بيدناريك: الدوري الإنجليزي سيشهد ساوثهامبتون مختلفاً الموسم المقبل

المدافع البولندي يؤكد أن تحقيق نتائج جيدة في كأس إنجلترا سيكون حافزاً على بذل مزيد من الجهد

بيدناريك: الدوري الإنجليزي سيشهد ساوثهامبتون مختلفاً الموسم المقبل
TT

بيدناريك: الدوري الإنجليزي سيشهد ساوثهامبتون مختلفاً الموسم المقبل

بيدناريك: الدوري الإنجليزي سيشهد ساوثهامبتون مختلفاً الموسم المقبل

من المعروف أن مهاجم ليستر سيتي، جيمي فاردي، يتناول علبتين من مشروب «ريد بول» قبل كل مباراة من أجل أن يكون أكثر نشاطاً وقوة، لكن مدافع ساوثهامبتون البولندي، يان بيدناريك، الذي كان مكلفاً الحد من خطورة فاردي في المباراة التي فاز فيها ليستر سيتي على ساوثهامبتون بهدف دون رد في الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي، يعتمد على مشروب آخر لمنحه الطاقة اللازمة، حيث يشرب «شاي المتة»، وهو مشروب تقليدي في أميركا الجنوبية.
يقول بيدناريك عن ذلك: «إنه مشروب جيد جداً، يساعد جسدك على امتصاص الماء، ويجعلك أكثر نشاطاً وانتعاشاً، كما أنه يساعد على الاسترخاء. أنا أتناول هذا المشروب مع زميلي في الفريق جيمس وارد بروس. وكنت معتاداً على تناوله أيضاً مع بيير إميل هوجبيرغ، وأعتقد أنه ما زال يتناوله رغم أنه يلعب الآن في توتنهام». وكان بيدناريك، الذي أفسد هجمات الفرق المنافسة أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (68 مرة)، يعرف أنه كان يتعين عليه أن يكون في قمة تركيزه للحد من خطورة جيمي فاردي، والمهاجم النيجيري كليتشي إيهيناتشو، الذي سجل هدف اللقاء الوحيد.
لقد أثبت فاردي - تماماً مثل مواطن بيدناريك ومثله الأعلى روبرت ليفاندوفسكي - أن مستواه لا يتأثر بالتقدم في السن. وخلال الصيف الحالي، يمكن أن يواجه بيدناريك لاعباً آخر من هذه النوعية التي تثبت أن العمر مجرد رقم لا يؤثر على المستوى داخل المستطيل الأخضر، وهو النجم السويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش البالغ من العمر 39 عاماً، عندما تلعب بولندا أمام السويد في نهائيات كأس الأمم الأوروبية.
يقول بيدناريك، الذي لعب مع منتخب بلاده في المباراة التي خسرتها بولندا أمام إنجلترا على ملعب «ويمبلي» الشهر الماضي: «الفرق بين اللاعب الجيد واللاعب الاستثنائي هو القدرة على تقديم مستويات قوية لفترات طويلة ومتواصلة، حيث يتعلق الأمر بقدرتك على مواصلة التألق في كل مباراة تشارك فيها، وهذا هو ما يفعله كل من فاردي وليفاندوفسكي وإبراهيموفيتش. ففي كل مباراة - حتى لو لم يكونوا في قمة مستواهم - يقومون بشيء أو شيئين يقلبون به الأمور رأساً على عقب ويساعدون فرقهم على تحقيق الفوز. وهذا هو السبب في أنهم هم الأفضل على الساحة الكروية».
ويضيف: «ليفاندوفسكي هو أفضل مثال على ما يمكنك تحقيقه، لأنه لاعب موهوب جداً، لكنه في كل مباراة يجعلك ترى ما يبذله من جهد كبير لكي يعتني بنفسه. إنه يتناول الطعام المناسب، ويتمرن على تنفيذ الركلات الحرة بعد نهاية التدريبات، ويفعل كل ما في وسعه ليطور من نفسه ويصبح جيداً قدر المستطاع». في الحقيقة، يمكن أن نقول الشيء نفسه عن بيدناريك، الذي يبذل جهداً كبيراً ويهتم بأدق التفاصيل. إن حبه «شاي المتة»، الذي يعشقه أيضاً كل من مارسيلو بيلسا وماوريسيو بوكيتينو، قد بدأ عندما أخذ عينات منه أثناء اللعب مع منتخب بلاده مع مهاجم نادي هرتا برلين، كرزيستوف بياتيك. وخلال العام الماضي، أثبتت الفحوصات أنه خالي من الغلوتين بعد أن كشف اختبار الاضطرابات الهضمية أن هذا المشروب يساعد الشخص على أن يكون أفضل من الناحية البدنية.
