الخارجية الأميركية: إجماع دولي على وقف فوري للقتال في مأرب

غريفيث محبط من طول أمد الأزمة... وليندركينغ عاد إلى السعودية

مارتن غريفيث لدى لقائه تيم ليندركينغ والسيناتور كريس مورفي في عمّان (تويتر)
مارتن غريفيث لدى لقائه تيم ليندركينغ والسيناتور كريس مورفي في عمّان (تويتر)
TT

الخارجية الأميركية: إجماع دولي على وقف فوري للقتال في مأرب

مارتن غريفيث لدى لقائه تيم ليندركينغ والسيناتور كريس مورفي في عمّان (تويتر)
مارتن غريفيث لدى لقائه تيم ليندركينغ والسيناتور كريس مورفي في عمّان (تويتر)

تمهيداً لجلسة مجلس الأمن المقبلة بشأن الوضع اليمني، رفعت الولايات المتحدة من مستوى تحركاتها دبلوماسياً في المنطقة، وذلك ضمن مساعي الإدارة الأميركية للوصول إلى حل سلمي ينهي النزاع.
وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أكد متحدث باسم بوزارة الخارجية الأميركية أن مقترحاً سابقاً وُضع أمام الحوثيين لوقف القتال في مأرب، ويلبي مطالبهم منذ فترة طويلة، موضحاً أن هذه الخطة تحتوي على خطوات عملية ترتكز على 3 أمور؛ تسهيل تدفق البضائع إلى اليمن وداخله، وتنفيذ وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وأخيراً بدء محادثات سياسية لإغاثة الشعب اليمني.
«إذا كان الحوثيون ملتزمين بإنهاء الحرب وتحسين الوضع الإنساني في اليمن، فعليهم وقف هجومهم على مأرب»، كما يرى المتحدث أن لدى اليمن فرصة حقيقية للسلام، ويأمل أن يكون هناك مزيد من التقدم في القريب العاجل، بيد أنه «لسوء الحظ، يواصل الحوثيون هجومهم في مأرب، مع عواقب إنسانية مدمرة، بدلاً من اختيار السلام».
وأفاد المتحدث بأن ليندركينغ التقى بالسفراء المعنيين إلى اليمن في الدول الكبرى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، باستثناء السفير الصيني، إذ التقى بسفراء روسيا، وبريطانيا، وفرنسا، بالإضافة إلى سفير ألمانيا، وسفراء الاتحاد الأوروبي.
وعاد تيم ليندركينغ إلى السعودية أمس للمرة الثانية خلال رحلته الخامسة إلى المنطقة، وبحسب المتحدث، سيعقد المبعوث اجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين وسفراء المملكة المتحدة وفرنسا وروسيا في اليمن، كما يعمل بالاشتراك مع سفير الولايات المتحدة لدى اليمن كريستوفر هينزل ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، وذلك بهدف «تصميمه على رؤية حل للنزاع، والترحيب بالعمل الجماعي».
ولفت المتحدث إلى أن حل النزاع في اليمن يظل على رأس أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مستدلاً بزيارة كبار مسؤولي الإدارة والكونغرس إلى المنطقة، معتبراً أنها علامة على التزام الولايات المتحدة بالمساعدة في إيجاد حل دائم للصراع اليمني، ويعكس أيضاً الوحدة بين الكونغرس والإدارة على إغاثة الشعب اليمني.
وأضاف: «ساعدت الجهود الأميركية المتجددة بشأن اليمن في بناء إجماع دولي قوي وكانت الجهود الأخيرة للجهات الفاعلة الإقليمية مثمرة. نأمل في تقديم مزيد من التحديثات خلال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، وسيكون الدعم من الجهات الفاعلة الإقليمية مهماً في أي جهد لحل النزاع في اليمن، كما أن المجتمع الدولي يتحد في دعوته للحوثيين لإنهاء هجومهم في مأرب على الفور، الذي يشكل تهديداً خطيراً للسلام والوضع الإنساني، والانخراط بشكل بناء مع الأمم المتحدة».
وعن زيارة ليندركينغ إلى الأردن، تقول الخارجية الأميركية إن المبعوث الخاص انضم إلى وفد رفيع المستوى بين الوكالات الحكومية لإجراء مناقشات إقليمية مع القادة الأردنيين، وكان من بينهم السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، والوفد المشترك بين الوكالات في اجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ومسؤولين حكوميين أردنيين آخرين ناقشوا خلال الاجتماع الصراع في اليمن، من بين مواضيع أخرى.
كما التقى ليندركينغ، بشكل منفصل، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، بالإضافة إلى سفراء الاتحاد الأوروبي وألمانيا والمملكة المتحدة في اليمن.
وفي مسقط، اجتمع ليندركينغ مع وزير الخارجية العماني، وانضم إليه السيناتور مورفي، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية في عمان ليزلي تسو، واتفقوا جميعاً على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وسيواصلون العمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وترحب الولايات المتحدة بجهود عمان والدول الأخرى في إيجاد حل دائم للصراع وتقديم الإغاثة للشعب اليمني.
وفي سياق متصل، بدا مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن ممتعضاً من إطالة أمد الأزمة اليمينة، إذ قال في بيان أمس: «لقد استمر نقاشنا حول هذه القضايا لما يزيد على العام، وكان المجتمع الدولي داعماً بشكل كامل في أثناء ذلك. ولكننا للأسف لسنا حيث نود أن نكون فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق، واستمرت الحرب بلا هوادة، وتسببت في معاناة هائلة للمدنيين».
وفي الوقت نفسه، أفاد غريفيث بأنه أنهى أخيراً جولة من الاجتماعات استمرت أسبوعاً مع مجموعة من المعنيين اليمنيين والإقليميين والدوليين في السعودية وسلطنة عمان، إذ يأتي ذلك في إطار سعي غريفيث للتوصل إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، بهدف التقليل من المخاطر التي تهدد حياة المدنيين في اليمن، وبما يتضمن وقف هجوم الحوثيين «أنصار الله على مأرب، الذي دام لأكثر من عام».
وأشار البيان إلى أن غريفيث سيواصل جهوده الرامية إلى رفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة، وفتح مطار صنعاء للتخفيف من حدة الوضع الإنساني المتردي، مشدداً على أن هذه التدابير «من شأنها توفير بيئة مواتية لاستئناف عملية سياسية تشمل الجميع، وتنهي النزاع في اليمن بشكل شامل».
وقال المبعوث: «سأواصل التفاعل مع أطراف النزاع وكل الجهات المعنية والفاعلة وأصحاب المصلحة، لمنحهم الفرص لإيجاد أرضيات مشتركة للمساعدة في دفع جهود السلام إلى الأمام».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.