شريط الأحداث في «مثلث» الاتهامات والنزاعات

شريط الأحداث في «مثلث» الاتهامات والنزاعات
TT

شريط الأحداث في «مثلث» الاتهامات والنزاعات

شريط الأحداث في «مثلث» الاتهامات والنزاعات

طوال 60 سنة، منذ استقلال تشاد عن فرنسا عام 1960، وجدت تشاد نفسها حلبة لنزاعات داخلية، امتد أثرها لدول الجوار، وبالأخص السودان وليبيا، لتدخل دول هذا «المثلث» الأفريقي في مناوشات وخلافات سياسية وعسكرية امتدت لسنوات.
أولى محطات النزاع الحدودي بين الدول الثلاث كانت بالتزامن مع الحرب الأهلية التي شهدتها تشاد في الستينات من القرن الماضي، فعام 1966 أُسست «جبهة التحرير الوطني التشادية»، التي تعتبر أصل حركات المقاومة المسلحة في شمال البلاد، وتمركزت في إقليم تيبستي الحدودي الشمالي عام 1968، ويومذاك دعمت ليبيا جماعات المعارضة المسلحة في الشمال.
وبرز النزاع بين ليبيا وتشاد في أعقاب وصول الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي إلى الحكم عام 1969. وفي مطلع عام 1971 قطع الرئيس التشادي - في ذلك الوقت - فرنسوا تومبالباي العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا احتجاجاً على تدريب نظام القذافي للجماعات التشادية المسلحة المسلمة في شمال البلاد، ودعمه الحركات الانقلابية.
ثم في عام 1973 احتلت ليبيا قطاع أوزو الحدودي (شمال تشاد) إبان مساعدتها لحسين حبري في الثورة على نظام تومبالباي. وغزا المتمردون بدعم ليبيا العاصمة التشادية عام 1979. وسيطروا على بوركو وإنيدي وتيبستي، واستطاع حبري الوصول إلى الحكم عام 1982. واستعاد السيطرة على شمال تشاد، باستثناء قطاع أوزو الذي ظل تحت السيطرة الليبية، حتى انسحبت منه عام 1994 تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة. وفي عام 1998 سحب القذافي الجنسية الليبية من جماعة التيدا في قطاع أوزو.
ورغم انسحاب القذافي من أوزو، فإنه قدّم عام 1999 الدعم المالي واللوجيستي لـ«الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة» في تشاد التي أسست عام 1997 على يد مجموعة من سكان تيبستي، والتي دخلت حرباً داخل تشاد استمرت في الفترة ما بين عامي 2011 و1998.
أما السودان فتاريخ اتهاماته المتبادلة مع تشاد يعود إلى عام 1989. وهو عام تولي الرئيس السوداني السابق عمر البشير الحكم. إذ آوت الخرطوم إدريس ديبي بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد حسين حبري، أسفرت عن اتهام حبري للخرطوم بإيواء مسلحين معارضين. لكن الدعم السوداني لديبي لم يستمر، ففي عام 2004 اتهم السودان تشاد بدعم الحرب في دارفور، بينما اتهم ديبي السودان بالهجوم على بلدة الطينة الحدودية. وهكذا، دخلت العلاقات بين البلدين مرحلة من التأرجح، ومحاولات الوساطة للحل. وما بين 2009 - 2005 نشبت حرب بالوكالة بين الجماعات المتمردة في السودان وتشاد، ومع نهاية عام 2009 بدأ التقارب بين السودان وتشاد، وجرى توقيع اتفاق سلام نجامينا عام 2010.
بعدها، جاء عام 2011 ليحدث انقساماً في «المثلث»، إذ دعم السودان الثورة ضد القذافي، بعكس تشاد التي دعمت القذافي. ومع انهيار النظام في ليبيا هُرّبت كميات كبيرة من الأسلحة إلى تشاد والسودان وغيرها من دول الساحل.
وشهدت السنوات التالية بداية اكتشاف الذهب في منطقة الساحل والصحراء، ما أدى إلى مصادمات في منطقة تيبستي التشادية عامي 2014 و2015.
وفي عام 2016، انقسم «اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية» التشادي في ليبيا، وشكلت «الجبهة التشادية من أجل التغيير والوفاق» ثم أسس «مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية»، وهي جماعات مسلحة معارضة للنظام التشادي، وهي التي شنت هجمات على نظام ديبي، انتهت بمقتله.



