«زوم عالقمر» مسرحيات افتراضية لإخراج الصغار من الحجر المنزلي

يتضمن عروضاً لأطفال عانوا من انفجار بيروت

مهرجان «زوم عالقمر» يخرج الأولاد افتراضياً من الحجر المنزلي
مهرجان «زوم عالقمر» يخرج الأولاد افتراضياً من الحجر المنزلي
TT

«زوم عالقمر» مسرحيات افتراضية لإخراج الصغار من الحجر المنزلي

مهرجان «زوم عالقمر» يخرج الأولاد افتراضياً من الحجر المنزلي
مهرجان «زوم عالقمر» يخرج الأولاد افتراضياً من الحجر المنزلي

ولّد زمن الوباء ضغوطات كثيرة على الأهل، انعكست بدورها على أولادهم بعد أن مر عليهم أكثر من سنة وهم محجورون في منازلهم، فتوقفت جميع النشاطات التي كانت تؤلف لهم متنفساً ترفيهياً أو تعليمياً أسوة بغيرهم.
وللإسهام في إخراج هؤلاء الأطفال من قوقعتهم ومعاناتهم، لا سيما أنهم في لبنان ذاقوا الأمرّين بسبب أزمة اقتصادية حادة وانفجار بيروت، قررت جمعية «سيناريو للفنون والتعليم» إطلاق المهرجان المسرحي «زوم عالقمر».
يأتي هذا الحدث ليسلط الضوء على 9 أعمال مسرحية لأولاد من عمر بين 8 سنوات و15 عاماً، جرى تحضيرها افتراضياً بإشراف مخرجين مسرحيين تابعين للمؤسسة. أما الأطفال؛ فقد اختيروا من مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما الذين كانوا على تماس مع انفجار بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي. ومن بين تلك المناطق حارة حريك والأشرفية والنبعة والبقاع... وغيرها. كما يشارك في المهرجان أولاد نازحون من سوريا وآخرون فلسطينيون، وكذلك من السودان. وكانت ورشات العمل الافتراضية المنظمة من قبل «سيناريو» قد بدأت أعمالها منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتقول فكتوريا ليبتون؛ إحدى المسؤولات في «سيناريو»، إن هذا المهرجان «نتاج فكرة جديدة طرحها المعنيون في الجمعية، وتحصل لأول مرة في لبنان افتراضياً». وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «جميع التحضيرات التي رافقت هذه الورشة الفنية جرت افتراضياً في زمن الحجر، من دون أي لقاءات مباشرة مع المشرفين عليها. وقد ألف الأطفال مجموعات معاً في عمارات أو بيوت يسكنونها للقيام بهذه التمرينات».
وتتضمن هذه العروض التي تستمر حتى اليوم الجمعة 7 مايو (أيار) الحالي، عبر قناة «يوتيوب» الخاصة بـ«سيناريو»، مسرحيات قصيرة تتراوح مدتها بين 8 دقائق و13 دقيقة. وتتلون بلوحات غنائية وأخرى راقصة، كما فيها لوحات رسم وفنون أخرى يتقنها الأطفال المشاركون في المهرجان.
ويتطرق المشاركون في هذه العروض؛ وعددهم نحو 110 أطفال، إلى أفكار استحدثوها بأنفسهم للتحليق معها في عالمهم الخيالي للخروج من معاناتهم. وتعلق ليبتون: «لقد استوحوها من حياتهم اليومية أيام الحَجْر، ومرات اخترعوها لتأخذ منحىً سيريالياً يغوصون معه بأحلامهم وتطلعاتهم».
ومن الموضوعات التي تتناولها هذه المسرحيات التنمّر والتكنولوجيا والحجر المنزلي والطبيعة والحرائق... وغيرها. وتروي إحداها قصة متنزه فارغ من الأولاد لأنهم في معظمهم منكبون على استخدام أجهزتهم الخلوية. وتبرز المسرحية من ناحية ثانية حزن الجدة والجد على أحفادهما لأنهم لا يعرفون الطبيعة ولا تربطهم أي علاقة معها. فيقرر حينها الأطفال أن يقوموا برحلة خيالية حول العالم، يكتشفون من خلالها أنه أكبر بكثير من عالم الـ«موبايل».
ومسرحية ثانية يشارك فيها أطفال من منطقة البقاع، بطلها صبي يدعى نور يعاني من التنمر الذي يمارسه عليه أصدقاؤه لأنه غير ناجح بأي شيء. فيقرر أن يقوم مع رفاقه من أشجار ومياه وسماء وبحر، الذين يمضي معهم ساعات طويلة، بالصعود إلى سطح القمر بمساعدتهم. فيفاجأ رفاقه العاديون بموهبته ويخجلون من تصرفهم تجاهه.
وتشير فكتوريا ليبتون إلى أن المسرحيات المعروضة هي فيديوهات قصيرة تتلون ببراءة الأطفال. وتتابع: «الجميل في الموضوع أن هذه الأفكار من صنعهم، وقد اختاروها عن قناعة، لأنها تنسجم مع تطلعاتهم. ولذلك سيلاحظ متابعها مدى العفوية والتلقائية الذي تتسم به».
ومن المسرحيات المعروضة أيضاً واحدة تحكي عن حريق الغابات بسبب الإهمال. فأحد الشباب أشعل شمعة فيها ونسيها، فأدت إلى احتراق جزء كبير منها، وهو ما دفع به إلى تعلم درس لن ينساه في حياته. فيما يحكي عرض آخر عن أرنب خسر ذكرياته، بسبب عاصفة قوية هبّت على المنطقة التي يسكنها.
عروض مهرجان «زوم عالقمر» تبدأ في الرابعة مساءً، وحضورها متاح أمام جميع أطفال العالم، عبر قناة «يوتيوب» الإلكترونية الخاصة بجمعية «سيناريو».



