الارتياب باللقاح يعرقل التطعيم في تعز

اليمن يتسلم 360 ألف جرعة من «كوفاكس»

رجل يتلقى تطعيما ضد فيروس كورونا في تعز باليمن (رويترز)
رجل يتلقى تطعيما ضد فيروس كورونا في تعز باليمن (رويترز)
TT

الارتياب باللقاح يعرقل التطعيم في تعز

رجل يتلقى تطعيما ضد فيروس كورونا في تعز باليمن (رويترز)
رجل يتلقى تطعيما ضد فيروس كورونا في تعز باليمن (رويترز)

في مستشفى «الثورة» بمدينة تعز اليمنية تتولى ممرضة لا تضع كمامة أو أي وسائل للحماية، تطعيم عدد قليل من اليمنيين الذين رحبوا بأخذ لقاح «كوفيد19»، وتمسك الممرضة بعبوة من لقاح «أسترازينيكا» من صندوق مبرد وتدفئها بيديها، ثم تحقن اللقاح في الذراع اليسرى لرجل حان دوره.
تسلم اليمن 360 ألف جرعة من مبادرة «كوفاكس» العالمية لتوزيع اللقاحات، غير أن كثيرين من اليمنيين عازفون فيما يبدو عن التطعيم؛ إما لأسباب دينية، وإما للارتياب في اللقاح، وإما بسبب مخاطر الحرب. وقال راجح المالكي، مدير مكتب الصحة في تعز، لوكالة «رويترز» للأنباء: «تسلمنا 70 ألف جرعة في تعز. وبدأنا حملة التطعيم في 21 أبريل (نيسان) الماضي». وأضاف: «نستطيع القول بإنصاف إن الاهتمام ضئيل جداً... فقد وزعنا نحو 500 جرعة منذ بدأنا، وهذا أقل مما توقعنا».
شهد اليمن في العام الحالي زيادة كبيرة في الإصابات، مما أنهك المنظومة الصحية التي أرهقتها أيضاً الحرب والانهيار الاقتصادي ونقص المساعدات التمويلية. وقال المالكي وأطباء آخرون إن عدداً كبيراً من اليمنيين؛ بمن فيهم بعض العاملين في الحقل الطبي، يعتقدون أن اللقاح مفطر للصائمين خلال شهر رمضان. وقالوا إن عدداً كبيراً من السكان لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات بسبب الحواجز الأمنية.
وقال علي عبده (55 عاماً) المقيم في تعز: «أصبت بعدوى فيروس (كورونا) وأخذت أعشاباً وبهارات طبيعية استخدمها أجدادنا. وشفيت». وأضاف: «نحن نعمل بمجهود بدني كبير، وهذا يمنحنا مناعة، ولا يموت منا إلا من حان أجله. هذه الأمراض النادرة لا تؤثر إلا في الأغنياء؛ ولسنا منهم». وقال آخر؛ يدعى محمد مثنى، إنه سينتظر حتى يأخذ المسؤولون والأطباء اللقاح قبل أن يودعه ثقته.
وفي مستشفى «الثورة» كانت الطبيبة سارة دماج تبذل محاولات لإقناع اليمنيين بأن اللقاح آمن ولا يفطر الصائمين. وقالت: «الناس خائفون لأنه يوجد قدر كبير من التضليل الإعلامي، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي».


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».