إشادات خليجية رسمية بمضامين لقاء ولي العهد السعودي

ولي عهد البحرين: تأكيد على الوسطية والاعتدال > ولي عهد أبوظبي: قيادة السعودية تعرف طريقها نحو المستقبل المشرق

الأمير محمد بن سلمان خلال المقابلة (واس)
الأمير محمد بن سلمان خلال المقابلة (واس)
TT
20

إشادات خليجية رسمية بمضامين لقاء ولي العهد السعودي

الأمير محمد بن سلمان خلال المقابلة (واس)
الأمير محمد بن سلمان خلال المقابلة (واس)

أشادت دول خليجية وشخصيات رسمية، بمضامين اللقاء التلفزيوني، مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الذي تضمن جوانب سياسية واقتصادية، مشيدين بإسهام الرياض في نمو الاقتصاد العالمي، ودلالات حديث الأمير محمد في جوانب دينية لتعزيز الوسطية والاعتدال.
وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قدم جردة حساب لإنجازات «رؤية المملكة 2030» خلال السنوات الخمس الماضية في حديث تلفزيوني أذيع في عدد من القنوات التلفزيونية، مشيراً إلى أن «كل الأرقام التي كان يعتقد أنها كبيرة وغير قابلة للتحقيق كسرنا أجزاء منها في 2020. مما يعني أننا سنحقق أرقاماً أكبر في 2030».
ولفت في حديث تطرق فيه إلى عدد من الملفات والقضايا المحلية والإقليمية والدولية إلى صندوق الاستثمارات العامة، الذي كشف أنه سيرفع هدفه لعام 2030 من 4 تريليونات ريال (1.06 تريليون دولار) إلى 10 تريليونات ريال (2.6 تريليون دولار)، بعدما حقق نمواً كبيراً خلال الأعوام الماضية. وأشار إلى أن مساهمة الصندوق في الاستثمارات داخل المملكة ستتجاوز هذا العام حجم الإنفاق الرأسمالي للدولة، معتبراً أنه «محرك للاقتصاد السعودي أكثر من ميزانية الدولة».
وتطرق الأمير محمد بن سلمان في الحوار إلى شركة «أرامكو» والعلاقات مع الولايات المتحدة، وإلى رؤيته في العلاقة مع إيران.
وفي المنامة، أشاد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني، رئيس مجلس الوزراء، بما عبر عنه الأمير محمد بن سلمان في اللقاء التلفزيوني، من مضامين بالغة الدلالة والمعاني على الوسطية والاعتدال والعزيمة والإنجاز، وتأكيده على أهمية الدور الأساسي البارز الذي تقوم به السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، لحماية أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وما تبذله من جهود للإسهام في نمو وازدهار الاقتصاد العالمي، وما تتحمله من مسؤوليات للحفاظ على الأمن والسلم الدولي.
ووفق وكالة الأنباء البحرينية، عبّر الأمير سلمان آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن بالغ التقدير لما تميز به حديث الأمير محمد من صراحة ووضوح، وقال ولي العهد البحريني إن الأمير محمد بن سلمان «أطلع العالم بكل شفافية على التوجهات السياسية والاقتصادية المقبلة للمملكة في ظل رؤية 2030، وتأكيده أيضاً أن المملكة ستبقى شريكاً موثوقاً في إمدادات الطاقة وحماية التجارة الدولية، محافظة على مكانتها الدولية المرموقة ضمن أقوى الاقتصادات في العالم، وبعث في الوقت ذاته رسائل تفاؤل وطموح لتحقيق مزيد من التقدم».
وأكد أن مملكة البحرين تواصل المضي قُدماً على النهج السديد للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، في ترسيخ علاقاتها التاريخية مع السعودية على الأصعدة كافة، وستواصل تنمية مسارات التعاون الوطيد عبر مجلس التنسيق السعودي برؤيته الطموحة لتعزيز تنسيق السياسات الاقتصادية والمشروعات المشتركة بما يعود بالخير على المملكتين الشقيقتين.
وفي أبوظبي، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن الحديث التلفزيوني للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي يعبر عن مواقف متزنة، وأفكار عميقة، ورؤى حكيمة، وطموح بحجم المملكة وقدراتها وتاريخها وموقعها في المنطقة والعالم، وذلك في تغريدة عبر حسابه الرسمي في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي.
وأضاف ولي عهد أبوظبي: «قيادة تعرف طريقها جيداً نحو المستقبل المشرق للسعودية وشعبها بإذن الله، أسأل الله تعالى له التوفيق والنجاح».
ومن الكويت، أشادت وزارة الخارجية، في بيان لها، أمس (الأربعاء)، بما تضمنه لقاء الأمير محمد بن سلمان، من أهمية التزام الدول بالمقاصد والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة.
وخاصة تلك المتعلقة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية كقواعد ثابتة للعلاقات بين الدول.
وأكدت الوزارة أن الرؤية التي عكسها ولي العهد السعودي، إزاء قضايا المنطقة باعتماد مبدأ الحوار بين دولها، تعكس دور المملكة وحرصها على ترسيخ أواصر الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.


