اجتمع وزراء خارجية دول «مجموعة السبع» بالحضور الشخصي، أمس الاثنين في لندن، للمرة الأولى منذ عامين، لمناقشة الانسحاب من أفغانستان، واتفاق التجارة لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والبرنامج النووي الإيراني، والصين، والتوتر مع روسيا. وسيمهد الاجتماع لأول رحلة مقررة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى الخارج الشهر المقبل، والتي تستهدف إحياء التعاون مع الحلفاء التقليديين بعد خلافات خلال حكم إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب. وأفادت وزارة الخارجية البريطانية بأن الوزراء سيبحثون أيضاً خطط تعزيز تعليم الفتيات وتوظيف السيدات خلال مرحلة التعافي من وباء «كورونا». كما سيجري إنشاء صندوق بقيمة 15 مليار دولار لتقديمها للدول النامية على مدى العامين المقبلين. وإلى جانب وزراء خارجية دول «مجموعة السبع»؛ كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة وبريطانيا، دعت لندن أيضاً وزراء خارجية أستراليا والهند وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية للمشاركة في الاجتماعات. وتصف بريطانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، الاجتماعات بأنها فرصة لتأكيد نفوذ الغرب. وأعلن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في بيان أن «اجتماع (مجموعة السبع) هذا الأسبوع يظهر أن بريطانيا العالمية تجمع أكبر الديمقراطيات للتصدي للتحديات المشتركة». وأضاف: «سنعمل على ضمان وصول عادل إلى اللقاحات عبر العالم، ووضع أهداف عالمية على صعيد تعليم الفتيات، وتحديد خطوات طموحة على صعيد التغير المناخي، وتطوير تدابير جديدة لمكافحة المجاعة». ويعقد الاجتماع في وقت تواجه فيه المملكة المتحدة سيلاً من الانتقادات لخفض حجم مساعدتها الدولية. وقررت حكومة بوريس جونسون خفض المساعدة الإنمائية عام 2021 من 0.7 إلى 0.5 في المائة من الثروة الوطنية، مشيرة إلى صعوبات تواجهها البلاد في ماليتها العامة بسبب تبعات وباء «كوفيد19». وبموجب هذا القرار، تنخفض المساعدة من نحو 15 مليار جنيه إسترليني قبل الأزمة إلى 10 مليارات جنيه إسترليني. وافتتح راب المحادثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، وناقشا التجارة، والصين، وأفغانستان، وإيران، وفق ما أوضحت وزارة الخارجية البريطانية. وغالباً ما شكلت لندن وواشنطن جبهة موحدة في وجه بكين للتنديد بمعاملة الصين أقلية الأويغور في إقليم شينجيانغ، ووصلت الولايات المتحدة إلى وصف القمع الذي تتعرض له هذه الأقلية المسلمة بـ«الإبادة». كما تناولت المحادثات مسألة انسحاب قوات الحلف الأطلسي من أفغانستان، والمحادثات الجارية لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015 بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب منه. ومن الأهداف التي وضعتها المملكة المتحدة لـ«مجموعة السبع» مكافحة حملات التضليل الإعلامي التي تشنها روسيا بصورة خاصة، من خلال اعتماد آلية سريعة للتصدي للأنباء الكاذبة. وبعد الاجتماع الذي يعقد في لندن ويستمر حتى الأربعاء، يتوجه بلينكن إلى كييف لتأكيد دعم الولايات المتحدة «الثابت» لأوكرانيا بعد حشد قوات روسية على الحدود في ظل علاقات متوترة مع موسكو. كذلك التقى دومينيك راب، الاثنين، وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيغي لبحث التجارة والتعاون في مجال الأمن، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وقال راب في بيان: «عمق العلاقة بين المملكة المتحدة واليابان يقوم على نظرة مشتركة للديمقراطية، والتجارة الحرة، ومعالجة تغير المناخ، والتعاون الأمني». وأضاف: «خلال محادثاتي مع وزير الخارجية موتيغي، ناقشنا الدعم الياباني لطلب المملكة المتحدة الانضمام إلى (الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادي)، والتصدي لتغير المناخ، و(كوفيد19)». وعقد آخر اجتماع حضوري لوزراء خارجية «مجموعة السبع» في أبريل (نيسان) 2019 في دينار وسان مالو بشمال غربي فرنسا. ومع انتشار فيروس «كورونا» وما حتمه من تدابير تباعد، جرت المحادثات منذ ذلك الحين عبر الفيديو.
وعرض بلينكن رؤية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حول كوريا الشمالية التي رفضتها بيونغ يانغ. والتقى أنتوني بلينكن، بشكل منفصل في فندقه، نظيريه الياباني والكوري الجنوبي بعد أيام من مراجعة جو بايدن السياسة الأميركية تجاه كوريا الشمالية. وقال وزير خارجية كوريا الجنوبية تشونغ إيوي يونغ: «نحن ممتنون جداً لإتاحة هذه الفرصة لنا لإجراء مناقشات معمقة مع الولايات المتحدة بعد نتائج مراجعتكم السياسية»، ورحب بـ«الرسالة الإيجابية جداً والمنفتحة» التي وجهها بايدن أمام الكونغرس الأسبوع الماضي. فقد قال الرئيس الأميركي إنه سيستخدم «الدبلوماسية بالإضافة إلى الردع الشديد» لاحتواء طموحات بيونغ يانغ النووية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن أنتوني بلينكن ونظيره الياباني توشيميتسو موتيغي «تشاركا قلقهما بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي والصواريخ الباليستية» خلال اجتماعهما. واتفقا على العمل معاً وكذلك مع كوريا الجنوبية للتوصل إلى «نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية».
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مراجعة السياسة الكورية الشمالية بعد النهج الشخصي الذي اتبعه سلفه دونالد ترمب ولقاءاته الثلاثة المخصصة لإثارة ضجة إعلامية مع كيم جونغ أون. وهي تقترح أرضية مشتركة من خلال الابتعاد عن محاولة ترمب الطموح ولكن الفاشلة في نهاية المطاف، للتوصل إلى اتفاق أشمل يتيح أخيراً وبعد 7 عقود إنهاء الحرب الكورية رسمياً. لكن البيت الأبيض يريد أيضاً بحث الأمر مع كوريا الشمالية؛ وهذا يخالف سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي قامت على «الصبر الاستراتيجي» بهدف مواصلة إقصاء بيونغ يانغ حتى يتغير سلوكها.
والأحد، شجبت كوريا الشمالية نهج جو بايدن، قائلة إنه يبقي «سياسة معادية» سارية منذ نصف قرن. وقال المسؤول في وزارة خارجية كوريا الشمالية، كون جونغ غون، مؤخراً: «ما تسمى الدبلوماسية الأميركية هي لافتة زائفة تهدف إلى التستر على أعمالهم العدائية، وما الردع المعلن إلا مجرد وسيلة لتوجيه تهديدات نووية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».
وتطرق أنتوني بلينكن أيضاً إلى الوضع في بورما مع اليابان، بعد أسبوع ونيف من دعوة قادة «آسيان» قائدَ المجموعة العسكرية إلى قمة، وحضّه على إنهاء العنف. وناقش بلينكن ونظيره الياباني توشيميتسو موتيغي «الحاجة الملحة لإعادة ميانمار إلى مسار الديمقراطية ومحاسبة المجموعة العسكرية» وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.
وزراء خارجية «السبع» يلتقون في لندن للمرة الأولى منذ عامين
بلينكن يعرض رؤية واشنطن بصدد كوريا الشمالية
وزراء خارجية «السبع» يلتقون في لندن للمرة الأولى منذ عامين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة