العاصفة الثلجية تضرب الأردن وفلسطين ولبنان.. وتخلف 4 قتلى

تسببت في إغلاق الطرق والجامعات.. واحتجاب الصحف عن الصدور

الثلوج الكثيفة تغطي الطرق والأشجار في مدينة صوفر إثر العاصفة الثلجية التي هبت على لبنان أمس (أ.ب)
الثلوج الكثيفة تغطي الطرق والأشجار في مدينة صوفر إثر العاصفة الثلجية التي هبت على لبنان أمس (أ.ب)
TT

العاصفة الثلجية تضرب الأردن وفلسطين ولبنان.. وتخلف 4 قتلى

الثلوج الكثيفة تغطي الطرق والأشجار في مدينة صوفر إثر العاصفة الثلجية التي هبت على لبنان أمس (أ.ب)
الثلوج الكثيفة تغطي الطرق والأشجار في مدينة صوفر إثر العاصفة الثلجية التي هبت على لبنان أمس (أ.ب)

بعد أن اجتاحت عاصفة منطقة الشرق الأوسط بأمطار وثلوج مساء أول من أمس، استيقظ سكان القدس والخليل ورام الله، صباح أمس، ليجدوا مدينتهم مكسوة بطبقة خفيفة من الثلوج، غطت ملامح المدينة ومزاراتها، بعد العاصفة التي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء وتركت السكان بلا تدفئة.
وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى القدس قبل ساعات من بدء سقوط الثلوج لاعتبارات تتعلق بالسلامة، خاصة أن توقعات الأرصاد المنشورة في وسائل الإعلام المحلية أفادت بأن الثلوج ستواصل سقوطها على المدينة لتغطيها بطبقة أكثر كثافة في وقت لاحق. لكن بعض اليهود تجاهلوا حالة الطقس، وذهبوا للصلاة عند الحائط الغربي غير عابئين بالثلوج.
وأعلنت جامعة القدس المفتوحة، مساء أمس في بيان صحافي، عن تعطيل دوامها الإداري والأكاديمي اليوم في كافة فروعها بالضفة الغربية وقطاع غزة، نظرا للأحوال الجوية السائدة، على أن يستأنف الدوام صبيحة يوم غد الأحد. كما أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي عن تعطيل دوام المدارس في محافظات الضفة (الشمالية) اليوم في القدس، وضواحي القدس، والخليل، وبيت لحم، ورام الله والبيرة، ونابلس، وذلك بسبب صعوبة الأحوال الجوية السائدة وتراكم الثلوج.
وقالت الوزارة في تقرير لها إن تراكم الثلوج تسبب في إغلاق عدد من الطرق، وإن محافظة الخليل تعد الأكثر تأثرا في ذلك، وذكرت في تقريرها أن طواقمها قامت بالكثير من عمليات الإنقاذ لسيارات عالقة، وفتح طرق أمام سيارات الإسعاف والدفاع المدني.
من جهتها، أعلنت بلدية بيت لحم، مساء أمس، أن فريق الطوارئ التابع لها تمكن من فتح ما يقارب 80 في المائة من شوارع المدينة التي تراكمت فيها الثلوج، وأهابت بالجميع عدم إلقاء الحجارة المغلفة بالثلوج على السيارات والأشخاص لخطورة ذلك على حياة الآخرين.
وفي إسرائيل أغلقت المدارس طوال النهار وكذلك الطريقين السريعين الرئيسيين اللذين يؤديان إلى القدس في الاتجاهين لساعات، حسبما أعلنت الشرطة الإسرائيلية.
وقرر الجيش نشر آليات مجنزرة لمساعدة المدنيين في المناطق النائية. وفي ظاهرة نادرة، هطلت الثلوج فوق صحراء النقب جنوب إسرائيل، حسبما قالت أجهزة الأرصاد الجوية.
أما في الأردن فقد توفي شخص وأُصيب آخر بجروح طفيفة، بعدما انهار عليهما سقف منزل مكون من غرفتين بمنطقة دير علا، التابعة لمحافظة البلقاء، وفق ما أفاد بيان للدفاع المدني. وقال البيان إن فرقه تعاملت منذ بداية العاصفة وحتى ظهر أمس مع 751 شخصا، حاصرتهم مياه الأمطار والثلوج في مختلف المحافظات، نتيجة جنوح مركباتهم عن الطرق. كما تعاملت مع 37 حالة غسل كلى، و45 حالة ولادة بعضها أجريت داخل سيارات الدفاع المدني.
