فيلتمان إلى إثيوبيا سعياً لحل في تيغراي

واشنطن تطالب بانسحاب «فوري» للقوات الإريترية

دمار في بلدة وكرو شمال مقلي عاصمة إقليم تيغراي في 1 مارس الماضي (أ.ف.ب)
دمار في بلدة وكرو شمال مقلي عاصمة إقليم تيغراي في 1 مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

فيلتمان إلى إثيوبيا سعياً لحل في تيغراي

دمار في بلدة وكرو شمال مقلي عاصمة إقليم تيغراي في 1 مارس الماضي (أ.ف.ب)
دمار في بلدة وكرو شمال مقلي عاصمة إقليم تيغراي في 1 مارس الماضي (أ.ف.ب)

عشية توجه المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا، عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن «قلقه البالغ» من تردي الأوضاع الإنسانية في إثيوبيا، محذراً في الوقت ذاته من «مجاعة» في تيغراي. وشدد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على ضرورة انسحاب القوات الإريترية من هذا الإقليم المضطرب «على الفور وبطريقة يمكن التحقق منها».
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس بأن بلينكن عبر عن «قلق الولايات المتحدة البالغ حيال تدهور الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في البلاد، بما في ذلك خطر المجاعة المتزايد في منطقة تيغراي الإثيوبية، بالإضافة إلى استمرار انعدام الأمن في أجزاء أخرى من البلاد». وضغط من أجل «تنفيذ التزامات إثيوبيا وإريتريا بسحب القوات الإريترية من تيغراي على الفور، وبالكامل، وبطريقة يمكن التحقق منها»، معتبراً أن القوات الإريترية وقوات أمهرة الإقليمية في تيغراي «تساهم في الكارثة الإنسانية المتنامية وترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان». وشدد على «ضرورة قيام كل أطراف النزاع بإنهاء الأعمال العدائية على الفور». وإذ رحب بالتحقيق المشترك بين اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان ومكتب المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تيغراي، شدد على «الحاجة إلى إجراءات العدالة والمحاسبة لمعاقبة المسؤولين». وأكد مسؤولون في واشنطن الأسبوع الماضي أنهم لم يروا أي دليل على انسحاب القوات الإريترية كما وعدت أديس أبابا وأسمرة.
ووقع القتال في تيغراي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما هاجمت «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» قواعد الجيش الإثيوبي في كل أنحاء المنطقة. ونفذ الجيش الاتحادي هجوماً مضاداً إلى جانب جنود إريتريين وقوات من منطقة أمهرة المجاورة. ولطالما كانت «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، التي هيمنت على الحكومة الإثيوبية لنحو ثلاثة عقود حتى تولى آبي السلطة عام 2018، العدو اللدود لإريتريا.
وأكد برايس أنه على رغم التطورات خلال الأشهر الأخيرة «نظل ملتزمين ببناء شراكة دائمة مع الشعب الإثيوبي، وسنظل ملتزمين بسلامة أراضي إثيوبيا ووحدتها»، مضيفاً في الوقت ذاته أن «هناك قلقاً بالغاً من الأزمة الإنسانية المتدهورة في تيغراي والتقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع التي وقعت هناك». وأضاف أن إدارة الرئيس جو بايدن «شجعت الشركاء الدوليين، ومنهم الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين، على العمل معنا لمعالجة الأزمة في تيغراي، بما في ذلك من خلال العمل في الأمم المتحدة والهيئات الأخرى ذات الصلة». ولفت إلى أنه على رغم البيان العلني للحكومة الإريترية «لا يوجد دليل على أن الانسحاب جار». وكذلك طالب بانسحاب قوات أمهرة الإقليمية من تيغراي من أجل «الإنهاء الفوري للأعمال العدائية (...) وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق».
وندد «بأشد العبارات بعمليات القتل والإبعاد القسري والعنف الجنسي والاغتصاب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان التي أبلغت عنها منظمات متعددة على أرض الواقع في المنطقة».



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.