لماذا يجب على الشباب الأصحاء تلقي لقاحات «كورونا» بأسرع وقت ممكن؟

شاب يتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في نيويورك (أ.ب)
شاب يتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في نيويورك (أ.ب)
TT

لماذا يجب على الشباب الأصحاء تلقي لقاحات «كورونا» بأسرع وقت ممكن؟

شاب يتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في نيويورك (أ.ب)
شاب يتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في نيويورك (أ.ب)

يُعتبر الشباب من أكبر ناشري فيروس «كورونا»، لكن يقول الكثيرون منهم إنهم لا يخططون لتلقي اللقاحات - الأمر الذي ستكون له عواقب أكبر مما يعتقدون، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وقال الدكتور كارلوس ديل ريو، العميد المساعد في كلية الطب بجامعة إيموري: «نحتاج حقاً إلى تطعيم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً لأنهم هم من يقودون الوباء الآن».
ومع ذلك، يقول 36 في المائة من الشباب دون سن 35 عاماً إنهم لا يخططون للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا»، وفقاً لاستطلاع أجرته جامعة كوينيبياك مؤخراً.
وفيما يلي أهم أسباب تدفع الشباب الأصحاء إلى تلقي اللقاحات في أسرع وقت ممكن:
* «كورونا» قد يدمر حياتك
قال الدكتور فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة: «حتى بالنسبة للشباب الذين يعتبرون أن احتمالات الإصابة بأعراض حادة ترتبط بفيروس (كورونا) قليلة، فإن العواقب طويلة المدى قد تكون خطيرة للغاية».
وأضاف: «تمثل أعراض الفيروس الممتدة سبباً إضافياً لتشجيع كل شخص يبلغ من العمر 16 عاماً أو أكثر على الحصول على التطعيم في أسرع وقت ممكن».
وقالت الدكتورة ميغان راني، طبيبة الطوارئ ومديرة مركز براون لايفسبان للصحة الرقمية: «في حين أن الشباب أقل عرضة للوفاة بسبب (كورونا) من كبار السن، فقد توفي ما لا يقل عن 2374 شخصاً دون سن 30 عاماً بسبب الفيروس... إن النتيجة الأكثر احتمالية بالنسبة للشباب هي المضاعفات طويلة المدى».
وأضافت: «لا يمكنني إخبارك بعدد الأشخاص الذين أعتني بهم في غرفة الطوارئ - وهم في العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر - والذين يعانون من المرض لفترة طويلة مع صعوبات في التنفس».
وقال الدكتور جوناثان راينر، أستاذ الطب والجراحة في جامعة جورج واشنطن إن بعض الأعراض طويلة المدى لدى الشباب استمرت لمدة عام الآن - «الأعراض المنهكة التي ظهرت في أعقاب الإصابة بفيروس كورونا».
وتابع: «لذا ما أود قوله للشباب هو أن الفيروس قد يدمر حياتكم حتى لو لم يقتلكم».
* أجهزة المناعة القوية قد تأتي بنتائج عكسية
عانى بعض المرضى الشباب الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة من عواصف السيتوكين المرتبطة بـ«كوفيد - 19». يحدث هذا بشكل أساسي عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله - مما قد يسبب التهاباً حاداً أو أعراضاً خطيرة أخرى.
وتابع راينر: «لقد رأينا بالتأكيد أشخاصاً يأتون إلى مستشفانا، وشباباً في أوائل العشرينات من العمر، يحتاجون إلى العلاج لأيام أو حتى أسابيع لأنهم يأتون مع اعتلال عضلة القلب، وهو استجابة لعاصفة سيتوكين».
وقال الدكتور بول أوفيت، مدير مركز اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إنه عندما يستسلم الشباب الأصحاء لـ«كورونا»، فإن عواصف السيتوكين غالباً ما تكون عاملاً.
* تعريض الجميع للخطر
كلما طال انتشار الفيروس التاجي، زاد تحوره. وإذا كانت الطفرات كبيرة، فقد تؤدي إلى سلالات جديدة لا يمكن مكافحتها باللقاحات الحالية.
وقال أوفيت إن بعض المتغيرات بدأت الآن «في الهروب من المناعة» التي توفرها اللقاحات والعدوى السابقة.
وأشارت راني إلى أنه في حين أن اللقاحات لا تزال تعمل ضد تلك السلالات شديدة العدوى، لذا فإن مفتاح إنهاء هذا الوباء ليس مجرد التطعيم. يجب التطعيم في أسرع وقت ممكن، قبل أن يتحول الفيروس إلى سلالات جديدة لا يمكن السيطرة عليها باللقاحات الحالية.
* التطعيم يساعد الاقتصاد
العديد من المطاعم والحانات ودور السينما والأماكن الرياضية ليست مفتوحة بكامل طاقتها - إما لأن عدد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» لا يزال مرتفعاً للغاية أو بسبب عدم تلقيح عدد كافٍ من الأشخاص.
من خلال التطعيم، يمكن للشباب مساعدة المزيد من الشركات على إعادة فتحها بالكامل بأمان من خلال زيادة السلامة وتقليل العدوى. من شأن ذلك أيضاً أن يساعد الموظفين الشباب الذين تضرروا اقتصادياً بشدة.
* اللقاحات قد توفر الكثير من المال
قد يكون تفشي «كورونا» باهظ الثمن: فواتير طبية، أيام عمل ضائعة، وإمكانية إجراء المزيد من الزيارات الأطباء إذا عانيت من أعراض طويلة الأمد.
يقول الأطباء إنهم لا يستطيعون فهم سبب رفض الكثير من الناس لقاحاً آمناً وفعالاً ومجانياً، وبدلاً من ذلك يخاطرون بالفواتير الطبية ويخسرون الدخل.
وقال راينر: «إذا أصبت بالفيروس وتوقفت عن العمل لأسابيع أو شهور، فكيف ستدفع فواتيرك؟».
* الشباب في خطر أكبر مما يعتقدون
نحو ثلث الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً معرضون لخطر الإصابة بفيروس «كورونا» الشديد.
ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر من 40 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة لديهم حالة أساسية واحدة على الأقل يمكن أن تعرضهم لخطر أكبر من حدوث مضاعفات خطيرة.
وتشمل هذه الحالات الربو والسكري وأمراض القلب والسمنة أو زيادة الوزن والإصابة باضطراب تعاطي المخدرات ووجود تاريخ للتدخين.
* من الضروري حماية الأطفال
في الوقت الحالي، لا تتوفر اللقاحات للأطفال دون سن 16 عاماً. لكن الأطفال لا يزالون معرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا ونشره، بما في ذلك سلالة «بي 117».
وقال كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، إن نحو 11 إلى 15 في المائة من الأطفال المصابين بفيروس «كورونا» يستمرون في تطوير «كوفيد» طويل المدى.
يقول الأطباء إن أي شخص لديه طفل أو يتعامل مع الأطفال، يجب تطعيمه.
كما أنه مهم بشكل خاص لأن حالات مثل متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال آخذة في الازدياد.
وقال أوفيت إن المتلازمة عبارة عن حالة تحدث عندما «يحفز الفيروس جسمك على القيام باستجابة مناعية ضد الأوعية الدموية الخاصة بك». يمكن أن يسبب ذلك التهاب الأوعية الدموية.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

