5150 برميلا متفجرا ألقتها قوات الأسد خلال سنة وغالبية الضحايا مدنيون

تعرض ريف درعا لـ4 غارات وقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات النظام

صورة التقطت من خلف زجاج مكسور تظهر زوجين يتجهان إلى منزلهما الذي تعرض السبت الماضي لقصف بالبراميل المتفجرة بمدينة حلب (أ.ف.ب)
صورة التقطت من خلف زجاج مكسور تظهر زوجين يتجهان إلى منزلهما الذي تعرض السبت الماضي لقصف بالبراميل المتفجرة بمدينة حلب (أ.ف.ب)
TT

5150 برميلا متفجرا ألقتها قوات الأسد خلال سنة وغالبية الضحايا مدنيون

صورة التقطت من خلف زجاج مكسور تظهر زوجين يتجهان إلى منزلهما الذي تعرض السبت الماضي لقصف بالبراميل المتفجرة بمدينة حلب (أ.ف.ب)
صورة التقطت من خلف زجاج مكسور تظهر زوجين يتجهان إلى منزلهما الذي تعرض السبت الماضي لقصف بالبراميل المتفجرة بمدينة حلب (أ.ف.ب)

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا حول «استخدام القنابل البرميلية في ظل الذكرى السنوية للقرار 2139» وثقت فيه استخدام القوات الحكومية للقنابل البرميلية في المدة الواقعة بين 22 فبراير (شباط) 2014 و22 فبراير 2015. وأعاد التقرير إلى الأذهان أول استخدام بارز من قبل القوات الحكومية للقنابل البرميلية، وكان يوم الاثنين 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 ضد أهالي مدينة سلقين بمحافظة إدلب، سقطت فوق مبنى سكني من طابقين، ما تسبب بانهياره بشكل كامل ومقتل 32 مدنيًا، بينهم 7 نساء، و7 أطفال، وأصيب قرابة 120 شخصًا.
وقال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بأنه لا يُمكن للعالم أن يسير بلا قوانين، من خلال صمت المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن الذي عليه مهمة إحلال الأمن والسلام. وأضاف: «إن من حق المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية أن يكونوا محميين من قبل المجتمع الدولي».
ويقدم التقرير إحصائية تتحدث عن أكثر من 5150 قنبلة برميلية (أو أسطوانية الشكل) استخدمتها القوات الحكومية في قصفها مختلف المحافظات السورية تسببت في مقتل ما لا يقل عن 12194 شخصًا، أكثر من 96 في المائة منهم مدنيون، وأكثر من 50 في المائة من الضحايا هم نساء وأطفال.
وأوضح التقرير أن المدة الواقعة بين أول أكتوبر 2012 حتى 22 فبراير 2014 وهي الفترة التي سبقت صدور قرار مجلس الأمن قتلت فيها القوات الحكومية بالقنابل البرميلية لوحدها، ما لا يقل عن 5714 شخصًا، 97 في المائة منهم مدنيون، و3 في المائة مسلحون، يُتوقع أنهم قتلوا على سبيل الصدفة، وبين الضحايا ما لا يقل عن 347 طفلا، وتُقدر أعداد القنابل البرميلية بأكثر من 3200 قنبلة برميلية.
أما الفترة التي تلت صدور قرار مجلس الأمن والممتدة من 22 فبراير 2014 حتى 20 فبراير 2015. فقد سجلت فيها (الشبكة السورية لحقوق الإنسان) استخدام القوات الحكومية ما لا يقل عن 1950 قنبلة برميلية في مختلف المحافظات السورية، تسببت في وقوع عشرات المجازر وعمليات القتل العمد، ودمار مئات الأبنية والمراكز الحيوية. وخلفت عمليات القصف تلك سقوط ما لا يقل عن 6480 شخصًا.
واستعرض التقرير أكثر من 36 حادثة بارزة استخدمت فيها القوات الحكومية القنابل البرميلية واستهدفت فيها أحياء سكنية ومراكز حيوية في مختلف المحافظات السورية، تصدرتها محافظة حلب من حيث أعداد الضحايا، تلتها محافظة إدلب ودرعا ثم ريف دمشق وحماه وحمص والرقة.
وفي سياق آخر أمس، شهدت مناطق عدة في ريف درعا أمس، قصفًا جويًا وبالأسلحة الثقيلة من قبل قوات النظام. وقال مراسل وكالة (سمارت) إن الطيران الحربي شن أربع غارات على تل عنتر قرب كفر شمس، في مثلث درعا – القنيطرة – ريف دمشق الغربي، وغارة على السهول الشمالية الغربية للبلدة، دون تسجيل إصابات.
كذلك أغار الطيران الحربي على مدينة الشيخ مسكين، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على السهول الشمالية الغربية لتل الحارة، ومدينتي طفس وإنخل، واقتصرت الأضرار على الجوانب المادية.
في الغضون، قصفت ميليشيات «الشبيحة» المتمركزة في حاجز برد، بقذائف الهاون ومدافع «بركان» محلية الصنع، الحي الشرقي المحاصر في بصرى الشام بريف درعا، في حين تعرضت بلدة اليادودة لقصف مدفعي، من كتيبة المدفعية بالبانوراما.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.