تعيين مناوي حاكماً لدارفور قبل اعتماد نظام الحكم الإقليمي

TT

تعيين مناوي حاكماً لدارفور قبل اعتماد نظام الحكم الإقليمي

أصدر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أمس، قراراً بتعيين رئيس «حركة جيش تحرير السودان» مني اركو مناوي حاكماً لإقليم دارفور، وذلك قبيل اعتماد نظام الحكم الإقليمي رسمياً من قبل السلطة الانتقالية، وتحديد اختصاصاته وصلاحياته وترسيم الحدود الجغرافية وفقاً للقانون. وطبق نظام الحكم الإقليمي في فترة الديمقراطية الثالثة في السودان من 1985، حين وزعت البلاد إلى ستة أقاليم، هي الشمالي، والجنوبي، والشرقي، والأوسط، ودارفور، وكردفان. وجرى التداول حول تعيين مناوي والاتفاق عليه خلال جولات المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة في جوبا، عاصمة جنوب السودان.
ويتحدر مناوي الذي شغل من قبل منصب مساعد الرئيس المعزول عمر البشير، من قبيلة الزغاوة الممتدة في إقليم دارفور، ما يثير تخوفات من أن يلقى تعيينه معارضة من قبل مكونات رئيسية أخرى في الإقليم.
واستند قرار مجلس الوزراء إلى أحكام الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية وبناءً على اتفاقية جوبا لسلام السودان بين الحكومة الانتقالية وأطراف العملية السلمية من الحركات المسلحة. ووجه القرار وزارات شؤون مجلس الوزراء والحكم الاتحادي والمالية والتخطيط الاقتصادي والعمل والإصلاح الإداري والجهات المعنية الأخرى باتخاذ إجراءات تنفيذه.
وبعد مجيء نظام البشير إلى الحكم في 30 يونيو (حزيران) 1989، طبق نظام الحكم الفيدرالي الذي قسم البلاد إلى 28 ولاية، لتصبح 18 ولاية بعد انفصال الجنوب في 2011.
وفي مارس (آذار) الماضي، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان مرسوماً دستورياً بإنشاء نظام الحكم الإقليمي الفيدرالي في البلاد. ونص المرسوم على «تطبيق نظام حكم الأقاليم عقب انعقاد مؤتمر نظام الحكم في السودان الذي يحدد الأقاليم وعددها وحدودها وهياكلها واختصاصاتها وسلطاتها ومستويات الحكم والإدارة، بما لا يتعارض مع اتفاق جوبا لسلام السودان 2020».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وقعت الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح، اتفاقاً للسلام تضمن عودة إلى نظام الحكم الإقليمي. وأوصت الورشة الفنية لمؤتمر الحكم الإقليمي التي استمرت لثلاثة أيام في الخرطوم، بضرورة العودة إلى نظام حكم الأقاليم الذي كان معمولاً به في البلاد.
ويقسم النظام الجديد البلاد بحسب التفاهمات التي جرت الحكومة والحركات المسلحة إلى 8 أقاليم. ومن المقرر أن يشارك في مؤتمر نظام الحكم الإقليمي الذي لم تحدد مواعيده، الحكومة الانتقالية، وتحالف قوى «إعلان الحرية والتغيير» الحاكم، وحركات الكفاح المسلح التي وقعت اتفاق جوبا للسلام، إضافة إلى ممثلين للمجتمعات المحلية والقيادات القبلية، وخبراء الحكم والإدارة والسياسة.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).