السودان: البرهان وحمدوك يجتمعان بكبار قادة الجيش

رئيس الوزراء: نسعى لجيش وطني محترف

عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك خلال اجتماعهما مع كبار قادة الجيش أمس في الخرطوم (أ.ف.ب)
عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك خلال اجتماعهما مع كبار قادة الجيش أمس في الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

السودان: البرهان وحمدوك يجتمعان بكبار قادة الجيش

عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك خلال اجتماعهما مع كبار قادة الجيش أمس في الخرطوم (أ.ف.ب)
عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك خلال اجتماعهما مع كبار قادة الجيش أمس في الخرطوم (أ.ف.ب)

عقد رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أمس، اجتماعاً مع كبار قادة الجيش داخل مقر القيادة العامة بالخرطوم، بحضور عدد من الوزراء في الحكومة، وهو الاجتماع الأول من نوعه، الذي يلتقي فيه رئيس الوزراء بقادة الوحدات العسكرية المختلفة بالقوات المسلحة السودانية.
واعتبر حمدوك اللقاء بأنه «بداية لحوار يمضي في اتجاه تطوير المؤسسة العسكرية في جيش وطني محترف، يفتخر به جميع السودانيين».
ويأتي الاجتماع رفيع المستوى في وقت تواجه فيه الحكومة الانتقالية ملفات عالقة؛ أبرزها أزمة سد النهضة المتجددة، وتصاعد التوتر على الحدود الشرقية مع إثيوبيا.
وأقر رئيس الوزراء السوداني، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، أمس، عقب اللقاء، بأن زيارته لقادة الجيش جاءت متأخرة، لكنها تشكل امتداداً للنموذج السوداني القائم على الشراكة بين المدنيين والعسكريين في هذا الانتقال المعقد، بهدف وضع اللبنات الصلبة لبناء نظام ديمقراطي راسخ ومستقر.
وقال حمدوك إن ثورة ديسمبر (كانون الأول) خلقت إمكانية لقيام مشروع وطني، ومن أهم متطلبات المرحلة الانتقالية بناء جيش وطني موحد ومهني ومحترف، للمضي في هذا الاتجاه الصحيح، مضيفاً أن اللقاء «أتاح فرصة لتلقي تنوير إضافي من قيادات القوات المسلحة حول تكوينها وتأهيليها»، وعدّها بداية لـ«حوار من أجل تطوير هذه المؤسسة بجيش وطني محترف نفخر به جميعاً».
في سياق ذلك، حيّا حمدوك شهداء القوات المسلحة عبر تاريخها الطويل، وقال إن القوات المسلحة ظلت على الدوام تنحاز للشعب السوداني في لحظات الجد والثورات التي حدثت في البلاد، معتبراً شراكة المدنيين والعسكريين في حكم البلاد «نموذجاً متقدماً من المشاركة في القارة الأفريقية». وحضر الاجتماع وزراء شؤون مجلس الوزراء والدفاع والمالية والخارجية والاتصالات.
وترأس رئيس الوزراء، أول من أمس، اللجنة العليا لمتابعة ملف سد النهضة، التي أكدت تمسّكها بالموقف التفاوضي القائم على حماية مصالح السودان الخاصة بالأمن المائي.
وأمنت اللجنة على استعدادات الفرق القانونية لمقاضاة الشركة المشيدة لسد النهضة، أو مقاضاة الحكومة الإثيوبية والعمل الدبلوماسي والسياسي خلال الفترة المقبلة.
ومن المقرر أن يتوجه عدد من المسؤولين في الحكومة السودانية إلى عدد من الدول الأفريقية، خلال الأيام المقبلة، لشرح موقف السودان العادل، حول ضرورة الوصول لاتفاق قانوني ومُلزم، بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ مصالح كل الدول.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.