سنوات المحافظين الـ14 الأخيرة غيّرت الكثير في بريطانيا

جيريمي كوربن (رويترز)
جيريمي كوربن (رويترز)
TT

سنوات المحافظين الـ14 الأخيرة غيّرت الكثير في بريطانيا

جيريمي كوربن (رويترز)
جيريمي كوربن (رويترز)

> شهدت السنوات الـ14 الأخيرة تغيّرات مهمة على مشهد الساحة السياسية البريطانية أثّرت في كيميائها داخلياً وبدلت الكثير من الأولويات والمقاربات لمعظم القضايا الدولية.

والواقع، أن نهاية حكم العمّال قبل 14 سنة لم تشهد صدمة انتقال آيديولوجية، لسببين مهمين: السبب الأول أن ذلك الحكم، الذي بدأ عام 1997، اتسم بحقبة «اعتدال واقعي» تمثلت بحكومتي توني بلير وغوردون براون بعيداً عن الخط الاشتراكي الراديكالي الذي ساد الحزب تحت قيادتي مايكل فوت (1980 - 1983) وجيريمي كوربن (2015 - 2020)، وكذلك كان غريمه حزب المحافظين نفسه تحت قيادة «المعتدل» ديفيد كاميرون. والسبب الآخر، أنه حتى مع نهاية عهد حكومة براون، عجز كاميرون عن الانفراد بالحكم؛ ما اضطره إلى تشكيل ائتلاف «يمين وسط» مع حزب الديمقراطيين الأحرار.

بوريس جونسون (رويترز)

غير أن مرحلة «الاعتدالين» العمالي، ثم المحافظ انتهت مع نجاح يمين المحافظين المتطرف في ابتزاز كاميرون ودفعه إلى طرح مسألة الخروج من أوروبا (بريكست) في استفتاء شعبي ما كان يتوقع أن ينتهي بالتصويت الشعبي على الخروج. لكن هذا ما حصل، فاستقال كاميرون وتولت خلافته لمرحلة قصيرة تيريزا ماي - المقربة من تياره «المعتدل» - لكن فترة حكمها كانت سنوات التمهيد للابتعاد عن أوروبا وتشديد قبضة اليمين المتطرف على الحزب. وهذا أيضاً ما حصل، مع انتخاب بوريس جونسون زعيماً وتوليه على الأثر رئاسة الحكومة، قبل أن تطيحه وصدقيته مشاكل وحزازات وفضائح فاقمتها ظروف جائحة «كوفيد - 19».

تيريزا ماي (رويترز)

والأسوأ، أن إطاحة جونسون، من ناحية راكمت المشاكل - وكثرة منها نابعة عن عواقب «بريكست» الاقتصادية –، ومن ناحية ثانية زادت تشدد المتشددين الهاربين بـ«دوغماتيتهم» اليمينية إلى الأمام... ما أدى إلى تعاقب 4 رؤساء حكومات محافظة في بريطانيا خلال 5 سنوات، إحداها لم تعش شهرين من الزمن. وانتهت، بالتالي، مرحلة رهان «مؤسسة السلطة» على حزب المحافظين؛ إذ رحبت بـ«صفحة جديدة» يمثل فيها العمال السير كير ستارمر، وهو زعيم معتدل ومقبول على شاكلة توني بلير، يرتاح له مجتمع المال والأعمال، ويطمئن إليه محور واشنطن – تل أبيب – حلف شمال الأطلسي (ناتو).