لبنان يشكر القيادة السعودية لسماحها للبضائع العالقة على الحدود بالعبور

وزير الزراعة يدعو لتعزيز الإجراءات الأمنية منعاً لتكرار شحنة المخدرات

TT

لبنان يشكر القيادة السعودية لسماحها للبضائع العالقة على الحدود بالعبور

توجه وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي أمس، بالشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف على البادرة الإنسانية الطيبة، للسماح للبضائع اللبنانية العالقة على الحدود السعودية وفي ميناء جدة بالدخول إلى المملكة.
وشكر رئيس «الهيئات الاقتصادية» الوزير السابق محمد شقير القيادة السعودية لسماحها بإدخال المنتجات الزراعية اللبنانية العالقة على الحدود السعودية وفي ميناء جدة. وكتب في حسابه الخاص عبر «تويتر»: «فعلاً إنه خبر سار يطمئن المزارعين على أرزاقهم ويعبر خير تعبير عن دور مملكة الخير والإنسانية خصوصاً تجاه لبنان واللبنانيين».
وقام فهمي أمس بزيارة مفاجئة إلى منطقة الشحن في مطار رفيق الحريري الدولي، واطلع على تفاصيل إجراءات التفتيش المعتمدة لكافة أنواع الشحنات التي تدخل أو تخرج عبر المطار، وعن قدرة أجهزة السكانر المعتمدة على كشف أي مواد موجودة داخلها.
ونشرت قناة «إل بي سي» مقطع فيديو يظهر وزير الداخلية يتفقد آلات المسح الضوئي «سكانر» وكان يسأل إذا كانت آلات الكشف قادرة على كشف تهريب أي ممنوعات مثل الكبتاغون.
وأكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى أن الاجتماع الذي عقد في قصر بعبدا خلص إلى ضرورة تركيب «سكانر» للكشف عن مئات الشحنات التي تصدر من لبنان أو يتم استيرادها.
وأشار مرتضى في حديث إذاعي إلى أن «22 في المائة من مجمل صادراتنا تتجه إلى المملكة العربية السعودية»، لافتاً إلى «أننا اليوم أمام أزمة تطال 60 في المائة من صادراتنا فيما يخص الفواكه والخضار بعد القرار السعودي الأخير»، آملاً أن تحل الأزمة «من خلال مبادرتنا لتركيب سكانر». وشدد مرتضى على أن «60 في المائة من سوقنا هو في الخليج العربي ولا بد من أن نحصن أنفسنا في الداخل ونعزز أجهزتنا الأمنية ونفعل دورها لكي لا تتكرر حالة «رمان الكبتاغون».
ولا يزال ملف تهريب المخدرات إلى السعودية عبر الأراضي اللبنانية، مثار استنكار سياسي داخلي، وقالت كتلة «اللقاء الديمقراطي» بعد اجتماع برئاسة النائب تيمور جنبلاط، إن «آفة التهريب تقتل ما تبقى من الفرص أمام لبنان، وآخرها توقف دول الخليج عن استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية»، مؤكدة أن ذلك «هذا يستدعي تحركاً مختلفاً تماماً عبر اتخاذ قرار حاسم من القوى السياسية ومن السلطة، وتطبيق أجهزة الدولة إجراءات عملانية لمراقبة الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية دون أي إبطاء».
ورأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن تحول لبنان إلى «دولة لتهريب المخدرات داخل الفاكهة ويرسلها إلى أهم بلد إسلامي لتدمير الأخلاق والقيم الإنسانية فيه، فهذا أمر خطير جدا وخصوصا عندما يتصل الأمر بأمن السعودية الرمز الأكبر للمسلمين في العالم».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».