ترمب وبايدن يتبادلان الاتهامات بـ«تسييس» وزارة العدل

«إف بي آي» يفتش مكتب جولياني

TT

ترمب وبايدن يتبادلان الاتهامات بـ«تسييس» وزارة العدل

تبادل الرئيس السابق دونالد ترمب والرئيس جو بايدن الاتهامات بـ«تسييس» وزارة العدل، بعد قيام ضباط من الشرطة الفيدرالية (إف بي آي) بتفتيش منزل رودي جولياني المحامي الشخصي السابق لترمب. وقال رودي جولياني لشبكة «فوكس نيوز» إن كل ما تمت مصادرته خلال عملية الدهم سيثبت أنه لم ينتهك القانون الفيدرالي عندما ساعد دونالد ترمب في البحث عن ملفات قد تؤدي إلى إرباك خصمه السياسي جو بايدن خلال فترة السباق الرئاسي العام الماضي، خصوصاً تلك المتعلقة بعلاقة ابنه هانتر بايدن بشركة مقرها أوكرانيا في 2019، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال جولياني (76 عاما) إن «الأدلة تنفي التهم وتدل على أن الرئيس ترمب وأنا ونحن جميعاً أبرياء». واتهم وزارة العدل بإصدار «مذكرة غير قانونية» و«بالتجسس» عليه من خلال مصادرة معلومات سرية بين المحامي وموكله، معتبراً ذلك «انتهاكاً صارخاً لحقوقه الدستورية». ووصف جولياني ما جرى بـ«أنه تكتيك لا يمارس إلا في ظل ديكتاتورية».
من جهته، وصف ترمب، في مقابلة مع قناة «فوكس بيزنس نيوز»، تفتيش شقة محاميه السابق بأنه «غير عادل إطلاقاً»، مؤكداً أن جولياني هو «أعظم رئيس بلدية في تاريخ نيويورك» و«وطني عظيم». وقال ترمب إن جولياني «لم يفعل سوى أن حب بلده وهم يفتشون شقته. هذا غير عادل إطلاقاً ويكشف معايير مزدوجة جداً. لم نرَ مثل هذا الأمر من قبل... لا أعرف ما الذي يبحثون عنه أو ماذا يفعلون». في المقابل ورداً على سؤال لشبكة «إن بي سي»، أكد الرئيس جو بايدن أنه لم يبلغ بعملية الدهم هذه. وقال بايدن: «تعهدت بعدم التدخل بأي شكل من الأشكال لإصدار أوامر أو محاولة وقف أي تحقيق للوزارة». وأضاف بايدن: «علمت (بالعملية) الليلة الماضية مثل باقي الناس ولم يكن لدي أي فكرة عن أنها جارية». ورأى بايدن أن «الحكومة السابقة قامت بتسييس وزارة العدل بشكل رهيب واستقال الكثير من (الموظفين) لأن هذا ليس دورهم، وليس دور الرئيس تحديد من تجب ملاحقته ومتى تجب ملاحقته». وداهم ممثلو الادعاء الفيدراليون في مانهاتن شقة رودي جولياني ومكتبه في نيويورك، الأربعاء، في إطار تحقيق في أنشطته في أوكرانيا. ودان محاميه وابنه أندرو جولياني العملية، معتبراً أن دوافعها سياسية. ولم يعلق مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) والمدعون العامون على عملية الدهم هذه التي يندر أن تلجأ إليها الشرطة ضد محامٍ كان أيضاً رئيساً لبلدية نيويورك ومدعياً عاماً فيدرالياً. وفي أول رد فعل على تفتيش شقته، نشر جولياني في تغريدة على «تويتر»، بياناً طويلاً عن محاميه روبرت كوستيلو الذي اتهم المحققين بتطبيق «معايير مزدوجة فاسدة»، بحسب البيان. واتهم كوستيلو وزارة العدل خصوصاً بعدم التحقيق بالحماسة نفسها في اتهامات معسكر ترمب ضد تدخل مفترض من قبل بايدن لصالح ابنه هانتر بايدن.
ونقلت وسائل إعلام أميركية أن المدعين الفيدراليين يحققون في أنشطة ترويجية لجولياني في أوكرانيا منذ أشهر، رغم عدم إشارتهم رسمياً إلى القضية، ويدققون خصوصاً في احتمال تدخله مع مسؤولين في إدارة ترمب في 2019، مع مسؤولين ورجال أعمال أوكرانيين. ولم توجه أي اتهامات لجولياني حتى الآن، لكن عملية التفتيش هذه تشير على ما يبدو إلى أن التحقيق يتسارع مع الرجل الذي كان من أشد المدافعين عن الفرضية التي طرحها ترمب ورفضتها المحاكم حول حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 لمصلحة جو بايدن.
وفي خريف 2019، وجد جولياني الذي أطلق عليه لقب «عمدة أميركا» بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 نفسه في قلب ما وصف بـ«الفضيحة الأوكرانية» التي هزت ولاية ترمب، وقادت إلى أول عملية عزل له في مجلس النواب الأميركي في بداية عام 2020، بعدما كشفت مخابرة هاتفية أجراها ترمب بالرئيس الأوكراني لإقناعه بتقديم معلومات يمكن أن تؤدي إلى التأثير على حملة بايدن الرئاسية في ذلك الوقت.


مقالات ذات صلة

رقم قياسي... ترمب يجمع أكثر من 170 مليون دولار لحفل تنصيبه

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

رقم قياسي... ترمب يجمع أكثر من 170 مليون دولار لحفل تنصيبه

جمع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أكثر من 170 مليون دولار لتمويل حفل تنصيبه المقبل، وهو مبلغ قياسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​  الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا يلقيان نظرة الوداع على نعش الرئيس الأسبق جيمي كارتر المسجّى في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن (أ.ف.ب)

ترمب يلقي نظرة الوداع على نعش كارتر

ألقى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا الأربعاء نظرة الوداع على نعش الرئيس الأسبق جيمي كارتر المسجّى في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

أعرب مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعهم في ديسمبر (كانون الأول) عن قلقهم بشأن التضخم والتأثير الذي قد تخلفه سياسات ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ) play-circle 00:36

بلينكن: مسعى ترمب للسيطرة على غرينلاند «لن يحدث»

نصح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العالم «بعدم إهدار الكثير من الوقت» على ما يقوله الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سفينة شحن تَعبر قناة بنما في سبتمبر الماضي (أ.ب)

«قناة بنما»: ما تاريخها؟ وهل يستطيع ترمب استعادة السيطرة عليها؟

يستنكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الرسوم المتزايدة التي فرضتها بنما على استخدام الممر المائي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.