البيتزا غالية؟ إنها في هارودز

في «بيتزيريا» الشيف مغني أوبرا.. النكهة لذيذة.. والطابور طويل

البيتزا غالية؟ إنها في هارودز
TT

البيتزا غالية؟ إنها في هارودز

البيتزا غالية؟ إنها في هارودز

إذا عرف السبب بطل العجب، وبالتالي إذا كنت تعتقد أن سعر البيتزا الذي يصل إلى 30 دولارا غال فستتأقلم مع الفكرة والكلفة عندما تعرف أنها في متجر هارودز الأشهر في لندن.
هارودز يتعدى كونه عنوانا للتسوق، إنه أكثر من ذلك، فهو اسم عريق ومركز تسوق الأثرياء، والأمراء، والأرستقراطيين، يقع في منطقة نايتسبريدج التي تعتبر من أغلى مناطق وسط لندن، ومعروفة جدا لدى الزوار من منطقتنا العربية، فبعضهم يملك عقارات فيها، ولكن جميعهم يسكنون في هارودز، والسبب هو أن هذا المتجر إلى جانب بيعه أغلى الماركات العالمية وأثمن المجوهرات، فيه أفضل عنوان لبيع البيتزا في لندن، قد يختلف اثنان أو أكثر على السعر، ولكن لا أعتقد أن أحدا اختلف مع آراء الذين تذوقوا البيتزا في مطعم «بيتزيريا» Pizzeria الواقع في الطابق الثاني من المتجر.
في الماضي كان المطعم المتخصص في بيع البيتزا والباستا موجودا في الطابق الأرضي من المتجر بمحاذاة الغرفة المخصصة لبيع الطعام والمواد الغذائية، وكان يشتهر بمقاعده العالية التي تصطف على شكل حلقة تطوق فرن الحطب وكانت تزين الطاولة حجارة الفسيفساء، أما اليوم فانتقل المطعم إلى الطابق الثاني، وتمت المحافظة على المقاعد العالية التي تلتف حول الفرن وأضيفت مقاعد وطاولات في باقي زوايا المكان.
وقد يكون موقع المطعم هو الشيء الوحيد الذي تغير، لأن الطابور الطويل لا يزال موجودا، المطعم لا يقبل الحجوزات فهيئ نفسك للانتظار في طابور طويل، ولكن الخبر السار هو أنه سرعان ما تجد نفسك داخل المطعم في وقت لا يتعدى 15 دقيقة، والسبب يعود إلى أن لائحة الطعام محدودة تضم أصنافا معدودة من البيتزا وصنفين من الباستا إلى جانب سلطات بسيطة، كما أن عملية تحضير البيتزا لا تستغرق وقتا طويلا.

* عنوان العرب المفضل
يعتبر مطعم «بيتزيريا» من أحب عناوين أكل البيتزا في لندن بالنسبة للزوار العرب، فخلال انتظارك في الطابور تنسى لوهلة أنك في لندن، لأن اللغة العربية تصدح من كل مكان، تماما مثلما تفوح رائحة العود العطرة، ولن تستاء من الانتظار لأنك سوف تطرب على أنغام صوت الشيف الإيطالي السوبرانو الذي يؤدي الأوبرا بصوت قوي في الوقت الذي يحضر فيه البيتزا مباشرة أمامك وعلى مرأى من الحاضرين.
مما لا شك فيه أن البيتزا التي تتناولها في «بيتزيريا» هي من أفضل أنواع البيتزا، لأنها تتميز بعجينة رقيقة، ومكونات بسيطة، والمعروف عن المطبخ الإيطالي بساطته، فكلما كان الطبق محدودا من حيث المكونات كانت النتيجة والمذاق أفضل، وإلى جانب المذاق، فـ«بيتزيريا» يتمتع بجو خاص به، ويقصده المتسوقون الذين يعتبرونه محطة راحة قصيرة يتابعون بعدها مهمة التسوق.