من جهتها، دعت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين إلى عدم الخروج من منازلهم، والتقيد بكل ما يصدر من إرشادات وتعليمات عن الجهات المختصة، والاستخدام الآمن والسليم لوسائل التدفئة، والابتعاد عن جوانب الأودية والسيول، وأماكن تجمع المياه. وقال فاروق الحياري، رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن في الأردن، إن مجموع الأعطال التي طالت شبكة الكهرباء في المملكة بلغ منذ إعلان حالة الطوارئ 1168 عطلا، تمت معالجة 1032 منها، بينما يجري العمل على استكمال إصلاح باقي الأعطال.
وبسبب تزامن العاصفة مع صلاة الجمعة أمس فقد دعت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ودائرة الإفتاء العام، المواطنين إلى تأدية صلاة الجمعة في المساجد القريبة من منازلهم، وعدم استعمال مركباتهم للانتقال إلى المساجد حفاظا على سلامتهم. كما أعلنت الصحف الأردنية اليومية احتجابها عن الصدور اليوم بسبب العاصفة الثلجية التي تؤثر على المملكة، التي تعوق عملية توزيع الصحف إلى كافة مناطق المملكة، وحفاظا على سلامة موزعيها.
من جانبها، قامت إدارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين بإخلاء 3 عائلات إلى خيم الإيواء، جراء تعرض خيامها إلى الانهيار بسبب تراكم الثلوج خلال العاصفة الثلجية التي ضربت الأردن وبلاد الشام.
وكان مخيم الزعتري للاجئين السورين، شمال شرقي محافظة المفرق، قد اكتسى بغطاء أبيض بسبب استمرار تساقط الثلوج، حيث يتم تطبيق خطة طوارئ مشتركة ما بين إدارة المخيم والمنظمات الإنسانية والدولية، والجهات المعنية بطريقة منسقة، حفاظا على حياة اللاجئين السوريين. وتسببت العاصفة التي ضربت لبنان في قطع الطرق وحبس البعض في منازلهم، حيث قارب الثلج السواحل، وغطى البرد الكثيف المناطق الساحلية، وسط تدن كبير في درجات الحرارة. كما أغلقت كل المدارس في البلاد حتى بعد غد الاثنين. وقال وسام أبو خشفة من إدارة الأرصاد الجوية اللبنانية إن «هذا الموسم ليس عاديا وغير مسبوق»، مشيرا إلى «تساقط حبات البرد في العاصمة بيروت وهطول الثلوج على ارتفاع 200 متر».
وأدت الثلوج إلى تأجيل المرحلة السابعة عشرة من الدوري اللبناني لكرة القدم، كما توفي 3 أطفال سوريين أول من أمس في حريق اندلع في كوخ يسكنونه مع والديهم شمال لبنان، بسبب تسرب مادة المازوت، بحسب ما أفاد مسؤول أمني.
وقال فادي سويد، عضو بلدية بحنين، إن «المنزل الذي احترق يقيم فيه شقيقان من آل سليمان مع عائلتيهما»، موضحا أن «الأطفال كانوا مع أم طفلتين خرجت لدقائق من أجل شراء بعض الأغراض.. فتسرب المازوت من مدفأة في المكان، وانتشرت النار بسرعة وقضت على كل شيء». ويقيم نحو 1.1 مليون لاجئ سوري في لبنان، معظمهم في ظروف مأساوية، في خيام أو منازل مستحدثة غير مزودة بالحد الأدنى من معايير السلامة.
