اجتماع بارزاني مع ممثلي الأكراد يؤكد التزام أربيل بالاتفاقية مع بغداد

الحكومة الاتحادية تحوّل مبلغًا ماليًّا إلى إقليم كردستان

اجتماع بارزاني مع ممثلي الأكراد يؤكد التزام أربيل بالاتفاقية مع بغداد
TT

اجتماع بارزاني مع ممثلي الأكراد يؤكد التزام أربيل بالاتفاقية مع بغداد

اجتماع بارزاني مع ممثلي الأكراد يؤكد التزام أربيل بالاتفاقية مع بغداد

أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق أمس التزامها بالاتفاقية المبرمة مع الحكومة الاتحادية والعمل على أكثر من خطة لتوفير رواتب موظفيها، مطالبة في الوقت ذاته بغداد بأن تتعامل مع حصة الإقليم حسب قانون الموازنة الاتحادية لعام 2015.
وذكر بيان صدر عن اجتماع مشترك جمع حكومة الإقليم برئاسة نيجيرفان بارزاني مع الوزراء الكرد في الحكومة الاتحادية ورؤساء الكتل الكردية في مجلس النواب العراقي أن «حكومة الإقليم ستعمل مع الحكومة الاتحادية من أجل تذليل العقبات التي تقع في طريق الاتفاقية»، مشيرا إلى أن بعض الأطراف السياسية العراقية لا ترغب في تطبيع العلاقات بين أربيل وبغداد.
وأشار البيان إلى أن رئيس حكومة الإقليم أعرب عن استعداده لبدء جولة جديدة من المباحثات وزيارة بغداد من أجل التوصل إلى حل مشترك للمشكلات الفنية، وكلف بارزاني الوزراء الأكراد في بغداد ببدء مباحثات مباشرة مع رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وأوضح البيان أن حكومة الإقليم طرحت خلال الاجتماع مجموعة من البدائل لتوفير رواتب موظفيها، التي تأخرت بفعل الأزمة المالية التي تمر بها أربيل منذ أكثر من عام جراء الحصار الذي تفرضه بغداد عليها. وقال هوشيار عبد الله، رئيس كتلة التغيير الكردية في مجلس النواب العراقي، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مجموعة من البدائل، أحدها الاستفادة من القروض واستخدام النسبة المصدرة من النفط خلال المدة الماضية، والأموال الموجودة لدى حكومة الإقليم، ومحاربة الفساد من خلال القضاء على ظاهرة الفضائيين في مؤسسات الإقليم».
من جانبه، قال أحمد حمه رشيد، رئيس كتلة الجماعة الإسلامية الكردية في مجلس النواب العراقي، لـ«الشرق الأوسط» إنه تم خلال الاجتماع إبلاغهم بأن حسابات الإقليم تلقت إشعارا من بغداد بتحويل مبلغ 250 مليار دينار إلى الإقليم، وعبر عن أمله بأن يستطيع الوزراء الأكراد بعد عودتهم إلى بغداد بدء مباحثات بناءة مع العبادي للتوصل إلى حل للأزمة بين الجانبين.
ويأتي هذا الاجتماع بعد 3 أيام من عودة رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني من زيارة رسمية إلى تركيا، وأشارت المصادر المطلعة إلى أن الزيارة جاءت ضمن محاولات الإقليم للحصول على بدائل من أجل الخروج من الأزمة المالية التي يمر بها. وحول هذا الموضوع، قال آيدن معروف رئيس الجبهة التركمانية في إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة رئيس حكومة الإقليم إلى أنقرة كانت إيجابية». وعن إمكانية حصول الإقليم على قرض من أنقرة لتجاوز أزمته المالية، قال معروف: «نعم، هذا وارد، فإقليم كردستان اقترض خلال الأشهر الماضية 500 مليون دولار من تركيا، وقد ذكر وزير مالية الإقليم أنهم بصدد اقتراض 500 مليون دولار أخرى، وهذا شيء طبيعي، فتركيا دولة قريبة من الإقليم».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.