غالي: هلال «آسيا» فوضى فنية و«اجتهادات لاعبين»

كميخ أكد أن تحركات خالد بن فهد وآل معمر أنقذت النصر

TT

غالي: هلال «آسيا» فوضى فنية و«اجتهادات لاعبين»

عاشت الجماهير السعودية أوقاتاً عصيبة ومشاعر مختلطة، وهي تشاهد أحد ممثليها يتهدد مصير الآخر «عن دون قصد» بعد أن تقاطع طريقيهما في آخر جولات دور المجموعات من دوري أبطال آسيا.
وأدى النظام الجديد للبطولة «تأهل متصدري المجموعات الخمس في غرب آسيا مع ثلاثة من أفضل الثواني»، إلى سيناريو لم يتوقعه أكثر المتشائمين حول مصير ممثلي الكرة، وذلك عندما خسر الهلال مواجهته الأخيرة في مجموعته أمام أهلي دبي وحل ثانياً، ودخل في دوامة انتظار ما ستسفر عنه مباراة شقيقه الأهلي أمام الدحيل القطري، وبعدما أضاع اللاعب الشاب هيثم عسيري فرصة تاريخية لا تعوض من أمام المرمى القطري خرج الفريقان متعادلين ليستفيد الأزرق من هذه الفرصة الاستثنائية ويتأهل رسمياً كأحد أفضل الثواني، لكنه تأهل محفوف بالشكوك حول أحقية الفريق به عطفاً على تفاوت مستوياته في البطولة وخروجه بشكل واهن في مباراته أمام أهلي دبي في ظل هجوم عاجز ودفاع مهزوز ووسط غير فاعل.
ومن جهته، حقق النصر مبتغاه وسطع بشكل لافت في منافسات هذا الدور ليحرز صدارة مجموعته القوية ويعبر إلى دور الـ16 مباشرة بعيداً عن دوامة انتظار نتائج الفرق الأخرى. ومن جهتهم، اتفق خبراء كرة قدم سعوديون على أن فريقي الهلال والنصر قادران على المواصلة حتى النهائي في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا رغم المستويات المتفاوتة التي قدمها كل منهما وخصوصاً الهلال الذي كان قريباً من الخروج المبكر من دور المجموعات.
وأكد الخبراء في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هناك عوامل أدت إلى تقلب مستويات الفرق السعودية وأهمها عدم الاستعداد بقوة للموسم بشكل عام بالشكل المطلوب، وكما هو معتاد من خلال المعسكرات، وكذلك التغييرات الفنية التي طالتها وغيرها من العوامل والتي تأثرت بها كافة الفرق المشاركة في دور المجموعات مما جعل المفاجآت تحضر في بعض المباريات.
وكان النصر تأهل عبر صدارة مجموعته برصيد 11 نقطة بعد التفوق على السد القطري أحد أقوى الفرق المرشحة للأدوار المتقدمة، وكذلك فريق فولاذ الإيراني فيما خسر 5 نقاط من تعادل ثم خسارة من الوحدات الأردني ليتأهل متصدرا للمجموعة الرابعة بفارق نقطة عن السد.
فيما تأهل الهلال بعد جمعه 10 نقاط جعلته في وصافة المجموعة الأولى خلف فريق استقلال دوشينبه الطاجيكي الذي تصدر بنفس العدد من النقاط إلا أنه تفوق على الهلال بفارق المواجهات المباشرة بعد أن سجل 4 أهداف في مباراة الرد ضد الهلال، لتكون بذلك أكبر المفاجآت للوافد الجديد للبطولة القارية الكبرى، خصوصاً أنه خسر في المواجهة الأولى بثلاثية.
وأسفرت قرعة الدور الثاني لممثلي الكرة السعودية عن خوض النصر مباراة ضد فريق تراكتور الإيراني، فيما سيواجه الهلال فريق الاستقلال بتاريخ 13 - 14 سبتمبر (أيلول) المقبل أي بعد أكثر من أربعة أشهر من الآن.
وقال أحمد خليل، لاعب الهلال السابق والمدرب الحالي أن الهلال والنصر قادران على المواصلة حتى النهائي الذي قد يتأهل إليه أحدهما من خلال منافسات غرب آسيا في ظل عدم وجود فرق أفضل منهما فنياً، وفي ظل استمرار الفصل بين الغرب والشرق حتى الدور النهائي.
