أصيب عشرات المواطنين بجراح متفاوتة خلال صدامات مع جنود الاحتلال، أمس، في الجمعة الثالثة من رمضان، على إثر القيام بمسيرات سلمية في عدة بلدات. وقد اعتبرت السلطات الإسرائيلية هذه الأحداث «أقل من المتوقع» في أعقاب تأجيل الانتخابات الفلسطينية. فيما أشارت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إلى أن إجراءات الاحتلال منعت ألوف الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى.
وقد بلغ عدد المصلين، أمس، حوالي 60 ألفا، وهو أقل من نصف عدد المصلين المعتاد في شهر رمضان المبارك. وقال مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ عزام الخطيب، إنه رغم إجراءات الاحتلال المشددة، تمكن أبناء شعبنا من الوصول إلى الأقصى قادمين من أراضي الـ48 والضفة الغربية، إضافة إلى أهالي القدس. وتحدث خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد سرندح، عن ضرورة الإصلاح بين الناس وعدم رفع الأسعار واستغلال المواطنين في شهر رمضان والشهور كافة، مضيفا أن الرباط في المسجد الأقصى يكسب المرابطين نورا يبقى معهم ويلازمهم في حياتهم وآخرتهم. وعقب الصلاة خرج الآلاف بمسيرة شعبية مؤكدة على حماية المسجد الأقصى المبارك من استهداف الاحتلال، وكذلك صون مدينة القدس ومواصلة التصدي للاحتلال. وشدد المشاركون في المسيرة على أن شعبنا سيواصل الدفاع عن القدس المحتلة، رافعين الأعلام الفلسطينية.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد رفعت حالة التأهب لمواجهة احتمال خروج الفلسطينيين في مظاهرات ضدها، بعدما اتهمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعرقلة الانتخابات الفلسطينية في القدس. وباستثناء المسيرات الأسبوعية في بعض البلدات، أطلقت قوات الاحتلال النار على مواطن، لدى وجوده قرب مفرق مستوطنة «أفرات» جنوب بيت لحم. وأفاد مصدر أمني إسرائيلي، بأن أحد أفراد الشرطة فتح النيران على شاب فلسطيني بادّعاء أنه حاول تنفيذ عمليّة طعن بواسطة زجاجة مكسورة قرب مستوطنة «أفرات» القائمة على أراضي بيت لحم. وقد أصيب الفلسطيني بجروح خطيرة جدا.
كما أصيب مواطنان برصاص الاحتلال، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، أمس الجمعة، خلال قمع مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان، والمطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق منذ 18 عاما. وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة، وأطلقوا الرصاص المعدني وقنابل الغاز تجاههم.
وأصيب أربعة مواطنين برصاص الاحتلال، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، عقب قمع مسيرة مناهضة للاستيطان في بيت دجن شرق نابلس.
وقمعت قوات الاحتلال وقفة تضامنية مع أهالي منطقة عين البيضا المهددة بالاستيلاء عليها، جنوب شرقي يطا جنوب الخليل. وأفاد منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل، فؤاد العمور، بأن العشرات من المواطنين أدوا صلاة الجمعة على أراضي عين البيضا، تضامنا مع أصحاب الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها من قبل الاحتلال لصالح بناء مزارع للمواشي والأبقار لمستوطنتي «ماعون وكرمئيل». وانطلقت عقب الصلاة، مسيرة تضامنية رفع خلالها المشاركون العلم الفلسطيني، مرددين العبارات الداعية إلى إنهاء الاحتلال ووقف سياسته الاستيطانية، وقاموا بزراعة أشجار زيتون في تلك المنطقة. وشارك في الفعالية الأسبوعية، التي دعا إليها أهالي المنطقة ونشطاء فلسطينيون، عدد من المتضامنين الأجانب ونشطاء سلام دوليين، إلى جانب عشرات المواطنين وأصحاب الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها. وقام الجنود بمداهمات المنطقة واعتدوا على المشاركين في المسيرة بالضرب والشتم في محاولة لتفريقهم.
عشرات الإصابات بين الفلسطينيين خلال صدامات مع قوات الاحتلال
عشرات الإصابات بين الفلسطينيين خلال صدامات مع قوات الاحتلال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة