«الاستقلال» المغربي: التفاوتات تفاقمت في عهد «العدالة والتنمية»

نزار بركة الأمين العام لحزب «الاستقلال» المغربي المعارض (الشرق الأوسط)
نزار بركة الأمين العام لحزب «الاستقلال» المغربي المعارض (الشرق الأوسط)
TT

«الاستقلال» المغربي: التفاوتات تفاقمت في عهد «العدالة والتنمية»

نزار بركة الأمين العام لحزب «الاستقلال» المغربي المعارض (الشرق الأوسط)
نزار بركة الأمين العام لحزب «الاستقلال» المغربي المعارض (الشرق الأوسط)

قال نزار بركة، الأمين العام لحزب «الاستقلال» المغربي المعارض، إن التفاوتات الاجتماعية في المغرب تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، التي قاد فيها حزب «العدالة والتنمية» (مرجعية إسلامية) الحكومة.
وعدّ بركة، خلال استضافته من طرف «مؤسسة الفقيه التطواني» بمدينة سلا، الليلة قبل الماضية، أن التفاوتات وصلت إلى مستوى قياسي في المغرب، حسب تقارير «المندوبية السامية للتخطيط» (هيئة الإحصاء)؛ حيث بلغت 46 في المائة، وهي نسبة «لم يصلها المغرب منذ الاستقلال، في حين أن النسبة المقبولة اجتماعياً لا ينبغي أن تتجاوز 42 في المائة. كما ارتفعت الفوارق في العالم الحضري إلى 17 في المائة، و40 في المائة في الوسط القروي».
وقال بركة إن 20 في المائة من المغاربة يستحوذون على 53 في المائة من ثروة البلاد، في حين لم تكن هذه النسبة تتجاوز 14 في المائة سنة 2014، موضحا أن الأوضاع الاجتماعية جعلت 70 في المائة من الشباب المغربي يفكر في الهجرة إلى الخارج.
كما أشار بركة إلى أن الحكومات السابقة التي شارك فيها حزب «الاستقلال» أو قادها «سعت إلى تقليص الفوارق»، من خلال تخفيض الضريبة على الدخل ورفع أجور الموظفين، ودعم الطبقة الوسطى، ووضع البرامج الاجتماعية، في حين أن الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية «لها منطق مغاير»، عادّاً أنها تدعم فئة معينة من أصحاب المقاولات، مقابل مسها بالقدرة الشرائية للطبقة الوسطى.
وفي هذا السياق، أشار بركة إلى قرار تحرير أسعار المحروقات، الذي جرى سنة 2015، والذي أدى «لارتفاع أرباح شركات المحروقات على حساب المواطن»، وقال إنه «رغم هذا الارتفاع، لم تتدخل الحكومة لضبط الأسعار، رغم أن القانون يعطيها هذا الحق، واستمر هذا الوضع إلى أن خاض المغاربة حملة مقاطعة ضد مجموعة من المواد الاستهلاكية، ومنها المحروقات»، والتي «أدت إلى تقليص هامش أرباح الشركات»، وعدّ بركة أنه حان الوقت لاعتماد «توزيع عادل للثروة».
وبشأن الانتخابات المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل، عدّ بركة أن من رهانات المرحلة المقبلة استعادة «الثقة في العمل السياسي والمؤسسات المنتخبة»، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ستجرى فيها انتخابات جماعية (بلدية) وجهوية وبرلمانية «في اليوم نفسه»، بحيث سيكون هناك «انسجام في التصويت»؛ لأن الناخب كان في السابق يصوت في الانتخابات المحلية على حزب معين، وفي الانتخابات التشريعية على حزب آخر... أما اليوم؛ فإنه «سيصوت على حزب واحد في كل من الاقتراع المحلي والتشريعي، وسيكون لذلك وقع إيجابي»، موضحاً أنه «سيتم تجديد كافة المؤسسات في اليوم نفسه»، وستكون للمواطن الناخب «مسؤولية كبرى»، عادّاً أن الانتخابات ستكون فرصة «لتقوية وضعية المغرب، والتوجه نحو بناء اتحاد مغاربي حقيقي»، خصوصاً أن المغرب «يلعب دوراً في حل أزمة ليبيا»، ويعمل على «تقوية علاقاته مع موريتانيا وتونس، ويده ممدودة للجزائر»، رغم المشكلات القائمة. وشدد على القول إنه في ظل الوباء «لا بد من خلق تكتل مغاربي لرفع نسب النمو».
وبخصوص الإصلاح الدستوري، عدّ بركة أنه من الضروري بعد 10 سنوات على وضع دستور أن تكون هناك «وقفة تقييمية» لهذا الدستور، والنظر فيما يجب أن يتغير فيه، موضحاً أنه «لا خلاف على الخيارات الأساسية التي أتى بها الدستور، ولكن هناك ثغرات يجب تجاوزها لترسيخ الخيار الديمقراطي»، مشيراً إلى «محدودية دور بعض مؤسسات الحكامة، ووجود مؤسسات نص عليها الدستور ولم ترَ النور، رغم مرور 10 سنوات، مثل هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز» (مؤسسة دستورية تعنى بالمناصفة بين الرجل والمرأة)، والمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي (مؤسسة دستورية تعنى بالشباب)».



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».