تركيا تتمسك بوجودها العسكري في ليبيا... وترفض «دعوات الخروج»

ردّاً على المطالب الدولية بالانسحاب وتصريحات المنقوش

وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها التركي في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها التركي في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
TT
20

تركيا تتمسك بوجودها العسكري في ليبيا... وترفض «دعوات الخروج»

وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها التركي في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها التركي في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)

وجهت تركيا رسالة حاسمة وصريحة إلى حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا بشأن بقائها في ليبيا، وعدم سحب قواتها من هناك.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أمس إن الوجود العسكري التركي في ليبيا «جاء من أجل حماية حقوق ومصالح الليبيين ومساعدتهم، وكذلك من أجل حماية مصالح تركيا في شرق البحر المتوسط»، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية سيادة واستقلال ليبيا.
وأضاف أكار، في كلمة خلال لقائه أمس (الثلاثاء) العسكريين الأتراك العاملين في ليبيا، بحضور قادة عسكريين ليبيين، وعلى رأسهم رئيس الأركان محمد الحداد، أن تركيا «ستواصل الوقوف إلى جانب البلدان الشقيقة والصديقة في قضاياها العادلة ودفاعها عن حقوقها ومصالحها». مشيراً إلى أن تركيا وليبيا «يملكان تاريخاً وقيماً مشتركة، ووجود الجنود الأتراك في ليبيا أساسه حماية حقوق وقوانين إخوانهم الليبيين ومساعدتهم».
وتابع الوزير التركي موضحاً أن «سيادة واستقلال ليبيا أمر مهم، وقد كانت هناك بعض المشاكل عند قدومنا إلى ليبيا، لكننا بذلنا كل الجهود الممكنة من أجل إزالة هذه المشاكل، وحصلنا على نتائج مهمة، وتركيا مع أشقائها الليبيين ستواصل العمل جنباً إلى جنب من أجل تحديث وتنظيم القوات المسلحة الليبية».
وجاءت تصريحات وزير الدفاع التركي لتؤكد رفض أنقرة مطالب ليبيا والدول الغربية المتكررة بانسحاب جميع القوات الأجنبية من البلاد، بما فيها القوات التركية والمرتزقة السوريين، الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة فائز السراج، بموجب مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وآخرها تأكيد وزير الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة، نجلاء المنقوش، عقب لقائها نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في طرابلس أول من أمس، أنها طالبت تركيا بتقديم الدعم لانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادها. معربة عن أملها في أن تتخذ تركيا خطوات لتنفيذ كل مخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا، ومؤكدة التزام بلادها بخريطة الطريق، المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الليبي، وصولاً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية بنهاية العام الحالي.
والتقى الوفد التركي المؤلف من وزيري الخارجية والدفاع التركيين، مولود جاويش أوغلو وخلوصي أكار، ورئيس الأركان يشار جولار ورئيس المخابرات هاكان فيدان، رئيس الحكومة الليبية محمد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وتم بحث العلاقات بين البلدين، والتفاهمات السابقة الموقعة بين تركيا وحكومة السراج. وخلال اللقاء أكد جاويش أوغلو تمسك بلاده بتنفيذ جميع التفاهمات، وفي مقدمتها مذكرتا التفاهم للتعاون الأمني والعسكري وترسيم الحدود البحرية، الموقعتين مع السراج في 27 نوفمبر 2019.
وقال أكار إن الأمر المهم حالياً «يتمثل في إحلال السلام والهدوء في ليبيا، واستمرار سريان اتفاق وقف إطلاق النار». مضيفاً: «لم ولن ننسى مقتل 26 شاباً في الكلية الحربية، والمقابر الجماعية في ترهونة، ومن جانب آخر سنقوم بما نقدر عليه، بما في ذلك أنشطة التدريب والمساعدة والاستشارات، وعلى رأسها إعادة الحياة إلى طبيعتها، وتطهير المناطق من العبوات الناسفة والألغام».
كما أشار أكار إلى أن تركيا قدمت إلى اليوم خدمات طبية إلى ليبيا، شملت أكثر من 10 آلاف معاينة وعلاج للمرضى الليبيين، إضافة إلى إبطال مفعول 4 آلاف و407 عبوات ناسفة. مشدداً على ضرورة دعم الحكومة الليبية، وبذل تركيا كل ما بوسعها من أجل استمرار مناخ الهدوء في ليبيا، إلى حين إجراء الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
واستهدفت الزيارة المفاجئة للوفد التركي إلى طرابلس، التي جاءت بعد أقل من شهر من زيارة الدبيبة على رأس وفد وزاري ضخم إلى أنقرة، التأكيد على أن تركيا عازمة على تثبيت وجودها في ليبيا، بعد تصاعد المطالب بسحب قواتها، والمخاوف من التقارب بين حكومة الوحدة الوطنية مع قائد الجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، وزيادة حضور مصر في الشأن الليبي.
وتضاعفت مخاوف تركيا من التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، في 23 أبريل (نيسان) الماضي خلال زيارتها للعاصمة الإيطالية روما، حيث أعلنت بدء حوار مع تركيا بشأن خروج قواتها من ليبيا، قائلة: «نحن مصممون على انسحابها من البلاد»، وهو التصريح الذي انتقده رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، الذي أكد أن الحكومة الليبية الحالية «ليست لديها صلاحيات لإلغاء أي اتفاقيات سابقة»، مؤكداً أن ليبيا «تحترم الاتفاقيات الموقعة مع تركيا».
وتتمسك تركيا بأن وجودها العسكري في ليبيا جاء بموجب اتفاق مع الحكومة الشرعية (حكومة السراج)، وأنها لا تعتزم الانسحاب من ليبيا، ومتمسكة بالتفاهمات الموقعة مع الحكومة السابقة.



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.