في المقابل، بإمكاننا أن نتحدث عن نهاية حقبة. في الأعوام الأخيرة لم نكن على قدر الآمال في بعض التعاقدات». وتابع مياتوفيتش: «سيسبب هذا الإقصاء كثيراً من الألم لزيدان. العام الماضي كانت الحال مشابهة، ولكن الفوز بلقب (الليغا) أخفى بعض الأمور. زيدان أخطأ في كثير من الأمور».
وفور إطلاق الحكم صافرة نهاية مباراة الإياب الأربعاء التي انتهت بالخسارة صفر - 2 (تعادلا 1 - 1 ذهاباً)، توجهت أصابع الاتهام إلى المدرب الفرنسي بسبب كثير من خياراته داخل المستطيل الأخضر، على غرار دفعه في التشكيلة الأساسية لراموس الغائب عن الملاعب لنحو شهر بسبب الإصابة، والبلجيكي إدين هازارد، إضافة إلى خياراته التقنية مع دفاع ثلاثي محوري أجبر الشاب البرازيلي فينيسيوس جونيور المعتاد على اللعب في الجهة اليسرى الانتقال إلى الجهة اليمنى، وألقى على كاهليه مهمات دفاعية، من أجل أن يفسح المجال لهازارد على اليسار.
شرح الرئيس الفخري لصحيفة «آس» ألفريدو ريلانيو في افتتاحيته الخميس: «طفت كل المشاكل التي يعاني منها ريال مدريد على السطح: مجموعة (من اللاعبين) صغيرة، قل عددها أكثر خلال الموسم، وتحديداً في المقدمة. إضافة إلى الإصابات... كما رأينا مجموعة من اللاعبين تتماثل للشفاء. ومن أجل سد الثغرات، لم ينجح رهان فينيسيوس». وعاد «شبح» الرحيل ليخيم على زيدان ليتساءل البعض: هل يغادر في فصل الصيف الحالي على الرغم من أن عقده يمتد حتى عام 2022؟ بعدما كان رحل عن العاصمة المدريدية في قمة مجده في عام 2018 بعد فوزه بثلاثة ألقاب على التوالي في المسابقة الأم. ردّ زيدان على تساؤلات فرضية رحيله في المؤتمر الصحافي قائلاً: «لا أفكر بالأمر. ما زلنا نصارع على لقب الليغا، وما زالت أمامنا 4 مباريات».
ويبقى السؤال الأبدي: في حال قرر زيدان البقاء فمع مَن مِن اللاعبين سيُتابع مغامرته؟ فتفوق تشيلسي أظهر بشكل واضح مدى حاجة «البيت الأبيض» لنجوم جدد كي يتفادى الغرق كما حصل مع غريمه برشلونة بعد حقبة مدربه جوسيب غوارديولا قبل 10 أعوام. وما زاد الطين بلة أنه فور إطلاق الحكم صافرة نهاية مباراة الأربعاء، تناقلت المواقع صورة أشعلت إسبانيا: البلجيكي هازارد الذي أمضى معظم وقته منذ وصوله في صيف 2019 من لندن إلى مدريد في العيادة مصاباً، يمازح رفاقه السابقين في تشيلسي الذين حالوا دون وصول فريقه إلى المباراة النهائية. انتقد بشدة توماس رونسيرو رئيس تحرير صحيفة «مدريد» الرياضية اليومية تصرفات هازارد، فكتب بكلمات قاسية: «لماذا تبتسم، إدين؟ هذا الصبي لم يفهم أنه ريال مدريد. يجب (على النادي) بدء إجراءات بيعه. وداعاً إدين». وانضم إليه ريلانيو، مضيفاً: «هازارد، هو لاعب من دون خلفية، من دون شكل».
وضمن السياق ذاته، قال اللاعب والمدير الرياضي السابق للريال الأرجنتيني خورخي فالدانو لقناة «موفيستار بلاس»، إنه بدلاً منه يحتاج كريم «بنزيمة لشريك (في الهجوم)». وأراد فالدانو الغمز من قناة صعوبة عملية التعاقد مع مهاجم بوروسيا دورتموند النرويجي إرلينغ هالاند أو مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي، بسبب الارتباط الوثيق للاعبين بناديهما الألماني والفرنسي تباعاً، إلى جانب منافسي الريال في استقطاب الموهبتين الكرويتين. لا شك أن زيدان يملك أفكاراً تجددية للموسم المقبل مهما كانت هوية اللاعبين، حيث يتوجب عليه التوقف عن سد الثقوب والثغرات والمبادرة إلى بناء تشكيلة قادرة على العود بريال مدريد إلى ماضيه المشرق.