تصعيد الانقلابيين في اليمن يهدد 400 ألف نازح في مأرب

نازحون في أحد مخيمات مأرب الشهر الماضي (أ.ف.ب)
نازحون في أحد مخيمات مأرب الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

تصعيد الانقلابيين في اليمن يهدد 400 ألف نازح في مأرب

نازحون في أحد مخيمات مأرب الشهر الماضي (أ.ف.ب)
نازحون في أحد مخيمات مأرب الشهر الماضي (أ.ف.ب)

جددت الأمم المتحدة التحذير من الآثار الإنسانية المترتبة على تصعيد ميليشيات الحوثي للعمليات القتالية في غرب مأرب. وقال مكتبها للشؤون الإنسانية إن ما يقارب 400 ألف من المقيمين في مخيمات النزوح قد ينزحون مجدداً إلى المحافظات المجاورة، مع استمرار القتال، كما يتوقع أن يواصل المزيد من المدنيين الفرار نحو الضواحي الشرقية لمدينة صرواح وإلى مدينة مأرب.
ووفق ما جاء في البيان الشهري عن الحالة الإنسانية، أفادت الأمم المتحدة بأن مواقع النازحين باتت مكتظة بالفعل وقدرات الاستجابة فوق طاقتها، محذرة من انتقال الأعمال القتالية نحو المدينة والمناطق المحيطة بها، إذ إن ذلك سيؤدي إلى نزوح 385 ألف شخص آخرين إلى خارج المدينة وإلى حضرموت، مع تقييد وصول المساعدات الإنسانية ووضع ضغوط كبيرة على الموارد المحدودة أصلاً.
ومع تأكيد مكتب الشؤون الإنسانية أن محافظة مأرب تستضيف ما يقدر بنحو مليون شخص نازح داخلياً، وهو أكبر عدد للنازحين في اليمن، فإن البعض منهم يعيشون في حوالي 125 موقعاً للنازحين.
وتستضيف مديرية صرواح حوالي 30 ألف نازح في 14 موقعاً على الأقل، وهناك تقارير عن اقتراب القتال من مواقع عدة، وأن بعض النازحين قد نزحوا للمرة الثالثة في المتوسط، وفق المنظمة الدولية للهجرة، وأن البعض حملوا مأواهم معهم إلى مواقعهم الجديدة.
وحسب التقرير الأممي، فإن إجمالي عدد الضحايا المدنيين وعدد النازحين ما زال غير واضح بسبب استمرار القتال في المناطق المتضررة، كما أن العدد الفعلي للأسر النازحة أعلى من الأرقام المعلنة بكثير، إذ فرَّت غالبية الأسر النازحة إلى مناطق أكثر أمانا داخل منطقتي صرواح ومأرب الوادي ومدينة مأرب.
ويضيف التقرير أن غالبية النزوح هي نزوح للمرة الثانية من مواقع وأماكن النازحين الحالية إلى مناطق أكثر أماناً بعد إخلاء أحد مواقع النزوح في صرواح، بسبب الأعمال القتالية. واضطر اثنان من المرافق الصحية إلى تعليق العمل فيهما.
وإذ يستمر شركاء العمل الإنساني بتوسيع نطاق تقييم الاحتياجات والتخطيط للطوارئ، عمل الشركاء على رفع مستوى الاستجابة للنازحين الذين يمكن الوصول إليهم وحددوا المأوى والمواد غير الغذائية والغذاء والمياه والصرف الصحي والصحة ومساعدات الحماية باعتبارها احتياجات ملحة، وتمت مساعدة ما يقدر بنحو 11 ألف نازح، إذ توجد 25 منظمة إغاثية، بما فيها سبع وكالات للأمم المتحدة وست منظمات غير حكومية دولية و12 منظمة غير حكومية محلية.
وبالإضافة إلى عدد النازحين المقدر بنحو مليون نازح في محافظة مأرب، تقطعت سبل أكثر من 4500 مهاجر أفريقي في المحافظة، وذلك بسبب إغلاق الحدود وعدم القدرة على التسلل. واستقر العديد منهم في منطقة بطحاء بن معيلي في تجمعات المساكن المتنقلة، حيث تقدم المنظمة الدولية للهجرة وشركاء العمل الإنساني الخدمات الأساسية، بما فيها مساعدات المياه والصرف الصحي والنظافة والمواد غير الغذائية والحماية.
وخلافاً للأرقام التي أوردتها الأمم المتحدة، ذكرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في أحدث إحصاءاتها عن حالة النزوح في مأرب أن المحافظة استقبلت حتى الآن أكثر من 2.2 مليون نازح، وأن هؤلاء يشكلون 60 في المائة من إجمالي عدد النازحين في البلاد. ويعادل ذلك 7.5 في المائة من إجمالي السكان.
وأظهر تقرير الوحدة أنه حتى منتصف الشهر الماضي بلغ عدد النازحين الفارين من المخيمات التي استهدفتها ميليشيات الحوثي منذ بداية فبراير (شباط) الماضي، 24 ألف فرد، أغلبهم كانوا في مخيمات أقيمت في مديرية صرواح التي استهدفتها ميليشيات الحوثي بالقذائف والرشاشات.
وجددت الوحدة المعنية بشؤون النازحين مطالبتها للميليشيات بوقف استهداف المدنيين والنازحين وفتح ممرات آمنة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إليهم. وقالت إن على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ممارسة الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على مأرب واستهداف النازحين وتجنيبهم مراحل جديدة من النزوح.


