كيف نساعد أبنائنا على تكوين «بوصلة أخلاقية ذكية»؟

أطفال يجلسون داخل صف في مدرسة بألمانيا (أرشيفية - رويترز)
أطفال يجلسون داخل صف في مدرسة بألمانيا (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف نساعد أبنائنا على تكوين «بوصلة أخلاقية ذكية»؟

أطفال يجلسون داخل صف في مدرسة بألمانيا (أرشيفية - رويترز)
أطفال يجلسون داخل صف في مدرسة بألمانيا (أرشيفية - رويترز)

كشفت جيسيكا غروس، في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، عن أن ابنتها الكبرى مهووسة بالحقيقة، وتشعر عند التحدث إليها أحياناً كأنه يجري استجوابها. ذات مرة، وصفت غروس شيئاً ما على أنه «متكبر»؛ لتجيبها طفلتها بقدر كبير من الأسئلة: «لماذا هو متكبر؟ ما قصدك بذلك؟ لماذا قلت ذلك إذا لم تكوني تقصدي معناه حقاً؟»، واستمرت في التحدث حتى أخبرتها بالضبط بما تعنيه.
وتابعت: «كثيراً ما تتهم خبراء الأرصاد الجوية بالكذب؛ لأن تقرير الطقس ليس دقيقاً، وأحاول أن أشرح لها بلطف أنهم لا يكذبون، فهم فقط مخطئون. كما أنها تحب أن تفرض تعريفها للحقيقة على أختها الصغيرة».
وأشارت غروس إلى أن آباء آخرين لأطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و8 سنوات تحدثوا عن تجارب مماثلة، لذلك راجعت 3 علماء نفس لمعرفة ما يحدث، من الناحية التطورية، من أجل الأطفال في هذه الفئة العمرية.
واتضح أن الأطفال الذين هم تقريباً في سن المدرسة الابتدائية يُعدّون في مرحلة من التطور المعرفي تسمى «مرحلة التشغيل الملموسة»، وفي الوقت نفسه، هم ينغمسون في «رحلة التفكير الأخلاقي» التي ستستمر لبقية حياتهم.
ولاحظ عالم النفس الرائد جان بياجيه أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين نحو 7 أعوام و11 عاماً قادرون على تطبيق المنطق على مواقف واقعية، لكنهم يكافحون لتطبيق معرفتهم هذه على مواقف أخرى.
وقالت الدكتورة سالي بيفيل هانتر، الأستاذة المساعدة الإكلينيكية لدراسات الطفل والأسرة في «جامعة تينيسي - نوكسفيل»: «كل شيء بالنسبة لهم أبيض أو أسود للغاية، وقد يكافحون لتمييز ما الموقف الثانوي لكسر القواعد وما الموقف الرئيسي».
إذن؛ كيف نصحح المفاهيم لأطفالنا عندما يستمرون في وصف خبير الأرصاد الجوية بالكاذب؟ هنا بعض النصائح:

* تحدث عنها
إذا كان طفلك يحاول تطبيق قاعدة في المواقف التي يكون فيها التساهل أكثر ملاءمة، فحاول التشاور معه. وقالت غروسي: «على سبيل المثال؛ عندما تواجه ابنتي الكبرى وقتاً عصيباً لعدم اتباع أختها قواعد الأسرة بشأن تناول الطعام بالشوكة، فإننا نذكرها بأن الأطفال في سن 4 سنوات ما زالوا يتعلمون، وأن وظيفتنا هي تذكيرهم، بلطف».
وأوضحت مالتي: «تعدّ الأعمار من 6 إلى 9 سنوات فرصة رائعة للتعرف على احتياجات ورغبات الآخرين».
وقالت ستيفاني إف تومبسو، العالمة في «مركز رعاية الطفل والأسرة» بجامعة واشنطن: «في بعض الأحيان، يجد هؤلاء الآباء أنفسهم غارقين في مخاوف أطفالهم المرتبطة بتطبيق القواعد أو قيام الجميع بما هو صحيح طوال الوقت».
وأضافت: «من المهم أن تتحدث مع الأطفال من خلال المواقف التي تقوم فيها بخرق القواعد الخاصة بك بسبب وجود ظروف حقيقية استدعت ذلك أو لحماية مشاعر شخص ما».