وأضاف خليل: «بكل تأكيد فريق الهلال هو المرشح الدائم للمنافسة على هذه البطولة ولم يكن في وضعه أبداً، ليس في دور المجموعات فحسب، بل في العديد من فترات هذا الموسم وهذا ليس طبيعياً لفريق بهذا الحجم والإمكانيات والتاريخ، ولكن يمكن القول إنه تأثر كثيراً من تراجع أداء اللاعبين الأجانب في صفوفه، وهم من المفترض أن يكونوا الأكثر قدرة على خدمة الفريق، وكذلك الغيابات في صفوفه من اللاعبين المحلين مع أن فريقاً كالهلال لا يمكن أن يتأثر بذلك، إلا أنه لا يمكن تجاهل الظروف الاستثنائية وضعف الإعداد لهذا الموسم نتيجة فيروس كورونا، هذا عدا ضغط المباريات، حيث يخوض الفريق مباراة كل ثلاثة أيام وهذا ليس معتاداً، ليس على الهلال، بل على جميع الفرق».
وتابع: «بالنسبة للنصر فقد كان أكثر توازناً، خصوصاً أنه نظم صفوفه وتعاقد مع مدرب لعلاج بعض السلبيات عدا كونه ركز بشكل أكبر على هذه البطولة، ولذا كان تأهله عبر البطاقة الأولى وهذا لا يعني أنه قدم أفضل ما لديه في جميع المباريات والدليل خسارته من الوحدات الأردني».
وعن حظوظ الهلال والنصر في المواصلة في هذه البطولة، قال خليل: «بكل تأكيد الحظوظ كبيرة جداً مع وجود متسع من الوقت لتنظيم الصفوف ونيل الراحة والاستفادة من الدروس كما أن الخبرة سيكون لها دور في الأدوار الاقصائية والهلال يمتلك هذه الخبرة، والنصر كسب الكثير من مشاركاته الماضية، تحديداً بعد أن وصل للدور نصف النهائي وكان قريباً من العبور للنهائي، ولذا يمكن القول إن حظوظ ممثلي الكرة السعودية عالية في عبور أحدهما للنهائي».
وشدد خليل على أن الفريق الذي يسعى لحصد اللقب القاري يجب عليه أن يركز عليه ويضعه في مقدمة الأولويات ولا يسعى أن يصارع على أكثر من جبهة لأنه قد يفقدها جميعاً نتيجة الضغط والإصابات وغيرها.
وختم خليل بالتأكيد على أن ما حصل للهلال لا يمكن حصره في المدرب وحده، بل يجب أن يكون للإدارة دور وكذلك اللاعبين، وهناك دروس كثيرة يتوجب الاستفادة منها من أجل العودة القوية والمنافسة التي ترضي أنصار هذا النادي العريق.
من جانبه، قال علي كميخ لاعب النصر السابق والمدرب الحالي أن هناك ثقة في قدرة النصر والهلال في التقدم نحو النهائي في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا رغم الأداء المتذبذب في دور المجموعات وخصوصاً من جانب الهلال الذي عبر بصعوبة بالغة.
وأضاف: «حظيت الأندية السعودية بدعم غير مسبوق من قبل القيادة الكريمة ممثلة في الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وهذا الدعم الكبير هو أكبر حافز لتقديم كل نادٍ ما يملك بعد أن توفرت كل ظروف الإنجازات التي تستحقها الرياضة السعودية جراء هذا الدعم السخي.
وعن حظوظ الفريقين قال كميخ: «بالنسبة للنصر أثبت أنه قادر على المواصلة من خلال التفوق في المباريات المفصلية وخصوصاً التي جمعته مرتين بالسد، أحد أقوى فرق القارة الآسيوية حيث إن الأثر الفني للمدرب مينيز ظهر، وكذلك الأداء البدني والجهد من قبل اللاعبين داخل أرض الملعب كان قوياً وعلى قدر التطلعات عدا في مواجهتي الوحدات الأردني مع كل التقدير له، كما أن العمل الكبير الذي قام به رئيس النادي مسلي آل معمر ومجلس إدارة الجديدة وبدعم من رجالات النصر وفي مقدمتهم الأمير خالد بن فهد ظهر أثره الإيجابي، وأرى أن الظروف متاحة للنصر أكثر من أي وقت مضى من أجل ارتقاء قمة القارة الآسيوية في النسخة الحالية».
