الدبيبة: حفتر لم يمنعني من دخول بنغازي... وسمعنا منه حديثاً جيداً عن المصالحة

الكوني يحذر من «أزمة ثقة عسكرية» قد تعطل توحيد الجيش

الدبيبة خلال اجتماعه بوفد المنطقة الشرقية في العاصمة طرابلس مساء أول من أمس (حكومة الوحدة الوطنية)
الدبيبة خلال اجتماعه بوفد المنطقة الشرقية في العاصمة طرابلس مساء أول من أمس (حكومة الوحدة الوطنية)
TT

الدبيبة: حفتر لم يمنعني من دخول بنغازي... وسمعنا منه حديثاً جيداً عن المصالحة

الدبيبة خلال اجتماعه بوفد المنطقة الشرقية في العاصمة طرابلس مساء أول من أمس (حكومة الوحدة الوطنية)
الدبيبة خلال اجتماعه بوفد المنطقة الشرقية في العاصمة طرابلس مساء أول من أمس (حكومة الوحدة الوطنية)

بينما سعى عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، مجدداً إلى استمالة ومغازلة مدينة بنغازي ثاني كبرى مدن البلاد، اعتبر موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي، أن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 من ديسمبر (كانون الأول) القادم «التحدي الأكبر» للسلطة الانتقالية في البلاد.
والتقى الدبيبة في العاصمة طرابلس وفدا يمثل أعيان ومشايخ المنطقة الشرقية، وقدم اعتذارا مبطنا عن تصريحاته السابقة حول بنغازي (شرق)، وقال في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس إن «التعبير خانه عندما تحدث في جلسة غير رسمية عن عودة بنغازي إلى حضن الوطن»، مستدركا أن الوطن «عاد إلى بنغازي، ووصفي السابق قلته حتى على مدينتي مصراتة».
ونفى الدبيبة أن يكون المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، قد منعه من زيارة بنغازي مؤخرا، وقال بهذا الخصوص «حفتر لم يمنعني من دخول بنغازي، وقد سمعنا منه حديثا جيدا عن البناء والمصالحة ووقف الحرب والتشظي»، لكنه لم يوضح مكان وزمان هذا الحديث.
وبحسب بيان أصدره الدبيبة، فقد أكد وفد المنطقة الشرقية، الذي طالبه بضرورة الإسراع في زيارة بنغازي والمنطقة الشرقية، على وحدة ليبيا، ولمّ شمل أبنائها على كلمة واحدة، لافتا إلى أن الاجتماع بحث أيضا احتياجات البلديات والمشاكل التي تعانيها، وسبل تذليلها.
وتعد هذه هي أول زيارة لوفد مماثل من شرق ليبيا إلى العاصمة طرابلس، منذ تولي السلطة الانتقالية الحكم في البلاد، وجاءت بعد أن ألغى الدبيبة الأسبوع الماضي زيارة كانت مقررة إلى مدينة بنغازي، بعد خلاف حول الجهة التي ستتولى تأمين الزيارة، التي كان يفترض أن تتم على هامش أول اجتماع لحكومة الوحدة هناك.
في غضون ذلك، شارك الدبيبة، باعتباره رئيس مجلس أمناء المؤسسة الليبية للاستثمار، في الإعلان عن تقييم أصول المؤسسة والشركات التابعة لها، حيث أكد أهمية الاستجابة لدعوات الكشف عن استثمارات الليبيين وأموالهم، وذلك لأول مرة منذ تأسيس هذه المؤسسة، مشيرا إلى أهمية تطبيق أعلى معايير الشفافية والحوكمة الرشيدة على مستوى مؤسسات الدولة بشكل عام، والمؤسسات المالية والاستثمارية بشكل خاص «حتى تتمكن بالفعل من تحقيق هذه التنمية المنشودة، وتقوية الاقتصاد الوطني، وخلق مصادر دخل جديدة».
وطبقا لما أعلنته المؤسسة مساء أول من أمس، بشأن تقييم أصولها لعام 2019 والذي نفذته شركة دولية متخصصة، فقد بلغت قيمتها 68.4 مليار دولار أميركي، رغم التأثير السلبي للفرص الضائعة، الناجمة عن عقوبات الأمم المتحدة المفروضة منذ عام 2011.
في غضون ذلك، اعتبر الكوني أن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل «هي الهدف الذي يجب أن يسعى إليه الجميع»، وأعرب في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في العاصمة طرابلس عن مخاوف من أن يؤدي تغيير رئيس مفوضية الانتخابات الحالي، عماد السائح، إلى التأثير على الانتخابات المرتقبة».
وبعدما تمنى «إبقاء الإدارة الحالية حتى الانتخابات»، أكد أن «تنظيم الانتخابات القادمة هو التحدي الأكبر لنا»، مشيرا إلى أن السلطة التنفيذية «ستحقق الكثير خلال الشهور القادمة». كما أعلن اعتزامه زيارة جنوب البلاد برفقة بعض وزراء الحكومة للاجتماع بالقيادات العسكرية هناك، وذلك في إطار جهود توحيد المؤسسة العسكرية، لافتا إلى أن توحيد القوات بالمنطقة الجنوبية، «سيحمي ويؤمن حدودها، وليبيا لن تكون في مأمن مما حدث في تشاد إلا بتوحيد الجيش».
وبهذا الخصوص قال الكوني: «أنجزنا الكثير في ملف توحيد مؤسسات الدولة، ونحن بانتظار توحيد المؤسستين العسكرية والمالية»، لكنه حذر مع ذلك من أزمة ثقة بين طرفي النزاع، وقال إن أياديهما «لا تزال على الزناد، رغم أعمال اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5)»، معربا عن أمله في نجاحها في تثبيت وقف إطلاق النار، وتبادل الموقوفين وفتح الطريق الساحلي.
كما أكد الكوني دعم المجلس الرئاسي لحكومة «الوحدة الوطنية» في أداء مهامها المنوطة بها للتخفيف من الأزمات، التي يعيشها المواطن الليبي حاليا.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.