الاقتصاد الأميركي على مسار أقوى أداء في 4 عقود

تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة بقوة خلال الربع الأول مع تراجع طلبات إعانة البطالة (أ.ف.ب)
تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة بقوة خلال الربع الأول مع تراجع طلبات إعانة البطالة (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد الأميركي على مسار أقوى أداء في 4 عقود

تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة بقوة خلال الربع الأول مع تراجع طلبات إعانة البطالة (أ.ف.ب)
تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة بقوة خلال الربع الأول مع تراجع طلبات إعانة البطالة (أ.ف.ب)

تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال الربع الأول من العام مدفوعا بالمساعدات الحكومية الضخمة للأسر والشركات، مما يمهد الطريق لأداء هذا العام حيث يُتوقع أن يكون الأقوى في نحو أربعة عقود.
وقالت وزارة التجارة الخميس في تقديرها الأولي للناتج المحلي الإجمالي للشهور الثلاثة الأولى من العام، إنه زاد بوتيرة سنوية 6.4 في المائة خلال ربع السنة الماضي. وهذه الوتيرة هي ثاني أسرع معدل لنمو الناتج المحلي الإجمالي منذ الربع الثالث من 2003 وتعقب معدلا بلغ 4.3 في المائة في الربع الرابع من العام الماضي.
كان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة 6.1 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى مارس (آذار). وينتعش الاقتصاد الأميركي أسرع من منافسيه العالميين، بفضل جولتين إضافيتين من أموال المساعدات المرتبطة بـ(كوفيد - 19) من واشنطن، وأيضا انحسار القلق حيال الجائحة، مما دعم الطلب المحلي وسمح لأنشطة الخدمات مثل المطاعم والحانات بإعادة فتح أبوابها.
وأظهر تقرير منفصل من وزارة العمل الخميس أن 553 ألفا قدموا طلبات للحصول على إعانة البطالة الحكومية خلال الأسبوع المنتهي في 24 أبريل (نيسان)، مقارنة مع 566 ألفا في الفترة السابقة.
ومع أن طلبات إعانة البطالة المقدمة للمرة الأولى تراجعت من المستوى القياسي البالغ 6.149 مليون والمسجل في أوائل أبريل 2020 فإنها ما زالت أعلى بكثير من نطاق يتراوح بين 200 ألف و250 ألفا والذي يعتبر متسقا مع سوق عمل قوية.
ويأتي ذلك فيما أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي)، مساء الأربعاء، أن تقدم عمليات التطعيم ضد فيروس (كوفيد - 19) والسياسة القوية في الولايات المتحدة ساعد النشاط الاقتصادي والتوظيف، مع ظهور علامات تحسن في القطاعات الأكثر تضررا بجائحة فيروس «كورونا» المستجد.
وأشار الاحتياطي الفيدرالي في بيان بعد اجتماع استمر يومين، إلى أن معدل التضخم ارتفع مع اكتساب الاقتصاد للقوة من جديد، متوقعا ارتفاعا مؤقتا للأسعار في مختلف أنحاء البلاد، لكن لن يؤثر ذلك على كل قطاعات الاقتصاد الأميركي، حسب ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست».
وأضاف البيان أن «مسار الاقتصاد سيعتمد بشكل كبير على مسار الفيروس بما في ذلك عمليات التطعيم... أزمة الصحة العامة المستمرة في البلاد تستمر في التأثير على الاقتصاد وما زالت تهدد التوقعات الاقتصادية».
وبدوره، رسم الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الكونغرس الأربعاء صورة ولايات متحدة نهضت مجددا بعد سلسلة من الأزمات الخطيرة، وعبر عن إرادته في الإصلاح، داعيا الأثرياء إلى «دفع حصتهم العادلة».
وعشية المحطة الرمزية المتمثلة بمرور مائة يوم على توليه الرئاسة، عرض الرئيس الديمقراطي خطته «مشروع من أجل العائلات الأميركية» التي تبلغ قيمتها حوالي ألفي مليار دولار وينوي تمويلها من زيادة الضرائب.
وتحدث عن «دولة في أزمة» عندما تولى السلطة... لكنه شدد أيضا على الطريق الذي اجتازه، وقال: «بعد مائة يوم أستطيع أن أقول للبلاد إن أميركا تمضي قدما من جديد».
وبصفته مدافعا عن الطبقة الوسطى، أشاد جو بايدن بخطة ضخمة للاستثمار لخلق «ملايين الوظائف» للأميركيين الذين يشعرون بأنهم مستبعدون. وقال: «أعرف أن بعضكم يتساءلون عما إذا كانت هذه الوظائف تناسبهم. يشعرون بأنهم مهملون ومنسيون في ظل اقتصاد يتغير بسرعة»، في إشارة مبطنة إلى سلفه دونالد ترمب الذي كان يقدم نفسه على أنه بطل «المنسيين».
وأكد أن «نحو تسعين في المائة من الوظائف في البنية التحتية (المدرجة في خطته التي عرضها الشهر الماضي) لا تتطلب شهادات جامعية».
والخطة التي تثير غضب الجمهوريين، طموحة إذ تخصص استثمارات بقيمة ألف مليار دولار خصوصا لقطاع التعليم، وتنص على تخفيضات ضريبية للطبقة الوسطى تبلغ 800 مليار دولار.
ولتمويلها، يقترح الرئيس الديمقراطي إلغاء التخفيضات الضريبية التي منحت للأكثر ثراء في عهد ترمب، وزيادة الضرائب على دخل رأس المال للأكثر ثراء الذين يشكلون 0.3 في المائة من الأميركيين. وقال: «حان الوقت لتبدأ الشركات الأميركية وواحد في المائة من الأميركيين الذي هم الأغنى، دفع حصتهم العادل».


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الاقتصاد الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

سجلت عقود «داو جونز» الآجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، محققة مكاسب ملحوظة بين عقود مؤشرات الأسهم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
TT

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز العشرين على المستوى العالمي، وذلك وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة «QI4SD» لعام 2024.

ويصدر المؤشر كل عامين من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، حيث قفزت المملكة 25 مرتبة بالمقارنة مع المؤشر الذي صدر في عام 2022. وأوضح محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي، أنّ نتائج المؤشر تعكس الجهود الوطنية التي تقوم بها المواصفات السعودية بالشراكة مع المركز السعودي للاعتماد، والجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص، وذلك نتيجة الدعم غير المحدود الذي تحظى به منظومة الجودة من لدن القيادة الرشيدة لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، وتعزز من مكانة المملكة عالمياً، وتسهم في بناء اقتصاد مزدهر وأكثر تنافسية.

وأشاد بتطور منظومة الجودة في المملكة، ودورها في تحسين جودة الحياة، والنمو الاقتصادي، ورفع كفاءة الأداء وتسهيل ممارسة الأعمال، مما أسهم في تقدم المملكة بالمؤشرات الدولية.

ويأتي تصنيف المملكة ضمن أفضل 20 دولة حول العالم ليؤكد التزامها في تطوير منظومة البنية التحتية للجودة، والارتقاء بتشريعاتها وتنظيماتها، حيث تشمل عناصر البنية التحتية للجودة التي يتم قياسها في هذا المؤشر: المواصفات، والقياس والمعايرة، والاعتماد، وتقويم المطابقة والسياسات الوطنية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.