دعم دولي لإنقاذ الهند من «عاصفة كورونا»

الإصابات ارتفعت 8 أضعاف خلال شهر

نقل جثث ضحايا «كوفيد - 19» في الهند أمس (أ.ب)
نقل جثث ضحايا «كوفيد - 19» في الهند أمس (أ.ب)
TT

دعم دولي لإنقاذ الهند من «عاصفة كورونا»

نقل جثث ضحايا «كوفيد - 19» في الهند أمس (أ.ب)
نقل جثث ضحايا «كوفيد - 19» في الهند أمس (أ.ب)

سجلت الهند رقماً قياسياً عالمياً جديداً في عدد الإصابات اليومية بـ«كوفيد - 19». وحث رئيس الوزراء ناريندرا مودي المواطنين، أمس (الأحد)، على التطعيم وتوخي الحذر، قائلاً إن «عاصفة» الإصابات هزت البلاد. وقالت الولايات المتحدة إنها تشعر بقلق شديد إزاء القفزة الهائلة في عدد الإصابات بفيروس كورونا في الهند، وإنها تسابق الزمن لتقديم مساعدات لنيودلهي. وبلغ عدد الإصابات في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة 349691، مواصلاً تحطيم الأرقام القياسية لليوم الرابع على التوالي. وبدأت المستشفيات في دلهي ومختلف أنحاء البلاد رفض استقبال المرضى، بعد أن نفد ما لديها من الأكسجين الطبي والأسرة.
وقال مودي، في كلمة بثتها الإذاعة: «كنا واثقين، وكانت معنوياتنا مرتفعة بعد أن واجهنا بنجاح الموجة الأولى، لكن هذه العاصفة هزت البلاد». وواجهت حكومة مودي انتقادات لأنها تراخت، وسمحت بتجمعات دينية وسياسية، عندما انخفض عدد الإصابات اليومي دون 10 آلاف حالة، ولم تخطط لتعزيز نظام الرعاية الصحية. وقال مصورون من «رويترز» إن الناس يرصون محفات وأسطوانات أكسجين خارج المستشفيات، في الوقت الذي يتوسلون فيه للسلطات أن تقبل دخول المرضى.
ومدد رئيس وزراء دلهي أرفيند كيجريوال عزلاً عاماً في العاصمة، كان مقرراً أن ينتهي اليوم (الاثنين)، لمدة أسبوع، في محاولة لكبح الفيروس الذي يقتل شخصاً كل أربع دقائق، وقال: «العزل العام كان آخر سلاح بأيدينا لمواجهة فيروس كورونا، لكن مع ارتفاع الحالات بهذه السرعة، اضطررنا لاستعمال هذا السلاح». وخلال الشهر الأخير وحده، ارتفعت الإصابات اليومية لـ8 أمثالها، وزادت الوفيات لـ10 أمثالها. ويقول خبراء الصحة إن عدد المتوفين أعلى بكثير على الأرجح.
وهذا الشهر، حث معهد سيروم الهندي للمصل واللقاح، وهو أكبر مصنع للقاحات في العالم، الرئيس الأميركي جو بايدن على رفع الحظر الذي يضر بإنتاج لقاح «أسترازينيكا». وعبرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن «قلق بالغ» من التزايد «المروع» في عدد المصابين والوفيات بسبب تفشي فيروس «كورونا» في الهند، واعدة بإرسال مساعدات عاجلة لدعم جهود السلطات هناك في التصدي للجائحة. وجاء هذا الموقف بعدما تعرض المسؤولون الأميركيون لضغوط متزايدة من أجل رفع القيود المفروضة على صادرات يؤكد صانعو اللقاحات في الهند أنهم يحتاجون إليها لزيادة إنتاج اللقاحات، وسط طفرة مدمرة في عدد الوفيات بين الهنود هناك، وتراجع الطلب على اللقاحات في الولايات المتحدة. وبدأت القيود على التصدير عندما فعل الرئيس السابق دونالد ترمب قانون الإنتاج الدفاعي في الأيام الأولى للجائحة، وأبقاه الرئيس بايدن لزيادة إنتاج اللقاحات في الولايات المتحدة.
وعبر وزير الخارجية أنطوني بلينكن عن تعاطف الأميركيين مع الشعب الهندي «في خضم التفشي المروع لـ(كوفيد -19)»، قائلاً: «نحن نعمل من كثب مع شركائنا في الحكومة الهندية». وأضاف أن الولايات المتحدة «سترسل دعماً إضافياً سريعاً لشعب الهند وأبطال الرعاية الصحية في الهند». وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان إن بلاده «تشعر بقلق عميق من تفشي فيروس كورونا في الهند»، مضيفاً: «نحن نعمل على مدار الساعة لنشر مزيد من الإمدادات والدعم لأصدقائنا وشركائنا في الهند وهم يكافحون بشجاعة هذا الوباء». ووعد بمزيد من الدعم «قريباً جداً».
وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن المسؤولين الأميركيين «يعملون من قرب مع المسؤولين الهنود، على مستوى كل من السياسيين والخبراء، لتحديد طرق للمساعدة في معالجة الأزمة»، موضحة أن «التعاون في مجال اللقاحات أولوية كبيرة، بما في ذلك مع شركائنا في الرباعي الذي يضم، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والهند، كلاً من أستراليا واليابان. وقالت إنه منذ المراحل الأولى للوباء «زودنا الهند بإمدادات الإغاثة في حالات الطوارئ والمواد الاستهلاكية الطبية، والتدريب على مكافحة الوباء لمسؤولي الصحة في الهند، وأجهزة التنفس التي كانت جزءاً من جهودنا على مدار الوقت، بما في ذلك 1.4 مليار دولا من المساعدات الصحية لمساعدتهم على الاستعداد للأوبئة في المستقبل، والتعامل مع الأوبئة الحالية التي نواجهها».
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس قد قال سابقاً إن «الولايات المتحدة أولاً وقبل كل شيء منخرطة في جهود طموحة فعالة ناجحة حتى الآن لتطعيم الشعب الأميركي». وأضاف: «ليس من مصلحتنا فقط أن نرى الأميركيين يتلقون التطعيم»، معتبراً أنه «من مصلحة بقية العالم أن يرى الأميركيين يتلقون الطعوم». ومع تراجع الطلب على اللقاحات في بعض الولايات الأميركية، بدأت السلطات الصحية في إغلاق بعض مواقع التطعيم الجماعية. وانخفض متوسط التطعيم في الولايات المتحدة لمدة 7 أيام إلى حد ما في الأيام الأخيرة، ليصل إلى 2.86 مليون جرعة يومياً، بعدما كانت قد بلغت 3.38 مليون الأسبوع الماضي. وأفاد منسق الاستجابة لفيروس «كوفيد - 19» في البيت الأبيض جيفري دي زينتس بأن وتيرة التطعيم على الصعيد الوطني ستنخفض.
ومن جانبها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد، على «تويتر»، أن الاتحاد الأوروبي يستعد لتقديم «المساعدة» للهند لمكافحة تسارع انتشار وباء «كوفيد - 19»، بعد تسجيل البلاد حصيلة قياسية، من خلال تفعيل الآلية الأوروبية للحماية المدنية. وتم إنشاء هذه الآلية عام 2001، وهي تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بالمشاركة في تنسيق مساعداتها ونشر الموارد في كل أنحاء العالم، في حال حدوث حالة طوارئ واسعة النطاق لا يمكن لبلد محدد معالجتها بمفرده. وكتبت فون دير لاين: «الاتحاد الأوروبي يجمع موارده للاستجابة بسرعة لطلب الهند الحصول على المساعدة من خلال الآلية الأوروبية للحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي»، معبرة عن «قلقها من الوضع الوبائي» في هذا البلد.
وغرد المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش، على الشبكة الاجتماعية نفسها، موضحاً أن مركز تنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ الذي يقع في صلب هذه الآلية كان ينسق مع «الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول استعدادها لتوفير الأكسجين والعلاجات في حالات الطوارئ». وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأحد، أن حكومتها تستعد لتقديم مساعدة عاجلة للهند. وقالت: «إلى الشعب الهندي، أريد أن أعبر عن تعاطفي الكامل وسط هذه المعاناة الرهيبة التي يسببها (كوفيد - 19) من جديد للسكان». كما أعلنت الحكومة البريطانية، في بيان، أنها أرسلت أكثر من 600 من أجهزة الطوارئ الطبية إلى الهند التي تواجه أزمة وبائية خطيرة، مع بلوغ الإصابات والوفيات بـ«كوفيد - 19» أرقاماً قياسية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن «معدات طبية حيوية، بينها مئات من قوارير الأكسجين وأجهزة التنفس في طريقها الآن من المملكة المتحدة إلى الهند»، بهدف «دعم الجهود الرامية إلى تجنب الخسارة المأسوية للأرواح جراء هذا الفيروس الرهيب».