السعودية: مركز «إكثار النمر العربي» ينال اعتماداً دولياً

الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
TT

السعودية: مركز «إكثار النمر العربي» ينال اعتماداً دولياً

الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)

حصل «مركز إكثار وصون النمر العربي» التابع للهيئة الملكية لمحافظة العُلا (شمال غربي السعودية) على اعتماد الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية (EAZA)، كأول مؤسسة من نوعها في البلاد تنال هذه العضوية.

ويأتي الاعتماد تأكيداً على التزام الهيئة بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض بشدة، والمساهمة في الحفاظ على التنوع البيئي والحيوانات النادرة بالمنطقة، حيث يعمل المركز على إكثار هذا النوع ضمن إطار شامل لصون الحياة البرية واستدامتها.

وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، يُعد النمر العربي من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة منذ عام 1996، وهو ما يسلط الضوء على أهمية هذا الاعتماد في دعم جهود الحفاظ عليه، وإعادته لموائله الطبيعية.

النمر العربي يعدّ من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة (واس)

ومنذ انتقال إدارة المركز إلى الهيئة في عام 2020، ارتفع عدد النمور من 14 إلى 31 نمراً، حيث شهد عام 2023 ولادة 7 هراميس، كما استقبل العام الماضي 5 ولادات أخرى، من بينها 3 توائم.

من جانبه، عدّ نائب رئيس الإدارة العامة للحياة البرية والتراث الطبيعي بالهيئة، الدكتور ستيفن براون، هذه الخطوة «مهمة لدعم جهود حماية النمر العربي والحفاظ عليه»، وقال إنها «تتيح فرصة التواصل مع شبكة من الخبراء الدوليين، مما يعزز قدرات فريق العمل بالمركز، ويزودهم بأحدث المعارف لدعم مهمتهم الحيوية في زيادة أعداد النمور».

وأشار إلى أن المركز «يعكس التزام السعودية المستمر بحماية البيئة، ضمن مشروع طويل الأمد يهدف إلى الحفاظ على هذا النوع النادر»، مضيفاً: «مع كل ولادة جديدة، نقترب أكثر من تحقيق هدفنا بإعادة النمر العربي إلى موائله الطبيعية، وهو ما يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الهيئة لإعادة التوازن البيئي، والحفاظ على التنوع الحيوي في العُلا».

إعادة النمر العربي لموائله تُشكل جزءاً من استراتيجية إعادة التوازن البيئي (واس)

وتُجسِّد العضوية في الجمعية مساعي المملكة لتحقيق التنمية المستدامة، وحماية المساحات الطبيعية من خلال مبادرات إعادة التشجير، وتأهيل البيئات الطبيعية، بما يتماشى مع «مبادرة السعودية الخضراء».

كما تتيح للهيئة وللمركز فرصة الوصول إلى شبكة عالمية من الخبراء والمتخصصين في مجالات رعاية الحيوان، والتنوع الحيوي، والحفاظ على البيئة، فضلاً عن الاستفادة من برامج الإكثار المشتركة الناجحة.

وتسعى الهيئة لإعادة النمر العربي إلى موائله الطبيعية في العُلا، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» التي تركّز على الحفاظ على التراث الطبيعي، وتعزيز السياحة البيئية المستدامة.