وواصل: «أما الهلال فيمكنه أن يكون في وضع أفضل في الأدوار القادمة قياساً بما قدمه في دور المجموعات، خصوصاً أن الفترة الزمنية الفاصلة تزيد على أربعة أشهر قبل خوض الدور المقبل، وهي فترة كافية لترتيب الأوراق وتقديم الأفضل». من جانبه قال عبد الله غالي لاعب القادسية السابق والمحاضر التدريبي الآسيوي الحالي إن الظروف الفنية لفريقي النصر والهلال كانت متشابهة جداً قبل خوض دور المجموعات، حيث لم تكن الاستعدادات بالشكل الأمثل من حيث المعسكرات والتأثر بجائحة كورونا التي أصابت عدداً من نجوم الفريقين وأثرت بشكل مباشر وكذلك من حيث الاستعانة بمدربي الفئات السنية في كل فريق إلا أن الفارق كان في التحركات الإدارية من أجل إيجاد الحلول وخصوصاً الفنية».
وأضاف: «في النصر حضر المدرب البرازيلي مينيز وقاد الفريق بعد المباراة الأولى التي قادها مدرب مؤقت، ووفق البرازيلي في تطبيق ما يريد من عمل فني وانضباطي وخصوصاً أنه في المباراة الأولى له ضد السد والتي كسبها النصر مما عزز الكثير في صفوف الفريق وساهم في ترتيب الأوراق سريعاً رغم أن المدرب جاء بكونه بعقد قصير الأمد كما يتم تداول ذلك».
وزاد بالقول: «في النصر تم التنظيم الإداري أيضاً بتولي مسلي آل معمر الرئاسة والإبقاء على حسين عبد الغني مديراً للفريق وحل بعض الأمور الهامة مما كان له الأثر الإيجابي مما جعل الفريق يحقق مراده وإن تعثر بشكل مفاجئ في الجولة الخامسة إلا أنه حسمها أمام السد القوي وأثبت أنه قادر على المواصلة».
وفيما يخص الهلال قال غالي: «الهلال بقي على مدربه المؤقت وكان واضحاً غياب العمل الفني وحضرت اجتهادات اللاعبين وخبرتهم حيث إن الفوضى الفنية حضرت بشكل واضح ولكن بشكل عام يمكن أن يظهر الفريق بشكل أفضل في الأدوار الاقصائية في حال تم التعاقد مع مدرب يمكنه استثمار قدرات اللاعبين وخبراتهم، ولذا أعتقد أن حظوظ الفريقين السعوديين كبيرة في العبور حتى وصول أحدهما لنهائي القارة، خصوصاً أن النصر اكتسب الخبرة من وصوله لنهائي غرب القارة في النسخة الماضية فيما فاز الهلال باللقب في النسخة التي سبقتها». وشدد على أن هناك متسعاً من الوقت ليستعد الفريقان للمهمة القادمة والمقاييس الفنية تؤكد قدرتهما على المواصلة من خلال الإمكانيات الموجودة والحلول المتاحة لكل فريق قبل خوض الأدوار الإقصائية.
من جانبه قال المدرب عبد العزيز الخالد المحلل الفني الحالي إن الظروف التي تعرضت لها الفرق السعودية في دوري أبطال آسيا كانت صعبة جداً وقاسية نتيجة المواصلة في خوض المباريات في ظرف مؤثر على الكرة بالعالم، وهو جائحة كورونا، حيث إن بعض اللاعبين في هذه الأندية يواصلون اللعب منذ ثلاث سنوات متتالية، وبعض الأجانب حتى لم يلتقوا بأسرهم وهذا عامل مؤثر لا يمكن تجاهله في لاعبي كرة القدم.
وأضاف: «فنياً كان من المطلوب أن تتأهل جميع الفرق السعودية إلى الدور الثاني في ظل وجود دوري قوي وإمكانيات كبيرة قدمت لهذه الأندية ودعم سخي من القيادة، ولذا لا يمكن أن يقبل أي أحد أن يخرج أي فريق من دور المجموعات، لكن في النهاية يجب أن تحضر الواقعية وتجنب الحكم على الأمور من بعيد وبالعبارات القاسية تجاه اللاعبين أو الأجهزة الفنية أو الإدارية».
وبين الخالد أن النصر والهلال تأهلا، وهذا هو المهم وكان الجميع يتمنى الأهلي وحتى الوحدة الذي غادر من الملحق ومع كل المصاعب التي مرت بها الأندية هناك ثقة وحظوظ كبيرة في أن يكون النصر والهلال على قدر التطلعات، في ظل وجود الوقت الكافي للتصحيح وإعادة التنظيم الفني والإداري وعودة اللاعبين لمستوياتهم الحقيقة.
وتحفظ الخالد على جانب من الانتقادات القاسية تجاه مدرب الهلال البرازيلي ميكالي، مشيراً إلى أن تقييم المدرب لا يمكن أن يكون عاطفياً بل بمعطيات فنية.