مقالات ذات صلة

السعودية تُرحِّب بـ«محادثات جدة» لإنهاء أزمة أوكرانيا

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)

السعودية تُرحِّب بـ«محادثات جدة» لإنهاء أزمة أوكرانيا

رحّب مجلس الوزراء السعودي بالمحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا التي تستضيفها المملكة ضمن مساعيها لإنهاء الأزمة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)

لقاء «حاسم» بين واشنطن وكييف في جدة اليوم

استقبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة، مساء أمس، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بينما كان مقرراً أن يستقبل في وقت لاحق.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج ولي العهد السعودي لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي الاثنين في جدة (واس) play-circle 00:17

محمد بن سلمان وروبيو يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية

استقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة مساء الاثنين، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني بقصر السلام في جدة الاثنين (واس) play-circle 00:37

محمد بن سلمان: ندعم حل الأزمة الأوكرانية والوصول إلى السلام

أكد الأمير محمد بن سلمان حرص السعودية ودعمها جميع المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من رئيس إريتريا

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطِّية من أسياس أفورقي، رئيس إريتريا، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
TT
20

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)

في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم عام 1973، وتداعياتها، قدّمت السعودية منحة لـ«برنامج الأغذية العالمي» بين عامي 1975 - 1976 بمبلغ 50 مليون دولار لدعم مشاريعه الغذائية للمتضررين من الأزمة آنذاك، لتسجّل منذ ذلك الحين نفسها داعماً سخيّاً للبرنامج العالمي على مدى نصف قرن.

يستحضر ذلك الدعم قبل نصف قرن، امتداد الجهود السعودية لمكافحة الجوع في العالم في وقتٍ يواجه فيه 343 مليون شخص حول العالم جوعاً حاداً.

جاء الدعم السعودي على الصعيد الدولي واسعاً بشكل مباشر أو عبر التنسيق مع «برنامج الأغذية العالمي»، ليصل إلى العديد من الدول والقارات، وشكّلت الشراكة بين السعودية والبرنامج نموذجاً هاماً لمكافحة الجوع وفقاً لمراقبين.

حديثاً، جدّد الجانبان التزامهما المشترك بمكافحة الجوع، عبر توقيع برنامج تعاون مشترك لمدة 5 سنوات أخرى، بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، و«برنامج الأغذية العالمي»، مما يفتح صفحة أخرى من المشاريع المحتملة.

أطنان من التمور في مستودع بمحافظة عدن قبل تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي ضمن دعم سعودي مقدم إلى اليمن (واس)
أطنان من التمور في مستودع بمحافظة عدن قبل تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي ضمن دعم سعودي مقدم إلى اليمن (واس)

يعتمد برنامج التعاون المشترك هذا على نهج متعدد الجوانب لمعالجة التحديات الإنسانية في حالات الطوارئ، وبناء القدرات، والحد من مخاطر الكوارث، واللوجيستيات. وحول الدعم الإنساني السعودي في هذا الصدد، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين: «يلعب الدعم الإنساني للسعودية دوراً قيِّماً في جهودنا لوقف الجوع وسوء التغذية. وبينما نتطلع إلى المستقبل، يسعدنا أن نؤكد من جديد التزامنا المشترك بتعزيز وتوسيع هذه الشراكة للوصول إلى المزيد من المحتاجين».

توسيع نطاق التأثير

الشراكة امتدت لـ5 عقود، كان من أبرز محطّاتها حينما انفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008، وأعلنت السعودية تقديم منحة تاريخية سخية بمبلغ 500 مليون دولار للبرنامج لتمكينه من استكمال مشاريعه الإغاثية وتوفير الغذاء للملايين من الأشخاص المتضررين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي عام 2014 ساهمت السعودية أيضاً بأكثر من 200 مليون دولار لتوفير الغذاء للأسر النازحة في العراق، واللاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا، واللاجئين من جنوب السودان والصومال كذلك.

جانب من تجديد الشراكة بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«برنامج الأغذية العالمي» (الأمم المتحدة)
جانب من تجديد الشراكة بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«برنامج الأغذية العالمي» (الأمم المتحدة)

وفقاً للبرنامج الأممي، ساهمت السعودية بمبلغ 2.2 مليار دولار لدعم «برنامج الأغذية العالمي» في مكافحة الجوع، على مدى العقدين الماضيين فقط، حيث تم الوصول إلى المحتاجين في 31 دولة، وبناءً على هذا الأساس المتين، تواصل الشراكة توسيع نطاق تأثيرها مع محفظة مشاريع حالية تجاوزت 68 مليون دولار في المشاريع الإنسانية والتنموية الجارية.

الأرقام الرسمية السعودية، كشفت أن حجم المساعدات المقدمة من السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 فقط، تجاوزت 1.95 مليار دولار، تم تخصيصها لدعم 124 مشروعاً في قطاعات الغذاء والأمن الغذائي، هذا بالإضافة إلى منحة المملكة من التمور التي تبلغ 4500 طن والتي تقدم للبرنامج كل عام منذ أكثر من عقدين من الزمن وحتى اليوم.

أما إجمالي ما تم تقديمه للبرنامج من خلال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» حتى عام 2021، بيّن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله الربيعة، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي، أنه تجاوز 1.942 مليار دولار، ساعدت البرنامج على تقديم المساعدات الغذائية لـ24 دولة حول العالم في مقدمتها اليمن التي حظيت بقدر كبير من تلك المشاريع؛ حيث نفذ فيها 27 برنامجاً إغاثياً بمبلغ 1.164 مليار دولار بالشراكة مع البرنامج شملت المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.

إسهامات نقدية وعينية

المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، كشف من جانبه خلال اجتماع للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي، أن السعودية واصلت دورها في مساندة البرنامج، حيث يقدّر حجم المساعدات المقدمة من السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 فقط بمبلغ مليار و958 مليوناً و555 ألف دولار.

إلى جانب المساهمات النقدية، تُقدم السعودية مساهمة سنوية تبلغ 4 آلاف طن متري من التمور، ليصل إجماليها إلى أكثر من 100.000 طن متري على مر السنين، مما عزز البرامج المشتركة في الميدان، حيث تُعد التمور طبقاً للمراجع الطبية مصدراً حيوياً للتغذية وتحمل أهمية ثقافية للعديد من المجتمعات التي تعاني من حاجة ماسة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، انضمام بلاده إلى «التحالف الدولي لمكافحة الجوع والفقر»، قائلاً خلال رئاسته وفد بلاده في قمة «مجموعة العشرين» في البرازيل، إن السعودية يسرّها أن تكون جزءاً من هذا التحالف الذي يتماشى مع أهدافها التنموية، ودورها العالمي في هذا الصدد، والذي تعبّر عنه برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والصندوق السعودي للتنمية، بالإضافة إلى مساهماتها العالمية في برامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم الدول النامية.