* احذر من الوقوع في الفخ
قالت هانتر إنه في الوقت نفسه، خصوصاً مع الأشقاء، ضع في حسبانك دائماً أنك لا تتعامل بقوة مع طفل أكثر من الآخر، وأن قواعدك تطبَّق بشكل عادل.
لذلك؛ إذا أخبرك أحد الأطفال بأنه يعتقد أن قواعدك لا تُفرَض على أحد الأشقاء، فاستمع إليه. واقترحت الطبيبة «مراجعة ما إذا كانت لديك بالفعل قواعد أكثر صرامة لطفلك الأكبر سناً».

* لعب الأدوار
إذا كان الأطفال يواجهون صعوبة في التمييز بين التجاوزات الكبيرة والصغيرة، فحاول المرور عبر السيناريوهات معهم. تقدم هانتر مثالاً لمشكلة في منزل أحد الأصدقاء: إذا كسر أحد الأصدقاء قلم التلوين الخاص به، فيمكنك إخبار طفلك بأنه شيء يمكنه التعامل معه بمفرده دون اللجوء إلى شخص بالغ للحصول على المساعدة. إذا كان هذا الصديق يشعل النار في الأشياء، فهذا هو الموقف الذي يريد فيه بالتأكيد إخبار شخص بالغ.

* كل ذلك سيمضي
ينمو معظم الأطفال خارج هذه المرحلة عندما يكون لديهم مزيد من التطور المعرفي والخبرة الحياتية، وفق ما قالته هانتر. وأضافت: «أرى أيضاً الجانب الإيجابي للغضب الأخلاقي الذي تتعرض له ابنتي، حيث كانت تتعلم عن الضباب الدخاني والتلوث في المدرسة، ولذلك اهتمت ببغاية بمراعاة معايير بيئية صارمة في شراء المنتجات المختلفة«، مضيفة : »آمل أن تحتفظ ببعض من تلك الثقة الأخلاقية».



إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
TT

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

يلقي العالم، الجمعة، نظرة أولى على كاتدرائية نوتردام الجديدة، في الوقت الذي يجري فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة تلفزيونية بمناسبة إعادة افتتاح الكاتدرائية، حسب «بي بي سي». وبعد مرور 5 سنوات ونصف السنة على الحريق المدمر الذي اندلع عام 2019، تم إنقاذ جوهرة باريس القوطية، وترميم هذه الجوهرة وتجديدها - ما يقدم للزوار ما يعد بأن يكون متعة بصرية مبهرة. ويبدأ الرئيس - رفقة زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش - برنامج احتفالات يتوَّج بـ«الدخول» الرسمي إلى الكاتدرائية في 7 ديسمبر (كانون الأول) وأول قداس كاثوليكي في اليوم التالي. وبعد أن يُعرض عليه أبرز ما تم ترميمه في المبنى، بتكلفة بلغت 700 مليون يورو (582 مليون جنيه إسترليني) - بما في ذلك خيوط السقف الهائلة التي تحل محل إطار القرون الوسطى الذي استهلكته النيران - سيلقي كلمة شكر لنحو 1300رجل وامرأة من الحرفيين الذين تجمعوا في صحن الكنيسة. ظلت أعمال التجديد التي شهدتها كاتدرائية نوتردام سرية للغاية - مع نشر بعض الصور فقط على مر السنين التي تشير إلى التقدم المحرز في أعمال التجديد، ولكن الناس الذين كانوا في الكاتدرائية مؤخراً يقولون إن التجربة توحي بالرهبة، وإن الكاتدرائية رفعت بصفاء وبريق جديدين يدل على تباين حاد مع الكآبة السائدة من قبل.