رئيس وزراء الصومال يأمر الجيش بالعودة إلى ثكناته بعد إلغاء التمديد للرئيس

النواب الصوماليون يرفعون أيديهم لدعم الانتخابات المباشرة وإلغاء تمديد ولاية الرئيس (أ.ب)
النواب الصوماليون يرفعون أيديهم لدعم الانتخابات المباشرة وإلغاء تمديد ولاية الرئيس (أ.ب)
TT

رئيس وزراء الصومال يأمر الجيش بالعودة إلى ثكناته بعد إلغاء التمديد للرئيس

النواب الصوماليون يرفعون أيديهم لدعم الانتخابات المباشرة وإلغاء تمديد ولاية الرئيس (أ.ب)
النواب الصوماليون يرفعون أيديهم لدعم الانتخابات المباشرة وإلغاء تمديد ولاية الرئيس (أ.ب)

أمر رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي الجيش بالعودة إلى الثكنات وحث الساسة على تجنب التحريض على العنف، وذلك في خطاب ألقاه، اليوم (السبت)، عقب إلغاء مجلس النواب تمديد فترة الرئاسة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وصوت مجلس النواب بالإجماع اليوم بالموافقة على إلغاء تمديد فترة الرئاسة لمدة عامين إضافيين بعد الموافقة عليه الشهر الماضي، بعد اشتباكات في العاصمة مقديشو وبين فصائل أمنية منقسمة حول هذا التمديد.
وأثارت الأزمة الناجمة عن التمديد مخاوف من أن تستغل حركة «الشباب» المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» حدوث فراغ أمني إذا انقسمت قوات الأمن في الدولة وحاربت بعضها بعضاً على أساس عشائري.
وسيطر متطرفو الحركة على بلدة واحدة على الأقل في الصومال الأسبوع الماضي في حين انتقل مقاتلون مدججون بالأسلحة من الريف إلى العاصمة.
وأثارت محاولة الرئيس محمد عبد الله محمد تمديد ولايته غضب المانحين الأجانب الذين دعموا حكومته في محاولة لتحقيق الاستقرار في الصومال الذي ظل دولة فاشلة على مدى يزيد على 20 عاماً في أعقاب حرب أهلية اندلعت في عام 1991.
وصوت البرلمان على إلغاء التمديد في بث مباشر على التلفزيون الصومالي وجاء بعد وقت قصير من خطاب ألقاه الرئيس أمام البرلمان، وقال فيه إنه طلب من رئيس وزرائه بدء الاستعدادات لإجراء الانتخابات البرلمانية المؤجلة.
وقال رئيس الوزراء على موقع «تويتر»، في ساعة متأخرة من مساء السبت، إن الحكومة ستعد «قريباً» خطة الانتخابات، وشكر الرئيس والبرلمان.
كانت فترة محمد الرئاسية قد انتهت في فبراير (شباط)، لكن عدم اختيار مجموعة جديدة من النواب لم يمكن البرلمان من إنجاز مهمة اختيار رئيس جديد.
وفي الشهر الماضي وافق مجلس النواب على تمديد فترة الرئاسة لكن مجلس الشيوخ رفضه مما فجر أزمة سياسية اشتدت قبل أسبوع.
واضطر ما بين 60 ألفاً و100 ألف للفرار من منازلهم عقب اشتباكات يوم الأحد أثارت المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين الفصائل المسلحة المؤيدة للرئيس والمعارضة له.
وقال راشد عبدي، المحلل المستقل المقيم في نيروبي، إن اقتراع البرلمان بإلغاء التمديد وإعلان الرئيس عن تفويض رئيس وزرائه بإجراء الانتخابات يبدو حلاً وسطاً جيداً. وأضاف: «المشكلة أن الثقة بين الطرفين ضعيفة جداً. وما دام فرماجو (الرئيس) يستحوذ على مقاليد الأجهزة العسكرية والأمنية فإن بناء الثقة في تلك العملية يبدو صعباً».
وأشادت السفارة الأميركية وسفير الاتحاد الأوروبي بهذه الخطوات التي حدثت اليوم.
وقال النائب المعارض عبد الرحمن أودوا إنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، مضيفاً أنه يريد من الرئيس إضفاء الطابع الرسمي على ما تم الاتفاق عليه. وتابع أنه يجب توثيق تسليم الأمن والعملية الانتخابية لرئيس الوزراء وإن على الرئيس التوقيع على ذلك قبل كل شيء.
وقال عضو مجلس الشيوخ إلياس علي حسن، وهو من حزب معارض آخر، إنه يأمل أن يقود رئيس الوزراء عملية الانتخابات من الآن وأن يفعل الصواب حتى يتسنى لهذا البلد إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وذكر عبد الله علي وزير الإعلام في ولاية بلاد بنط أنه يريد من الرئيس أن يؤكد في رسالة أنه سلم روبلي مسؤولية الإشراف على الانتخابات والأمن.
وقال دوالي حسين، وهو صاحب متجر في مقديشو، إنه يخشى أن يتم خداع المعارضة.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت قوات الأمن الموالية للمعارضة ستنسحب من المواقع المحصنة في العاصمة على أثر ما حدث في البرلمان اليوم، بعد أن رفضت ذلك قبل أيام.
وتضم القوات المسلحة الصومالية أعضاء من ميليشيات عشائرية كثيراً ما اقتتلت على السلطة والموارد.
وينتمي الرئيس إلى عشيرة الدارود، إحدى العشائر الرئيسية في الصومال، أما غالبية العسكريين الصوماليين في العاصمة فهم من عشيرة الهوية، وهي عشيرة أخرى كبيرة ينتمي إليها معظم زعماء المعارضة.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.