فنانون مصريون يشيدون بكوميديا «أشغال شقة جداً» رغم «الانتقادات»

إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
TT

فنانون مصريون يشيدون بكوميديا «أشغال شقة جداً» رغم «الانتقادات»

إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)

أشاد عدد من الفنانين المصريين بالمسلسل الكوميدي «أشغال شقة جداً»، الذي يعرَض حالياً ضمن موسم دراما رمضان 2025، بعد أن عرض موسمه الأول في رمضان 2024 وحقق نجاحاً لافتاً حينها، وفق نقاد ومتابعين.

ومن بين الفنانين الذين أشادوا بالمسلسل نيللي كريم، وتامر حسني، وعمر السعيد، وعارفة عبد الرسول، وكذلك ناهد السباعي التي ظهرت في إحدى حلقات العمل، حيث وصفت شخصيتها بأنها «من ألذ وأحلى أدوارها»، بالإضافة إلى الإعلامي الشهير عمرو أديب.

ووجهت الفنانة نيللي كريم الشكرَ للصُنَّاع، وأشادت بأدائهم عبر حسابها بـ«فيسبوك»، بينما نشر الفنان تامر حسني الملصق الدعائي للعمل عبر خاصية «ستوري» بـ«إنستغرام» وكتب: «مبروك للصُنَّاع والأبطال... مسلسل فوق الرائع»، وكذلك الفنانة عارفة عبد الرسول، التي وصفت كوميديا المسلسل بـ«الرايقة»، بينما أكد الفنان عمر السعيد أنه «أحلى حاجة بتضحك من سنين»، عبر حسابيهما بـ«فيسبوك».

وأشاد الإعلامي عمرو أديب، بالعمل وأداء ممثليه، وكتب أديب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «هشام ماجد نجح خلاص مش لازم تنتظر لما المسلسل يخلص، بقيت أنتظر ميعاد نزول الحلقة الجديدة علشان أضحك من قلبي».

