سمّاعات رأس مبتكرة تقرأ الموجات الدماغية

سمّاعات رأس مبتكرة تقرأ الموجات الدماغية
TT

سمّاعات رأس مبتكرة تقرأ الموجات الدماغية

سمّاعات رأس مبتكرة تقرأ الموجات الدماغية

طوّرت شركة صغيرة في بوسطن اسمها «نيورابل» Neurable، سمّاعات للرأس تساعد الشخص الذي يرتديها على التركيز من خلال قراءة موجاته الدماغية، ثم ضبط مستويات عزل الضجيج بما يتناسب مع تلك القراءات.
تستخدم السماعات مجموعة من أجهزة الاستشعار التي تحيط ببطانة السماعة التي تغطّي الأذن، بهدف تحسّس إشارات الدماغ الكهربائية. وبناءً على المعلومات التي تحصل عليها، تستطيع السماعات رفع مستوى عزل الضجيج بالتزامن مع بلوغ المرتدي مستويات أعمق من التركيز.
يشرح رامسيس ألكايد، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في «نيورابل»، أنّ التطبيق المرافق للسماعات يستخدم خوارزميات التعلّم الآلي لتحديد أماكن تشابه الموجات الدماغية مع الأنماط التي ينتجها الدماغ أثناء التركيز، أو عند التشتّت.
وتستطيع السمّاعات التي تدعى «إنتن» Enten (تعني «الفهم» بالإسبانية)، وبناءً على هذه المعلومات، ضبط عزل الضجيج واقتراح نوع الموسيقى الذي قد يساعد المرتدي على التركيز. في الوقت نفسه، يزوّدكم البرنامج المشغّل للتطبيق بالبيانات التحليلية التي توضح أوقات الإنتاجية القصوى للشخص أو الأوقات التي يحتاج فيها إلى الرّاحة خلال اليوم.
تعود جذور فكرة وتقنية «إنتن» إلى البحث الذي أجراه ألكايد حول واجهات الدماغ - الكومبيوتر وخطوط معالجة الإشارات، في إطار تحضيره لشهادة الدكتوراه في العلوم العصبية في جامعة ميشيغان. ويقول الشريك المؤسس إنّ شركته تملك براءة اختراع بالتقنية المستخدمة في سماعات «إنتن». لا تزال السماعة المبتكرة في المرحلة التجريبية، ولكنّ «نيورابل»، التي تأسّست عام 2015 ويعمل فيها نحو 20 موظفاً، تعتزم بدء شحنها تجارياً في 2022 للأشخاص الذين وضعوا طلبات مسبقة.
ومن المتوقّع أن يشكّل بيع السماعات عبر المواقع الإلكترونية جزءاً صغيراً من أعمال «نيورابل»، فقد كشف ألكايد أنّ شركته دخلت في محادثات مع شركات أخرى مصنّعة للأجهزة والإكسسوارات لترخيص تقنية قراءة الموجات الدماغية، لافتاً إلى أنّه ليس من الصعب تخيّل دخول هذه التقنية في تصاميم الساعات الذكية. وتتواصل «نيورابل» أيضاً مع شركاء محتملين آخرين قد يستخدمون هذه التقنية في تطبيقات مرتبطة بالصحة، كمساعدة الأشخاص الذين يعانون من القلق العصبي.
تشكّل «إنتن» جزءاً من فئة أكبر لتقنية ناشئة تعرف بوسائط الدماغ - الكومبيوتر، تعمل الشركات التقنية الكبرى على تطوير الحصّة الأكبر منها؛ فقد بدأت شركة «نيورالينك» المملوكة من إيلون ماسك ببناء وسيط بين الدماغ والكومبيوتر يمكن زراعته في الدماغ ليتيح التحكّم بالتقنيات بواسطة الأفكار. وتعمل «فيسبوك» بدورها على تطوير سوارٍ إلكتروني مجهّز بهذه التقنية، مهمّته قراءة إشارات الدماغ ونقلها إلى اليد للتحكّم بمزايا ووظائف سماعة مزوّدة بتقنية الواقع المعزّز.
ولكنّ «نيورابل» قد تمثّل نموذجاً ريادياً لفئة مختلفة من الإلكترونيات الاستهلاكية التي تستخدم شكلاً أقلّ تدخلاً من وسيط الدماغ - الكومبيوتر لأهدافٍ أكثر بساطة. وإذا نجحت هذه التطبيقات في إثبات فوائدها للمستخدمين، فستزيد فرص دخول مزايا وخصائص جديدة كالاسترخاء المدفوع بموجات الدماغ والعلاج بالموسيقى إلى منتجات تقنية يستخدمها معظم النّاس.

- موقع «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».