مقالات ذات صلة

الصادق يعتذر عن إكمال مهمته... ويغادر إدارة المنتخب السعودي

رياضة سعودية حسين الصادق بجوار مانشيني خلال مباريات الدوري السعودي (المنتخب السعودي)

الصادق يعتذر عن إكمال مهمته... ويغادر إدارة المنتخب السعودي

كتب حسين الصادق مدير المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الفصل الأخير في مشواره مع «الأخضر»، بعد أن تقدم باستقالته رسمياً من منصبه واعتذاره عن عدم الاستمرار>

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية مدرب الأخضر يمازح محمد كنو خلال التدريبات (أ.ف.ب)

الأخضر يسعى لفتح شهية «مهاجميه» أمام إندونيسيا

يواصل مهاجمو المنتخب السعودي غيابهم عن تسجيل الأهداف منذ 165 يوماً، حيث حضر آخر هدف حمل توقيع وبصمة فراس البريكان في اللقاء الذي جمع الأخضر ونظيره منتخب باكستان

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية هاجيمي مورياسو (إ.ب.أ)

مورياسو مدرب اليابان: نسعى للفوز بلقب كأس العالم 2026

طالب هاجيمي مورياسو مدرب اليابان لاعبيه بالحفاظ على تركيزهم على الفوز بكل مباراة، بعد أن حدد لفريقه هدفاً كبيراً يتمثل في الفوز بكأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية تعد كأس آسيا للسيدات هي الأكبر منذ استضافة أستراليا كأس العالم للسيدات 2023 (الاتحاد الآسيوي)

سيدني وبيرث تستضيفان بعض منافسات كأس آسيا للسيدات

أعلن منظمون، الأربعاء، أن بطولة كأس آسيا للسيدات 2026 لكرة القدم، المقررة في أستراليا، ستُقام في الفترة من أول مارس إلى 21 من الشهر نفسه.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية من المتوقع أن يغيب عن تشكيلة الأردن لاعب خط الوسط نور الروابدة (الاتحاد الأردني)

التعمري والنعيمات ضمن تشكيلة الأردن لمواجهتي العراق والكويت

تصدَّر النجمان موسى التعمري لاعب مونبلييه الفرنسي ويزن النعيمات لاعب العربي القطري قائمة منتخب الأردن لكرة القدم التي أعلنها المدير الفني جمال سلامي الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (عمان)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».