صالح والكاظمي يؤكدان لوفد أميركي أهمية بناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة

المباحثات تناولت تفعيل مخرجات الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد

الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله بريت ماكغورك والوفد المرافق له أمس (رئاسة الجمهورية العراقية)
الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله بريت ماكغورك والوفد المرافق له أمس (رئاسة الجمهورية العراقية)
TT
20

صالح والكاظمي يؤكدان لوفد أميركي أهمية بناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة

الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله بريت ماكغورك والوفد المرافق له أمس (رئاسة الجمهورية العراقية)
الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله بريت ماكغورك والوفد المرافق له أمس (رئاسة الجمهورية العراقية)

دعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى أهمية تخفيف التوترات الإقليمية، ومحورية العراق في مواجهة تحديات الأمن والبيئة في كل المنطقة. وقال صالح لدى استقباله في قصر بغداد أمس الثلاثاء وفدا أميركيا رفيع المستوى، هو الأول من نوعه بعد وصول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السلطة في البيت الأبيض، إن «العراق ينطلق من سياسة متوازنة تدعم مسارات نزع فتيل الأزمات وتخفيف التوترات في المنطقة».
وطبقا لبيان رئاسي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أشار صالح إلى أن «موقع العراق الجغرافي المتميز والمتمثل في وادي الرافدين منذ القدم، مع تعزيز أمنه وسيادته تُمثل عاملاً محورياً ونقطة انطلاق في مواجهة التحديات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتعزيز سلام المنطقة، ومواجهة التحديات البيئية ومسببات التغير المناخي والتصحر، والعمل على تعزيز الطاقة النظيفة والإدارة المستدامة للموارد المائية، من خلال التعاون عبر منظومات عمل مشتركة إقليمية ودولية». واستنادا للبيان فإنه «جرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية في سياق الحوار الاستراتيجي بين البلدين ووفق المصالح المشتركة، وتم التأكيد على أهمية مواصلة العمل في مكافحة الإرهاب واستئصال جذوره في كل المنطقة».
الوفد الأميركي الذي يترأسه منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك يضم في عضويته مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول.
من جهته، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال استقباله الوفد الأميركي إلى ضرورة تفعيل مخرجات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكاظمي إنه جرى خلال اللقاء «بحث التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات، وتطوير التعاون وتوسيعه في المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية». وطبقا للبيان فقد «تمت مناقشة موضوع التعاون في المجال الصحي ومكافحة جائحة كورونا، علاوة على المساعدة في توفير الدعم لتأهيل بعض المؤسسات الصحية في العراق».
وفي هذا السياق، يقول مستشار رئيس الوزراء الدكتور حسين علاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات العراقية - الأميركية تحولت بعد 18 عاما نحو تفعيل آليات التعاون المتكامل والشراكة الاستراتيجية في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الحكومة العراقية والحكومة الأميركية أو في ضوء العراق ومكانته في التحالف الدولي لدحر فلول (داعش) الإرهابي». وأضاف علاوي أن «الحكومة العراقية نجحت بتخفيض عدد المستشارين من 5200 إلى 2500 والعمل على الاقتراب من وضع جدول زمني بعد النقاش حول آليات وضعه وفقا لمتطلبات الحرب على فلول (داعش) الإرهابي ومحاربة الإرهاب»، مبينا أن «العلاقات العراقية - الأميركية في تحول من زاوية الأمن نحو الاقتصاد والاستثمار وهذا ما جعل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي يركز على مخرجات الحوار الاستراتيجي العراقي - الأميركي في مرحلته الثالثة والذي يركز على تحول العلاقات نحو فضاءات جديدة، خصوصا أن السيد ماكغورك عمل كثيرا على الملف العراقي ونسق مع الحكومات العراقية والتقى بالقوى السياسية العراقية». وبين علاوي أن «التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات، والتأكيد على تفعيل مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة وتطوير التعاون وتوسيعه في المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية دلالة على تطور العلاقات وأهميتها في المنطقة العربية من وجهة نظر الحكومة العراقية والحكومة الأميركية».



الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.