مقالات ذات صلة

تستّر حوثي على عصابات تختطف النساء

العالم العربي النساء اليمنيات يواجهن صعوبات حياتية كبيرة بسبب الحرب وممارسات الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

تستّر حوثي على عصابات تختطف النساء

بسبب جهود عائلة يمنية أجرت بحثاً واسعاً عن إحدى نسائها المختطفات في محافظة إب، أمكن الكشف عن عصابتين تختطفان 16 امرأة في ظل تستر الجماعة الحوثية على هذه الجرائم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط) play-circle

وزير الدفاع اليمني لـ«الشرق الأوسط»: سنتعامل بحزم مع أي مغامرة حوثية

أكد وزير الدفاع اليمني أن القوات المسلّحة اليمنية وجميع التشكيلات العسكرية في جهوزية عالية للتعامل بصلابة وحزم مع أي اعتداءات أو مغامرات حوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يمنيان ينظفان الزجاج الذي تسببت الغارات الأميركية في تحطيمه أمام متجرهما بصنعاء (أ.ف.ب)

سكان صنعاء يتخوفون من مواجهة طويلة بين واشنطن والحوثيين

أعادت الضربات الأميركية الأخيرة في اليمن تجديد مخاوف السكان من مواجهة طويلة تؤثر على معيشتهم، في ظل إصرار الحوثيين على التصعيد وعدم اكتراثهم بتبعات ممارساتهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم عبد الملك الحوثي لاستعراض القوة أمام الضربات الأميركية (إ.ب.أ)

الحوثيون يختارون التّصعيد رغم وعيد ترمب واستمرار الضربات

اختارت الجماعة الحوثية تمسُّكها بالتصعيد البحري رغم الوعيد والضربات الأميركية المستمرة التي أمر بها ترمب، زاعمة أنها هاجمت حاملة الطائرات «ترومان» مرتين.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الرئيس اليمني رشاد العليمي مع القيادات العسكرية اليمنية خلال الاجتماع (سبأ)

الحكومة اليمنية تطالب بتعاون دولي أوسع لمحاصرة الحوثيين

في وقت تستمر فيه الضربات الأميركية على مواقع حوثية عدة، طالبت الحكومة اليمنية بتبنِّي تعاون دولي أوسع واستراتيجية شاملة لمحاصرة الجماعة وقطع مصادر تمويلهما.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الاستخبارات الصومالية: مقتل 82 من «حركة الشباب» في غارات جوية

مقاتلون من حركة «الشباب» (أرشيفية)
مقاتلون من حركة «الشباب» (أرشيفية)
TT
20

الاستخبارات الصومالية: مقتل 82 من «حركة الشباب» في غارات جوية

مقاتلون من حركة «الشباب» (أرشيفية)
مقاتلون من حركة «الشباب» (أرشيفية)

أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية صباح اليوم الجمعة مقتل 82 عنصرا من «حركة الشباب» المتمردة منهم قياديون في غارات جوية نفذتها الوكالة بمحافظة شبيلي السفلى في جنوب البلاد.

وأضافت في بيان أن 19 آخرين أصيبوا في الغارات الجوية التي استهدفت منطقتي سبيد وعانولي في شبيلي السفلى، والتي استمرت منذ الليلة الماضية.

كانت وكالة الأنباء الصومالية قد ذكرت يوم الأحد أن الجيش نفذ بالتعاون مع القيادة الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، عملية جوية منسقة في منطقة شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي. وقالت الوكالة إن الغارة استهدفت مسلحين يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم «بعد تكبدهم خسائر فادحة في المواجهات الأخيرة مع الجيش الصومالي والمتحالفين معه في المنطقة».