ويستعين بيدناريك، البالغ من العمر 25 عاماً، أيضاً بخدمات الطبيب النفسي، داميان سالوين، الذي يعمل مع منتخب بولندا، ويقول عن ذلك: «إذا كان لديك مدرب للياقة البدنية يساعدك على تحسين قدراتك في اللياقة البدنية، فيمكنك أيضاً تحسين قدرتك الذهنية. ويجب أن نعرف أن الهزائم التي تعرضت لها في الحياة قد انتهت، وأنه لا يمكنك التأثير سوى فيما يحدث في الوقت الحالي وما سيحدث في المستقبل، وهذا هو ما أركز عليه».
ويضيف: «في بعض الأحيان لا يتعلق الأمر بالمشاركة في التدريبات، لكنه يتعلق بنسيان بعض الأشياء وتحسين قدراتك الذهنية وتعلم ما يتعين عليك القيام به، والتوقف عن التفكير فيما سبق، وبدء التفكير فيما هو مقبل. هذا الأمر يساعدك حقاً على عدم التفكير في الأشياء التي لا يمكنك التأثير فيها. عندما كنا أطفالاً صغاراً لعبنا جميعاً كرة القدم واستمتعنا بها، وفي بعض الأحيان يكون من المهم بالنسبة للاعب المحترف أن يتعامل مع كرة القدم بالطريقة نفسها التي كان يتعامل بها عندما كان طفلاً».
وبالنسبة لنادي ساوثهامبتون، كان الموسم الحالي عبارة عن نصفين مختلفين تماماً. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، صعد الفريق إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 32 عاماً، لكنه تراجع منذ ذلك الحين إلى النصف الأخير من الجدول، لكن الفريق حقق نتائج جيدة للغاية في كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث تغلب على آرسنال، وولفرهامبتون، وبورنموث، ووصل إلى الدور نصف النهائي، الذي لُعب، بوصفه واحداً من الأحداث التجريبية للحكومة، أمام 4000 متفرج من السكان المحليين. يقول بيدناريك: «من الجيد أن تعود بعض الجماهير للملاعب. لقد بدأنا نعود نوعاً ما إلى الأجواء الطبيعية، ونأمل أن يكون هناك عدد أكبر من الجماهير في الملاعب في الفترة المقبلة؛ لأن ذلك يساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم».
وبيدناريك، الذي لعب 100 مباراة مع نادي ساوثهامبتون، يعترف بأن الفريق لم يتمكن من الحفاظ على مستواه القوي لفترة طويلة، ويقول: «كنا نلعب مباراة بشكل رائع، ثم نلعب بشكل سيئ للغاية في المباراة التالية». لكن الحقيقة أن ساوثهامبتون قدم مستويات جيدة للغاية في كأس الاتحاد الإنجليزي، ومن الواضح للجميع أن مستوى الفريق يتحسن تحت قيادة المدرب رالف هاسينهوتل. ويؤكد بيدناريك أن الجماهير ستشهد ساوثهامبتون مختلفاً الموسم المقبل.
وكان ساوثهامبتون يمنّي النفس بالصعود للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي للمرة الأولى منذ خسارة الفريق، بقيادة غوردون ستراشان، المباراة النهائية للبطولة أمام آرسنال بهدف دون رد في عام 2003، ومواصلة السير للفوز باللقب كما حدث في عام 1976. لكن فاردي ورفاقه وضعوا حداً لأحلام ساوثهامبتون وأطاحوه من المسابقة بعد الفوز عليه بهدف دون رد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».