تشديد في تونس لمحاصرة الفيروس المتحور

سجلت 119 وفاة في يوم واحد

تشديد في تونس لمحاصرة الفيروس المتحور
TT

تشديد في تونس لمحاصرة الفيروس المتحور

تشديد في تونس لمحاصرة الفيروس المتحور

إثر تسجيل 119 حالة وفاة في يوم واحد جرّاء وباء «كورونا»، أقرت السلطات التونسية مجموعة من الإجراءات الصحية الاستثنائية التي ستنفذ من 3 إلى 16 مايو (أيار) المقبل، بهدف الحد من الانتشار السريع لفيروس «كورونا»، ومحاصرة السلالات المتحورة التي باتت أكثر فتكاً بالمصابين.
وأقرت الحجر الصحي الإجباري لمدة 7 أيام على الوافدين من الخارج مع إجراء تحليل مخبري بين اليومين الخامس والسابع، ومنع استعمال الفضاءات الداخلية للمقاهي والاقتصار على استعمال الفضاءات الخارجية، ودعوة الولاة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية؛ التي من بينها غلق المناطق المتضررة للحد من انتشار الفيروس، ومواصلة تعليق الدروس بالنسبة للتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي حتى يوم 16 مايو المقبل باستثناء الأقسام النهائية المعنية بالامتحانات الوطنية.
كما قررت «اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس (كورونا)» مواصلة نظام التعليم من بُعد في مؤسسات التعليم العالي، ما عدا المستويات المعنية بالمناظرات الوطنية التي تعتمد التعليم الحضوري وتطبيق التربصات الحضورية.
وكانت السلطات التونسية قد اتخذت مجموعة من القرارات التي أعلنت عنها بتاريخ 17 أبريل (نيسان) الحالي وقررت مواصلة العمل بها، وهي تشمل خصوصاً منع جولان الدراجات النارية والعربات الخاصة ووسائل النقل الحضري بداية من الساعة الـ7 مساءً إلى الساعة الـ5 صباحاً، مع المحافظة على حظر التجول من الساعة العاشرة مساءً إلى الخامسة صباحاً، وتفادي العمل الحضوري واعتماد العمل من بعد، ودعوة الولاة إلى غلق المناطق ذات الخطورة العالية والتي تشهد انتشاراً واسعاً للفيروس.
وكانت جليلة بن خليل، عضو «اللجنة العلمية لمكافحة فيروس (كورونا)»، قد أكدت تدهور الوضع الصحي في تونس جراء سرعة انتشار الوباء، مشيرة إلى ارتفاع عدد الوفيات وبلوغ نسبة امتلاء أسرّة الإنعاش مستويات قياسية، ووجود مصابين على قائمة الانتظار للحصول على أسرّة إنعاش في بعض المناطق.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الصحة التونسية تسجيل 119 حالة وفاة بتاريخ 27 أبريل (نيسان) الحالي؛ وهي أعلى حصيلة مسجلة في تونس منذ انتشار هذا الفيروس في شهر مارس (آذار) 2020 ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى حدود 10563 حالة، كما جرى تسجيل 1729 إصابة جديدة.
وتتكفل المؤسسات الصحية في تونس بـ2791 مصاباً بفيروس «كورونا» المستجد، إضافة إلى إقامة 523 مصاباً بأقسام العناية المركزة، علاوة على خضوع 150 مصاباً للتنفس الصناعي.
وكانت المصادر ذاتها قد أعلنت عن عدد المطعمين بلقاح ضد «كورونا»؛ الذي بلغ منذ انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح نحو 346 ألف شخص؛ من بينهم نحو 271 ألف شخص تلقوا الجرعة الأولى من التلقيح، و74.785 شخصاً تلقوا الجرعة الثانية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.