تفتيش القضاة والمحاكم قريباً على طاولة الحكومة المغربية

المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء (أ.ب)
المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء (أ.ب)
TT

تفتيش القضاة والمحاكم قريباً على طاولة الحكومة المغربية

المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء (أ.ب)
المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء (أ.ب)

ينتظر أن تتدارس الحكومة المغربية قريباً مشروع قانون جديد يتعلق بالتفتيش القضائي، يعطي صلاحيات لجهاز «المفتشية العامة» التابع للمجلس الأعلى للسلطة القضائية (مؤسسة مستقلة تجسد استقلال القضاء)، للقيام بالتحريات في المحاكم وفي كل ما يتعلق بشؤون القضاة.
وجاء في مذكرة تقديم هذا المشروع، الذي أعدته وزارة العدل، واطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أنه يشكل «لبنة من لبنات استكمال البناء المؤسساتي للسلطة القضائية»، ومن شأنه «تعزيز جهود الدولة لتنزيل استراتيجيتها في مجال التخليق، والحكامة ومحاربة الفساد».
ونص الدستور المغربي في الفصل الـ116 على تعيين مفتشين يعملون إلى جانب المجلس الأعلى للسلطة القضائية، كما نص القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية على إحداث مفتشية عامة بالمجلس بقانون، لكن تأخر صدور هذا النص منذ إحداث المجلس قبل أربع سنوات.
وحسب المشروع ذاته، فإنه من حق المفتشية، في سياق تحرياتها، أن تحصل على معلومات من «إدارات الدولة، والمؤسسات العامة، والمؤسسات الخاصة، بما فيها المؤسسات البنكية وشركات الاتصال»، ولا يمكن الاعتراض على ذلك بدعوى «السر المهني». كما يمكن لهذا الجهاز تتبع «ثروة» القضاة وزوجاتهم وأبنائهم؛ وذلك تطبيقاً للمادة 107، من القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذي نص على أن تقوم المفتشية العامة بتكليف من الرئيس المنتدب بـ«تتبع ثروة القضاة».
كما تتولى المفتشية «تتبع وتقييم الأداء القضائي» للمحاكم، استناداً إلى مؤشرات النجاعة والفاعلية. وتعتبر المفتشية العامة جزءاً من الهياكل الإدارية للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، وتتبع له في أداء مهماته، وتتألف من مفتش عام ونائب المفتش العام ومفتشين، ومفتشين مساعدين، وموظفين.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.