وفي ظلّ تكرار العواصف الطقسية التي اجتاحت لبنان والتي وصلت إلى ثلاث في أقل من شهر واحد (زينة ويوهان وويندي)، كثرت التساؤلات بين اللبنانيين عن الأسباب الفجائية وعوامل الطبيعة التي أدت إلى هذا الوضع غير المعتاد. فإن آخر مرة يتذكّر فيها اللبنانيون أجواء طقس مشابهة حطّت في سمائهم، كانت في عام 2005 أي منذ نحو العشر سنوات. ورغم التكهنات والتبريرات المتعلّقة حول هذا الموضوع، فإن الردّ الرسمي من قبل مركز الرصد الجوي في مطار بيروت وبلسان مديره مارك وهيبي، يؤكّد أنه لا مجال للتبريرات أو التوقعات في هذا الشأن. وأشار موضحا: «قد يعتقد البعض أن أي منخفضات جوية تصيب أوروبا قد تصيبنا وهو أمر غير صحيح. فإن العواصف التي تنشأ في المناطق القطبية (القطب الشمالي) وتصل إلينا بعد عبورها فوق المتوسط تصل معتدلة نسبيا بسبب اختلاط الكتل الهوائية الباردة بالهواء المعتدل فتحط عندنا بصورة عادية». ويتابع: «أما في حال اتجهت نحونا من المناطق الشمالية (سيبيريا) أو بلدان شرق أوروبا (روسيا) فهي تتجه من مناطقها باردة باتجاهنا جنوبا دون أن تختلط بكتل هوائية معتدلة فتتسبب بالعواصف. فكلما كانت سريعة دون أن تبيت في منطقة دافئة تؤخرها في الوصول إلينا، فهي تتسبب بالعواصف التي نشهدها حاليا في لبنان». وعما إذا هناك من عواصف جديدة ستضرب لبنان أجاب: «ليس لأننا لا نملك الوسائل التقنية اللازمة، لا يمكننا أن نعرف الجواب على هذا السؤال، بل لأن أهم بلدان العالم كالولايات المتحدة الأميركية نفسها لا يستطيع اختصاصي الطقس فيها أن يمارسوا هذه التوقعات». وأضاف: «يمكن القول: إن علم الطقس ما زالت تشوبه أسرار كثيرة لم يمكن اكتشافها جميعها بعد، الأمر الذي يدفع بالعلماء إلى بذل جهود كبيرة في هذا المضمار».
وعن توقعاته لنهاية العاصفة «ويندي» قال: «لقد بدأت في الانحسار جنوبا منذ مساء أمس (أول من أمس) بحيث شهدت نسبة تساقط أمطار أقل بدأت في الشمال، وخفّت منذ هذا الصباح (أمس) في منطقة الوسط على أن تنتهي بعد ظهر اليوم (أمس) في الجنوب».
ولعلّ أفضل ما تسببت به العاصفة «ويندي» التي ضربت لبنان في اليومين الأخيرين، هو انعكاسها الإيجابي على حياة اللبنانيين بحيث أعادتهم دون أن يدروا إلى أيام الطفولة.
صحيح أن العاصفة «ويندي» كان لها تأثيراتها السلبية على القطاعين الزراعي والاجتماعي بشكل عام، إلا أنها من ناحية أخرى تركت لدى الناس الشعور بالفرح كونهم يعيشون عوامل الطبيعة لطالما حنّوا إليها وتمنوا عودتها.
الأخبار السياسية غابت تماما عن يوميات اللبنانيين، ففقدت نكهتها في أحاديثهم في ظل العواصف الجوية التي توالت عليهم في فترات متلاحقة. حتى أن انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة بيروت وفي عدد كبير من المدن والقرى اللبنانية التي تسببت بها «ويندي» وسابقاتها، لم يستقبله اللبنانيون كعادتهم بالاستياء والانزعاج الكبيرين، إذ انشغلوا بأخبار أسعار المحروقات كالمازوت الذي راحوا يخزّنونه في بيوتهم لتوقي درجات الحرارة المنخفضة التي اصطحبت العاصفة.
وعن إمكانية وصول عواصف جديدة إلى لبنان في الأيام المقبلة أجاب مارك وهيبة: «لا يمكننا أن نجزم أو نؤكّد وصول عواصف إضافية في الأيام القليلة المقبلة ولكن ما يمكنني قوله: إنه لطالما استمر موسم الشتاء في لبنان حتى أوائل شهر أبريل (نيسان)».
وبالنسبة لأسماء العواصف المترقبة حسب قاموس مركز الرصد الجوي في مطار بيروت، فهي ستحمل اسم «فيكتور» المذكّر في حال وصلت بعد «ويندي» الأنثى، واسم «أورسولا» (الأنثوي أيضا) من بعده تماما، بحيث ستجري حسب العدّ العكسي للأحرف الأبجدية بالأجنبية كما سبق وأعلن عنه. وكان لبنان قد أطلق قاموسا خاصا بأسماء العواصف التي ستجتاحه ابتداء من عام 2015 استهلّها بـ«زينة».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.