وانهالت إشادات الفنانين على العمل رغم الانتقادات التي وُجِّهت له بعد عرض حلقاته الأولى، حيث تم اتهامه بـ«العنصرية والتنمر» ضد الأفارقة، وذلك بعد ظهور الممثلة السودانية إسلام مبارك في دور «مدينة» الخادمة النيجيرية، وشمل الانتقاد أيضاً أحد المشاهد التي ظهر فيها الفنان محمد عبد العظيم داخل «الحمام»، وكذلك أحد الألفاظ الذي ورد على لسان الفنان مصطفى غريب، كما انتقد الكاتب خالد منتصر مشهد فحص الأموال المزورة، موضحاً أنه ليس من اختصاص الأطباء الشرعيين.

إسلام مبارك تتوسط أسماء جلال وهشام ماجد (حساب هشام بـ«فيسبوك»)

ولم يتوقف الأمر عند الانتقادات فقط، فقد تقدم المحامي المصري أيمن محفوظ ببلاغ إلى «المجلس القومي للمرأة» ضد صُنَّاع المسلسل، وطالبه بالتدخل لوقف المشاهد المثيرة للجدل، وضرورة تعديل بعض القوانين، لافتاً إلى أن «العمل يسيء للمرأة المصرية، ويروج للانحرافات الأخلاقية»، عادّاً أن «ما ورد على لسان إحدى الممثلات خلال مشهد بالعمل حول تعدد علاقاتها غير مقبول». وفق تعبيره.

في المقابل، استنكرت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله ما أُثير حول المسلسل من انتقادات واتهامات، لافتة إلى أنها «لم تلمس أي شيء من هذا القبيل»، واصفة ما يحدث بـ«التربص بالعمل».

وتضيف خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «المسلسل لم يقدم لقطات ضد المنطق، لكن كوميديا الموقف تتطلب أحياناً نوعاً من المبالغة وتصوير موقف بعينه بشكل مغاير للواقع كي يتحقق الضحك وهو هدف المسلسل»، مشيرة إلى أن «تصدره حتى الآن قائمة الأفضل، وحصاده إشادات واقعية دليل نجاح، كما أن هشام ماجد يعي جيداً قيمة السيناريو وتوزيع الأدوار».

ناهد السباعي وهشام ماجد (حسابه بـ«فيسبوك»)

وخلال لقائه في برنامج «تفاعلكم» على قناة «العربية» أكد الفنان هشام ماجد أن اتهام صناع العمل بالعنصرية أمر يزعجهم، موضحاً أن «الأحداث كوميدية»، كما قدم ماجد اعتذاره عمّا استاء منه الناس، مؤكداً «حرص الصُنَّاع على عدم إزعاج أحد».

وبعيداً عن الانتقادات، وجَّه المخرج والمؤلف خالد دياب عبر حسابه بموقع «فيسبوك» الشكرَ لأسرة العمل، وشقيقته المؤلفة شيرين دياب، التي وصفها بـ«الخطيرة» لأفكارها وكتاباتها الذكية، مؤكداً أنه تعلَّم من شقيقه المخرج محمد دياب كثيراً، وأنه صاحب الفضل في دخوله المجال الفني، بينما قال محمد دياب عبر حسابه بـ«فيسبوك» إن «سيناريو العمل ظل يُعرَض على منتجين لمدة 5 سنوات وكان يتم رفضه، إلى أن قدمه هشام ماجد ونجح نجاحاً كبيراً».

مسلسل «أشغال شقة جداً» مكون من 15 حلقة من بطولة هشام ماجد، وأسماء جلال، ومصطفى غريب، وشيرين، وسلوى محمد علي، وتأليف شيرين دياب وخالد دياب، وإخراج خالد دياب، ويضم نخبة كبيرة من ضيوف الشرف.

هشام ماجد يتوسط محمد عبد العظيم ومصطفى غريب (حساب هشام بـ«فيسبوك»)

الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن يقول إن الجدل حول مسلسل «أشغال شقة جداً» يؤكد أنه من أكثر المسلسلات انتشاراً في رمضان بدليل تحليل مشاهد ولقطات بعينها من قبل الناس، رغم التحفظ على بعض الألفاظ التي قد لا تناسب كل أفراد الأسرة، لكنه إجمالاً لا يستحق كل هذا الهجوم.

الممثلة السودانية إسلام مبارك في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بـ«فيسبوك»)

وأشار عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التعامل مع الحلقتين الأولى والثانية تم بحساسية مبالغ فيها، فلم يكن هناك أي تنمر على أصحاب البشرة السمراء، ولا توجد عنصرية ضد جنسية بعينها، فشخصية (الخادمة النيجيرية) تتسم بالشراهة والقوة البدنية المفرطة، وهذا مرض يحتاج إلى علاج وليس من أجل السخرية كما اعتقد البعض».