في خطابه الأول بالكونغرس... بايدن ينادي بالوحدة ويحذر من الصين

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث أمام جلسة مشتركة للكونغرس (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث أمام جلسة مشتركة للكونغرس (إ.ب.أ)
TT

في خطابه الأول بالكونغرس... بايدن ينادي بالوحدة ويحذر من الصين

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث أمام جلسة مشتركة للكونغرس (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث أمام جلسة مشتركة للكونغرس (إ.ب.أ)

اقترح الرئيس الأميركي جو بايدن خطة شاملة جديدة حجمها 1.8 تريليون دولار في أول خطاب له أمام جلسة مشتركة للكونغرس أمس (الأربعاء)، مناشداً المشرعين الجمهوريين بالعمل معه بشأن القضايا الخلافية ومواجهة المنافسة الشديدة من جانب الصين، وفقاً لوكالة «رويترز».
ولدى طرحه رؤية تقوم على مزيد من الاستثمارات الحكومية التي يمولها الأثرياء، حث الرئيس الديمقراطي الجمهوريين الذين يعارضون بشدة، إلى مساعدته في إقرار مجموعة واسعة من التشريعات من الضرائب إلى إصلاح الشرطة والهجرة.
والتزم الجمهوريون الصمت إلى حدٍ بعيدٍ خلال الخطاب بينما انخرط الديمقراطيون في التصفيق.
كما وجه بايدن، الذي تولى منصبه في يناير (كانون الثاني) نداءً حماسياً لزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء الأميركيين للمساعدة في دفع تكاليف «خطة العائلات الأميركية» البالغ حجمها 1.8 تريليون دولار.
وقال بايدن: «حان الوقت للشركات الأميركية وأغنى واحد في المائة من الأميركيين لدفع نصيبهم العادل - يدفعون فقط نصيبهم العادل».
وتحدث بايدن في مجلس النواب في حدث تم تقليصه هذا العام بسبب جائحة فيروس «كورونا»، إذ أزال الكمامة ليتحدث إلى مجموعة منتقاة بعناية ضمت 200 مشرع ديمقراطي وجمهوري ومسؤولين آخرين وضيوفاً.
ويحاول بايدن الموازنة بين الجمهوريين المعارضين لمزيد من الإنفاق والزيادات الضريبية اللازمة لتوفير أمواله، والديمقراطيين الليبراليين الذين يريدون منه الضغط من أجل خطط أكثر قوة.
وعبر عن استعداده للعمل مع المشرعين من الجانبين للتوصل إلى اتفاق، قائلاً إنه سيلتقي بكبار المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين في البيت الأبيض يوم 12 مايو (أيار) في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة.
وفي خطابه الذي يأتي بعد أقل من أربعة أشهر من اقتحام متظاهرين موالين للرئيس وقتها دونالد ترمب مبنى الكونغرس في محاولة لإلغاء نتيجة الانتخابات، قال بايدن: «أميركا تتحرك مجدداً، محولة الخطر إلى إمكانية والأزمة إلى فرصة والانتكاسة إلى قوة». وأضاف: «لقد رأينا بأم أعيننا جحيم التمرد والاستبداد - جحيم الجائحة والألم - ولم نتوانَ نحن الشعب... وفي اللحظة نفسها التي كان خصومنا على يقين من أن عرانا ستنفصم ونفشل تجمعنا واتحدنا». وأشار إلى أن حزمة الإنفاق الجديدة، والتي تبلغ إلى جانب خطة سابقة للبنية التحتية والوظائف نحو أربعة تريليونات دولار، استثمار حيوي لمستقبل الولايات المتحدة. موضحا «أتيت الليلة لأتحدث عن أزمة - وفرصة... عن إعادة بناء وطننا - تنشيط ديمقراطيتنا والظفر بالمستقبل لأميركا».
لكن يقول الجمهوريون إن معظم أوجه الإنفاق تستهدف إرضاء قاعدة بايدن من الليبراليين وإن خطط الرئيس تصل إلى حد الاشتراكية.
وبين بايدن أن خطط الإنفاق لازمة لمواكبة الصين، التي يعتبرها هو وإدارته منافساً استراتيجياً كبيراً. ومضى يقول: «الصين ودول أخرى تضيق الخناق علينا سريعاً»، مضيفاً أنه أمضى وقتاً كثيراً في الحديث إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ. وتابع: «إنه جاد أشد الجد في أن يصبح بلده أهم دولة في العالم. يعتقد هو وآخرون... أن الديمقراطية لا يمكن أن تنافس الأنظمة الاستبدادية في القرن الحادي والعشرين».
* الإصلاح الضريبي المقترح
تتضمن خطة بايدن تريليون دولار للإنفاق على التعليم ورعاية الأطفال على مدى عشر سنوات و800 مليار دولار من الحوافز الضريبية التي تستهدف الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
ويمكن أن تمثل خطة العائلات الأميركية والبنية التحتية وخطة الوظائف التي طرحها البيت الأبيض هذا الشهر أهم تحول حكومي في الاقتصاد منذ عقود.
ولتوفير المال اللازم لهذه الخطط، اقترح بايدن إجراء إصلاح شامل للنظام الضريبي في الولايات المتحدة يشمل رفع معدل الضريبة الهامشية للأميركيين الأكثر ثراء إلى 39.6 في المائة من 37 في المائة حالياً.
واقترح بايدن مضاعفة الضريبة على دخل الاستثمار - المعروفة باسم مكاسب رأس المال - للأميركيين الذين يكسبون أكثر من مليون دولار.
أما تمويل خطة البنية التحتية التي تزيد قيمتها عن تريليوني دولار فيأتي من خلال زيادة ضرائب الشركات.
وتسببت أنباء اقتراح ضريبة أرباح رأس المال في انخفاض أسواق الأسهم لفترة وجيزة الأسبوع الماضي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.