لقاءات ظريف المكثفة في بغداد وأربيل تؤشر إلى دور جديد له

التقى قيادات شيعية وسنية وكبار المسؤولين في إقليم كردستان

لقاءات ظريف المكثفة في بغداد وأربيل تؤشر إلى دور جديد له
TT

لقاءات ظريف المكثفة في بغداد وأربيل تؤشر إلى دور جديد له

لقاءات ظريف المكثفة في بغداد وأربيل تؤشر إلى دور جديد له

وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد ظهر أمس إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، حيث يلتقي كبار القادة الأكراد وعلى رأسهم مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاتي، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني.
وكان ظريف قد عقد في بغداد لقاءات مكثفة مع كل القيادات والزعامات السياسية والدينية والحزبية بدت كأنها تؤشر، رغم التسجيل الصوتي المسرب له الذي انتقد فيه «الحرس الثوري» الإيراني، وأثار عاصفة انتقادات له ومطالبات بمحاسبته، إلى دور مقبل وجديد له، وربما للسياسة الإيرانية نحو تقديم مفهوم الدولة على إشكاليات «الثورة».
وبصرف النظر إن كان ما يجري بين من هو مع الدولة في إيران ومن هو مع «الثورة» ومشروعها التوسعي في المنطقة مجرد تبادل أدوار أو صراعات حقيقية، فإن الأمر بالنسبة لظريف ليس جديداً. ففي مذكراته التي جاءت تحت عنوان «سعادة السفير» يروي ظريف قصصاً وإشكاليات كثيرة عاشها مع قوى اللادولة في إيران التي تعده أميركي الهوى كونه قضى أكثر من ثلثي عمره في الولايات المتحدة طالباً في جامعاتها وممثلاً لبلاده على مدى سنوات طويلة في الولايات المتحدة الأميركية وبالذات في نيويورك، بحيث إن خصومه داخل إيران يصفونه بأنه «من جماعة نيويورك» كونه قضى أكثر من 30 عاماً في أميركا من مجموع عمره البالغ نحو 58 عاماً.
وفي بغداد ومع التداعيات التي خلفها التسجيل الصوتي المسرب له، فإن طبيعة اللقاءات التي أجراها ولا يزال يتوقع أن يجريها؛ سواء في مدينة النجف، حيث كبار مراجع الشيعة هناك، أو إقليم كردستان حيث القيادات الكردية، أشارت إلى أن ظريف تقدم خطوات على ما يلعبه قائد فيلق القدس الحالي الجنرال إسماعيل قآني أو حتى قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بغارة أميركية وبأمر مباشر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قرب مطار بغداد مطلع عام 2020.
ففي عز قوة إيران وهيمنتها على القرار العراقي، لم يكن سليماني يستقبل أو يقابل هذا العدد الكبير والمعلن من الزعامات العراقية، والأمر نفسه ينطبق على قآني الذي بدا أن دوره الشخصي لم يكن بمستوى تأثير وقوة وفاعلية دور سليماني.
ظريف الذي اكتفى وهو في بغداد بكتابة تغريدة بشأن التسجيل الصوتي المسرب بالقول: «أعتقد أننا لا ينبغي أن نعمل من أجل التاريخ... دعونا لا نقلق بشأن التاريخ، دعونا نخشى من الله والناس»، بدا أنه لا يعير اهتماماً لهذا الهجوم القديم الجديد عليه من قبل «الحرس». وفي سياق زيارته الحالية إلى العراق، بدا أنه في غاية الارتياح لنتائجها. ففي تغريدة له على موقع «تويتر» كتب ظريف: «أجريت محادثات ممتازة في العراق مع الرئيس برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ووزير الخارجية فؤاد حسين، بالإضافة إلى كبار زعماء السنة والشيعة». وأضاف: «تم التأكيد في هذه اللقاءات على أن دول الجوار هي أولوية بالنسبة لإيران، نرحب بالدور المحوري للعراق في المنطقة، وسنعقد مزيداً من اللقاءات اليوم في بغداد وأربيل».
ظريف لم يذكر النجف في جدول لقاءاته بينما كان مقرراً في البداية زيارته إلى هذه المدينة التي تمثل عاصمة القرار الديني للشيعة في العراق. وبالنسبة لظريف، فإنه في حال استكمل لقاءاته في النجف بلقاء المرجع السيستاني أو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فإن لقاءاته التي وصفها بالممتازة سوف تكون أكثر من ممتازة، لا سيما أنه يريد إيصال رسالة سواء إلى خصومه في الداخل الإيراني أو خصوم إيران في الخارج، مفادها أن نتائج المباحثات النووية في فيينا سوف تكون هذه المرة مختلفة، إن كان في الداخل الإيراني أو في الخارج. لكن عدم إشارته إلى النجف ربما يفسر على أن من كان ينوي ظريف لقاءهم لم يستجيبوا لرغبته.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.