دعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى أهمية تخفيف التوترات الإقليمية، ومحورية العراق في مواجهة تحديات الأمن والبيئة في كل المنطقة. وقال صالح لدى استقباله في قصر بغداد أمس الثلاثاء وفدا أميركيا رفيع المستوى، هو الأول من نوعه بعد وصول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السلطة في البيت الأبيض، إن «العراق ينطلق من سياسة متوازنة تدعم مسارات نزع فتيل الأزمات وتخفيف التوترات في المنطقة».
وطبقا لبيان رئاسي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أشار صالح إلى أن «موقع العراق الجغرافي المتميز والمتمثل في وادي الرافدين منذ القدم، مع تعزيز أمنه وسيادته تُمثل عاملاً محورياً ونقطة انطلاق في مواجهة التحديات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتعزيز سلام المنطقة، ومواجهة التحديات البيئية ومسببات التغير المناخي والتصحر، والعمل على تعزيز الطاقة النظيفة والإدارة المستدامة للموارد المائية، من خلال التعاون عبر منظومات عمل مشتركة إقليمية ودولية». واستنادا للبيان فإنه «جرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية في سياق الحوار الاستراتيجي بين البلدين ووفق المصالح المشتركة، وتم التأكيد على أهمية مواصلة العمل في مكافحة الإرهاب واستئصال جذوره في كل المنطقة».
الوفد الأميركي الذي يترأسه منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك يضم في عضويته مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول.
من جهته، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال استقباله الوفد الأميركي إلى ضرورة تفعيل مخرجات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكاظمي إنه جرى خلال اللقاء «بحث التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات، وتطوير التعاون وتوسيعه في المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية». وطبقا للبيان فقد «تمت مناقشة موضوع التعاون في المجال الصحي ومكافحة جائحة كورونا، علاوة على المساعدة في توفير الدعم لتأهيل بعض المؤسسات الصحية في العراق».
وفي هذا السياق، يقول مستشار رئيس الوزراء الدكتور حسين علاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات العراقية - الأميركية تحولت بعد 18 عاما نحو تفعيل آليات التعاون المتكامل والشراكة الاستراتيجية في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الحكومة العراقية والحكومة الأميركية أو في ضوء العراق ومكانته في التحالف الدولي لدحر فلول (داعش) الإرهابي». وأضاف علاوي أن «الحكومة العراقية نجحت بتخفيض عدد المستشارين من 5200 إلى 2500 والعمل على الاقتراب من وضع جدول زمني بعد النقاش حول آليات وضعه وفقا لمتطلبات الحرب على فلول (داعش) الإرهابي ومحاربة الإرهاب»، مبينا أن «العلاقات العراقية - الأميركية في تحول من زاوية الأمن نحو الاقتصاد والاستثمار وهذا ما جعل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي يركز على مخرجات الحوار الاستراتيجي العراقي - الأميركي في مرحلته الثالثة والذي يركز على تحول العلاقات نحو فضاءات جديدة، خصوصا أن السيد ماكغورك عمل كثيرا على الملف العراقي ونسق مع الحكومات العراقية والتقى بالقوى السياسية العراقية». وبين علاوي أن «التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات، والتأكيد على تفعيل مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة وتطوير التعاون وتوسيعه في المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية دلالة على تطور العلاقات وأهميتها في المنطقة العربية من وجهة نظر الحكومة العراقية والحكومة الأميركية».
صالح والكاظمي يؤكدان لوفد أميركي أهمية بناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة
المباحثات تناولت تفعيل مخرجات الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد
صالح والكاظمي يؤكدان لوفد أميركي أهمية بناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة