لبنان: تأجيل جديد لإطلاق منصة لضبط سعر الدولار

سلامة يسعى لإعادة تكوين احتياطيات المصارف بنسبة 3 %

TT

لبنان: تأجيل جديد لإطلاق منصة لضبط سعر الدولار

أرجأ «مصرف لبنان» المركزي إطلاق المنصة التي يعول عليها لضبط سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية في الأسواق، إلى الأسبوع المقبل، وكان تأجيلها مرتين الشهر الجاري قبل هذا التأجيل، في وقت قال حاكم «المركزي» رياض سلامة إنه يسعى لإعادة تكوين احتياطيات المصارف بنسبة 3 في المائة مما يساعد على حل موضوع الملاءة المالية.
وقالت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق المنصة الذي كان مزمعاً مطلع هذا الأسبوع، تأجّل إلى الأسبوع المقبل، لافتة إلى أن وراء التأجيل أمرين، أولهما الجانب التقني، والثاني أنه «أخذ بعين النظر الإجازات في الأسواق هذا الأسبوع لمناسبة عيد الفصح عند الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي»، حيث تدخل الأسواق اللبنانية في عطلة رسمية بدءاً من يوم الجمعة حتى يوم الثلاثاء المقبل.
وفي الجانب التقني، يسعى المصرف المركزي إلى تأهيل الكادر التنفيذي بطريقة احترافية، عبر زيادة عديد هذا الكادر. وبعدما خضع موظفون مصرفيون وآخرون عاملون في قطاع الصرافة لدورات تدريبية على المنصة، يسعى «المركزيّ» إلى توسيع دائرة هؤلاء المؤهلين على العمل بالمنصة، والتحضير لدخول السوق من دون عوائق تنفيذية.
ويتوقع أن يضخ «المركزي» مبالغ بالعملة الصعبة يفترض أن تعادل قيمة الأوراق النقدية بالليرة اللبنانية الموجودة في السوق، بهدف سحبها من السوق وتخفيف الطلب على الدولار، وهو من ناحية نظرية يفترض أن يتم في حال إيقاف ضخ الأوراق النقدية بالعملة المحلية، ويقدر خبراء أن ينخفض سعر صرف الدولار في السوق الموازية بنحو 20 في المائة، أي يصبح 10 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد (علما بأن سعر الصرف الرسمي يبلغ 1515 ليرة للدولار، بينما يصل سعر صرف الدولار في السوق الموازية إلى 12300 ليرة».
وتُقدر المبالغ التي يمكن أن يضخها مصرف لبنان في السوق، بنحو 3 مليارات دولار بالعملة الصعبة، وسيتم ضخها على مراحل بحزمات يومية أو أسبوعية يمكن أن تمتد لثلاثة أشهر، بهدف تخفيف الضغط عن الدولار ما يؤدي إلى تعافٍ محدود لقيمة العملة المحلية التي خسرت 800 في المائة من قيمتها منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
ويعوّل المصرف المركزي على استقرار سياسي وتشكيل الحكومة، ما سيساهم في زيادة مدخول لبنان من العملة الصعبة، كما سيهدئ الارتفاع الجنوبي بسعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية. وقد أسهم الحديث عن المنصّة باستقرار نسبي في سعر صرف الليرة مقابل الدولار، حيث يدور السعر حول الـ12 ألف ليرة بعدما وصل قبل 40 يوماً إلى مستوى قياسي بلغ 15 ألف ليرة.
في غضون ذلك، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إنّ المصرف المركزي يسعى من خلال تطبيق التعميم 154 إلى التمكّن من إعادة تكوين احتياطيات المصارف بنسبة 3 في المائة مما يساعد على حل موضوع الملاءة المالية، وكذلك إعادة 30 في المائة من الأموال التي خرجت من لبنان منذ العام 2017.
وجاء تصريح سلامة خلال استقباله وفداً من الاتحاد العمالي الذي حمل سلة مطالب، بينها الطلب من المصارف دفع رواتب الموظفين بالدولار وفق سعر المنصة، وليس وفق سعر الصرف الرسمي، كما الطلب بدفع تعويضات المضمونين بحسب سعر صرف المنصّة تعويضاً لهم عن الخسارة الكبيرة الناتجة عن انهيار سعر صرف الليرة.
وردّ الحاكم أنّ هذه المشكلات تستدعي أولاً الإسراع في تشكيل حكومة جديدة فوراً، وأنّ رفع الدعم مرتبط بقانون يصدر عن مجلس النواب، كما أشار إلى أنّ فتح الحسابات الجديدة هو حق للمواطن، وأنه سيبلغ المصارف بهذا الموضوع، كما أنّ تحويل تعويضات نهاية الخدمة على سعر المنصّة يرتّب أعباءً مالية تفترض بحثها مع وزير المال.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.