* من أكثر المصادر الربحية للمتجر
يعتبر «بيتزيريا» من بين أكثر الأماكن التي تدر الأرباح على متجر هارودز بعد محلات بيع الساعات والمجوهرات الثمينة في الطابق الأرضي، والسبب يعود إلى الإقبال الشديد عليه وسعر البيتزا الغالي بالمقارنة مع كلفة مكوناتها، كما أن الوقت الذي يمضيه الضيف ليس طويلا، فيتم تحضير البيتزا في وقت قصير للغاية وعملية تحضيرها ليست معقدة ولا تستغرق متسعا من الوقت أيضا، ولكن لا ترى أحدا يأبه لسعر البيتزا لأنها بالفعل لذيذة، وهناك عدد كبير من الزوار الذين يأتون إلى هارودز ليس بهدف التسوق وإنما بهدف أكل البيتزا الشهيرة.

* انقسامات الرأي
يرى البعض أن موقع «بيتزيريا» السابق في الطابق الأرضي كان أفضل من الموقع الجديد في الطابق الثاني، يظن بعضهم أنه في السابق كان يتمتع المطعم بهوية مختلفة، أما اليوم فأصبح مظلما. ولكن، والحق يقال، سوف تنسى موضوع الإضاءة والإنارة عندما يأتي طبق البيتزا بصلصة الطماطم والخضار وسلطة جبنه البوراتا والريحان والطماطم.
يشار إلى أن المطعم يفتح أبوابه من الاثنين إلى السبت من الساعة 11 صباحا ولغاية الساعة 8 مساء، ويوم الأحد من الساعة 12 ظهرا ولغاية الساعة 6 مساء.



«بافيون كافيه»... ينبثق من متحف على المستوى الرفيع

الشيف حسين حديد يوقّع أطباق المتحف (إنستغرام)
الشيف حسين حديد يوقّع أطباق المتحف (إنستغرام)
TT

«بافيون كافيه»... ينبثق من متحف على المستوى الرفيع

الشيف حسين حديد يوقّع أطباق المتحف (إنستغرام)
الشيف حسين حديد يوقّع أطباق المتحف (إنستغرام)

مهما خطر على بالك من أفكار حول مطعم ينبثق من متحف وعلى المستوى الرفيع، فإن ما ستراه في «بافيون كافيه» سيفاجئك. أجواؤه الراقية مطعّمة بأنامل سيدات لبنانيات، وبأسماء رجال مشهورين في عالمي الهندسة والطعام، فيترك عندك الشوق لاكتشافه مرات متتالية.

هو يأتي من ضمن مشروع «لو بافيون»، وجناح نهاد السعيد للثقافة، ويشكّل امتداداً للمبنى الأصلي للمتحف الوطني وانعكاساً له.

المدخل الرئيسي لـ«كافيه بافيون» يعكس هندسة المتحف الوطني (إنستغرام)

لا يشبه «بافيون كافيه» بموقعه وجلساته أي مطعم آخر في العاصمة. مشرف على ميدان سباق الخيل في منطقة المتحف، أهم ما يميزه ثلاثة أعمدة ضخمة، استوحاها مصممها المهندس رائد أبي اللمع من مبنى المتحف الوطني الملاصق له. تدخله من ممر موريس شهاب فتشعر برهبة اللحظة، ويشكل جانب المطعم الجدار الفاصل للمتحف الوطني. ففي ثمانينات القرن الماضي خطرت للأمير شهاب فكرة بناء جدار حول الواجهة الغربية للمتحف، من أجل حماية المبنى. ولا يزال قسم من هذا الجدار قائماً حتى الآن، يربط المبنى الرئيسي بجناح «لو بافيون»، فيذكرنا بتاريخ المتحف ويقودنا للعبور من القديم إلى الحديث، ومن الذكرى إلى الابتكار.

جلساته تتمتع بالهدوء والسكينة (إنستغرام)

فقد آثر القيمون الإبقاء عليه كذكرى وفاء لشهاب، مدير آثار المتحف آنذاك، الذي بنى أثناء الحرب اللبنانية متاريس إسمنتية مدعمة بالفولاذ. وكانت مسافة آمنة تحول دون الوصول إلى كنوز المتحف، في زمن الفلتان الأمني.

