انسحاب جنود متمردين من مقديشو

الاتحاد الأفريقي يعيّن رئيس غانا السابق ممثلاً له في الصومال

قوات تابعة للجيش الصومالي تمردت على الحكومة ودعمت المعارضة ثم تجمعت بالقرب من مقديشو بعد انسحابها من موقع داخلها (أ.ف.ب)
قوات تابعة للجيش الصومالي تمردت على الحكومة ودعمت المعارضة ثم تجمعت بالقرب من مقديشو بعد انسحابها من موقع داخلها (أ.ف.ب)
TT

انسحاب جنود متمردين من مقديشو

قوات تابعة للجيش الصومالي تمردت على الحكومة ودعمت المعارضة ثم تجمعت بالقرب من مقديشو بعد انسحابها من موقع داخلها (أ.ف.ب)
قوات تابعة للجيش الصومالي تمردت على الحكومة ودعمت المعارضة ثم تجمعت بالقرب من مقديشو بعد انسحابها من موقع داخلها (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبل موافقة انسحاب جنود منشقين من العاصمة مقديشو والعودة إلى ثكناتهم بعد مفاوضات مع سياسيين معارضين. وقال ساني عبد الله، أحد قادة التمرد: «نحن أعضاء في الجيش الوطني. نحن لسنا ميليشيات»، مضيفاً أن البلاد تحتاج بشكل عاجل إلى انتخابات جديدة، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية للأنباء. وانسحب مئات المقاتلين الموالين للمعارضة الذين كانوا يسيطرون منذ 25 أبريل (نيسان) على بعض أحياء مقديشو ومحاور طرقات رئيسية فيها، الجمعة، بعد اتفاق أُبرم بين المعارضة والحكومة.
وزادت حدة التوتر منذ انتهاء ولاية الرئيس الصومالي في الثامن من فبراير (شباط) دون تنظيم انتخابات جديدة. وفي 12 أبريل، أقر البرلمان الصومالي قانوناً يمدد ولاية الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو سنتين بعد انقضائها، وينص على إجراء انتخابات عامة مباشرة عام 2023، ما أثار غضب المعارضة وتنديداً من المجتمع الدولي. ورفضت المعارضة قبول التمديد، كما انتقد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هذه الخطوة، وهددا بفرض عقوبات. وتحول المأزق الانتخابي إلى مواجهات مسلحة في 25 أبريل بين قوات حكومية ومقاتلين موالين للمعارضة أقاموا حواجز في أحياء عدة في مقديشو. وقتل ثلاثة أشخاص في تبادل لإطلاق النار. وفي الأمس، عيّن الاتحاد الأفريقي رئيس غانا السابق جون ماهاما ممثلاً أعلى له في الصومال. وقال الاتحاد الأفريقي: «بصفته ممثلاً أعلى للشق السياسي في الصومال، سيعمل الرئيس ماهاما مع الأطراف الصوماليين للتوصل إلى تسوية مقبولة من الجميع من أجل إيجاد حل شامل لتنظيم انتخابات في أسرع وقت ممكن». ووقعت اشتباكات متكررة بين قوات الأمن الرئاسية والجنود المؤيدين للمعارضة. وبعد أسابيع من التوتر والعنف في الصومال، انسحبت مجموعة الجنود المنشقين من العاصمة مقديشو، وغادرت مركبات مزودة برشاشات معاقل للمعارضة في شمال مقديشو يوم الجمعة، حسبما قال كاما ميري، وهو أحد السكان المحليين، لوكالة الأنباء الألمانية. وبحسب الأمم المتحدة، فرّ ما يتراوح بين 60 ألفاً و100 ألف شخص من العاصمة منذ 25 أبريل بسبب الخوف من العنف.
وفي البيان، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد «الأطراف الصوماليين المعنيين إلى التفاوض بحسن نية (...) سعياً إلى تسوية للأزمة الانتخابية تشمل الجميع». وأضاف: «من شأن ذلك أن يمهد الطريق أمام قيام حكومة منتخبة ديمقراطياً تحظى بالشرعية والتفويض الضروريين لحل المشاكل السياسية والدستورية العالقة التي تشكل تهديداً لاستقرار البلاد والمنطقة». ويصل جون ماهاما (62 عاما) الذي رأس غانا بين العامين 2012 و2017 إلى الصومال «في الأيام المقبلة».
وفي بادرة تهدئة، كلف الرئيس الصومالي رئيس الوزراء محمد حسين روبل تنظيم الانتخابات المقبلة في أقرب فرصة ممكنة.
ودعا هذا الأخير قادة الولايات التي تتمتع بحكم شبه ذاتي إلى اجتماع في 20 مايو (أيار) لوضع «اللمسات الأخيرة» على تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.