مصر تنهي العام الدراسي لـ{سنوات النقل»

السيسي يتلقى التطعيم باللقاح المضاد لفيروس «كورونا» (الرئاسة المصرية)
السيسي يتلقى التطعيم باللقاح المضاد لفيروس «كورونا» (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تنهي العام الدراسي لـ{سنوات النقل»

السيسي يتلقى التطعيم باللقاح المضاد لفيروس «كورونا» (الرئاسة المصرية)
السيسي يتلقى التطعيم باللقاح المضاد لفيروس «كورونا» (الرئاسة المصرية)

تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، التطعيم باللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، في إطار حملة قومية للتطعيم في البلاد، التي تشهد في الوقت الراهن ارتفاعاً في أعداد الإصابات اليومية بـ (كوفيد - 19). وقررت الحكومة المصرية، أمس، إنهاء العام الدراسي للتلاميذ في سنوات النقل دون طلبة الشهادات العامة آخر الشهر الجاري. وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إنها اتخذت القرار «بعد التشاور مع رئيس الوزراء والأجهزة المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة والسكان». وأضافت في بيان أن القرار ينطبق على «سنوات النقل من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الثانوي». واستثنت من القرار الشهادتين الإعدادية والثانوية لكنها جعلت حضور الطلاب إلى المدارس حتى مواعيد الامتحانات اختيارياً، كما استثنت المدارس الأجنبية من القرار.
واقتربت الأرقام الرسمية لعدد الإصابات من حاجز الألف يومياً، حيث سجلت وزارة الصحة المصرية أول من أمس (السبت) 912 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» و39 حالة وفاة مقابل 884 إصابة و45 حالة وفاة في اليوم السابق. وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد في بيانه أمس إن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس «كورونا» المستجد حتى السبت هو 221570 من ضمنهم 166457 حالة تم شفاؤها و12998 حالة وفاة».
ويقول خبراء إن الأرقام الرسمية المعلنة لا تمثل سوى جزء بسيط من حالات الإصابة الفعلية نظراً لأن معدلات الفحوص للكشف عن المرض في مصر منخفضة نسبيا، كما أنه لا يتم تضمين الاختبارات الخاصة في الإحصاءات الحكومية المعلنة.
ووفق وزيرة الصحة المصرية هالة زايد تسعى الحكومة لتأمين المزيد من اللقاحات ودعم الفرق الطبية التي تتعامل مع مرضى (كوفيد - 19) في المستشفيات وسط موجة إصابات ثالثة بفيروس «كورونا» في أنحاء العالم. وأوضحت الوزيرة في مؤتمر صحافي أن شكاوى البعض على وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص وجود أوجه قصور خطيرة في خدمات الصحة العامة وعدم توافر العلاج مع الارتفاع السريع في إصابات (كوفيد - 19) زائفة، وأن أسرَّة المستشفيات المتاحة كافية.
وقالت وزيرة الصحة: «الحقيقة أنا اجتمعت مع السفير الروسي في القاهرة الأسبوع (اللي فات) لبحث بدء التعاون في مجال التصنيع. (إحنا) سجلنا لقاح سبوتنيك في هيئة الدواء وعندنا خط أو عندنا مصنع جديد في 6 أكتوبر (تشرين الأول) تابع لفاكسيرا تم تأهيله وآخر ماكينة فيه تم شراؤها (وجاية في السكة عشان يبقى جاهز) خلال أسابيع قليلة جداً لإنتاج مزيد من اللقاحات».
وذكر بيان أصدرته وزارة الصحة يوم الجمعة أن الوزارة أرسلت تعزيزات ومعدات لمحافظة سوهاج الأسبوع الماضي بعد أن شكت الأطقم الطبية هناك من نقص الموارد وعدم كفايتها لمواكبة موجة الارتفاع في حالات الإصابة بفيروس «كورونا».
وأثار ارتفاع الإصابات المسجلة في سوهاج، التي تقع على بُعد نحو 400 كيلومتر جنوبي العاصمة القاهرة، مخاوف بخصوص موجة ثالثة من الإصابات بـ(كوفيد - 19) في مصر حيث رُفعت معظم إجراءات العزل العام بعد الموجة الأولى الصيف الماضي. ودعا نقيب أطباء سوهاج، محمود فهمي منصور، في وقت سابق السلطات إلى الاستجابة «للزيادة غير الطبيعية» في حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في سوهاج بين الأطباء والمرضى وتدهور الوضع بسرعة.
وقالت هالة زايد: «(إحنا) لاحظنا عزوف الأطقم الطبية والمواطنين، وهنا (برضه مهم إن) أنا أقول الأطقم الطبية (اللي) سجلت لا تزيد على 50 في المائة من الأطقم الطبية، (واللي جه) من الخمسين في المائة لا يزيد على 60 في المائة». وأضافت «عدد الأطباء (اللي) توفوا نتيجة إصابة على مدى السنة وأربعة شهور (اللي فاتوا) نتيجة إصابة (جتلهم) من عملهم في مستشفى عزل، هو 115 طبيباً»، وحثت الأطباء والمواطنين على التسجيل للحصول على اللقاح.
من جهته، وجه محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، المحافظين بضرورة التشديد في تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لمكافحة فيروس «كورونا» المستجد، وتفعيل الغرامات الفورية على المخالفين بمنتهى الحسم. وشدد وزير التنمية المحلية، في بيان له أمس، على ضرورة عدم التهاون أو التقاعس في تنفيذ قرارات وتوجيهات الحكومة بكل حزم واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين لإجراءات مواجهة «كورونا»، لافتاً إلى أنه سيتم تقييم قيادات الإدارة المحلية ورؤساء الأحياء والمدن والمراكز خلال الفترة القادمة وفقاً لجهودهم في تطبيق الإجراءات الوقائية وتحقيق الانضباط.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.