ما إن تطأ قدمك المطعم حتى تغمرك أحاسيس مختلفة. فهو يعانق الثقافة التي تسود أجواءه، وإلى جانبه يقع جناح نهاد السعيد للمعارض التشكيلية. الهدوء والسكينة يخيمان على مشهدية طاولات المطعم الرخامية وكراسيه الحديدية موزعة بين أحضانه بأسلوب حديث وعلى مسافات عن بعضها.

راودت فكرة المطعم المؤسسة الوطنية للتراث التي أسستها منى الهراوي. وفي عام 2014 ناقش أعضاؤها فكرة إنشاء مطعم، حديث الطابع. في عام 2019 توقف تنفيذ المشروع بسبب أزمات متلاحقة أصابت لبنان. ولكن منذ نحو سنتين قررت سلمى السعيد أن تباشر العمل. جلست على كرسي بلاستيكي تراقب الورشة من ألفها إلى يائها. وبلجنة تتألف من 6 أشخاص ينقسمون بالتساوي بين رجال ونساء بدأ بناء المشروع كاملاً، وتتألف من: لمى سلام ويمنى زيادة كرم وسلوى سلمان وريمون عريجي وسمير علي أحمد.

يطلّ على ميدان سباق الخيل في بيروت (إنستغرام)

تركت نساء اللجنة أشغالها وتفرّغت لهذا المشروع. وتقوم فكرة المطعم ومبنى المعرض على أساس التبرع بأرباحه الإضافية للمتحف الوطني.

وتخبر لمى سلام «الشرق الأوسط»: «اخترنا الشيف حسين حديد لأنه يتمتع بخبرة عالمية في تحضير الطعام. وهو ابن ريما شحادة أخت الراحل نهاد السعيد وتولّت زوجته سلمى تمويل القسم الأكبر من هذا المشروع».

أما لائحة الطعام فتتألف من أطباق غربية، صممت ونفذت بأسلوب راقٍ وشهي.

وتتنوع المأكولات بين المقبلات والسلطات والباستا والأطباق الرئيسية، ومن بينها «سمك السلمون المدخن مع الأفوكادو». و«فويتي البندورة والزعتر» اللذيذ، و«كرودو التونا مع صلصة التارتار». ونجد إضافة إلى سلطات «القيصر» و«الذرة مع الكزبرة» وسندويشات «الدجاج كلوب سندويش» و«برغر بافيون».

أطباقه متنوعة ترضي جميع الأذواق (إنستغرام)

وكذلك توجد أطباق رئيسية من إسكالوب دجاج وخليط الأرز مع «الباذنجان الراغو» بصلصة البندورة. وأخرى محضرة مع لحم البقر أو السمك. ومسك الختام مع حلويات كالبسكويت مع الشوكولاته والجبن، وطبق الـ«ملبا مع السوربيه» و«التفاح المكرمل مع مثلجات الفانيليا».

يتسّع «لوبافيون» لنحو 60 شخصاً، وباحته الخارجية مصممة لاستضافة مناسبات خاصة في الهواء الطلق لتستوعب عدداً أكبر من الناس.

تطل صالته الأساسية على ميدان سباق الخيل الشاسع والعريق. وقد تم هدم الجدار المرتفع الفاصل بينه وبين المطعم ليتزود رواده بهذه المشهدية الرائعة. وقد أقيم الحاجز الحديدي الجديد من تصميم ماركة «لونشانغ» الفرنسية.

جلسة تعبق بأجواء الثقافة والطعام الشهي تتوّج «بافيون كافيه»، فتتيح الفرصة لروادها للقيام بزيارة المتحف الوطني. وجود «لو بافيون» على تماس مع معارض تشكيلية، يحدث الاختلاف بينه وبين غيره من مطاعم بيروت المعروفة. الجمع بين المفيد والممتع عنوان يختصر زيارتك لـ«بافيون كافيه»، فتخرج منه بتجربة بعيدة عن المألوف تحضّك على اكتشاف نكهاتها مرة ثانية.