ماذا يعني إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا بالنسبة للحرب في أوكرانيا؟

تُظهر هذه الصورة الملتقطة في 17 أكتوبر 2024 زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (وسط) يزور قيادة الفيلق الثاني للجيش الشعبي الكوري في مكان غير معلن بالبلاد (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة الملتقطة في 17 أكتوبر 2024 زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (وسط) يزور قيادة الفيلق الثاني للجيش الشعبي الكوري في مكان غير معلن بالبلاد (أ.ف.ب)
TT

ماذا يعني إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا بالنسبة للحرب في أوكرانيا؟

تُظهر هذه الصورة الملتقطة في 17 أكتوبر 2024 زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (وسط) يزور قيادة الفيلق الثاني للجيش الشعبي الكوري في مكان غير معلن بالبلاد (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة الملتقطة في 17 أكتوبر 2024 زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (وسط) يزور قيادة الفيلق الثاني للجيش الشعبي الكوري في مكان غير معلن بالبلاد (أ.ف.ب)

قال مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون، الأربعاء، إن هناك أدلة على أن كوريا الشمالية أرسلت قوات إلى روسيا في تصعيد محتمل للحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات مع أوكرانيا. إذا كان هدف الجنود الكوريين الشماليين هو القتال مع روسيا في أوكرانيا، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تضع فيها دولة ثالثة قواتها على الأرض في ميدان الحرب الدائرة، فماذا يعني دخول القوات الكورية الشمالية الحرب إلى جانب روسيا بالنسبة للحرب في أوكرانيا؟

قال رئيس مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف لـ«وكالة الأنباء العسكرية»، عبر الإنترنت، (The War Zone) يوم الثلاثاء، إن القوات الكورية الشمالية وصلت إلى منطقة كورسك الروسية في وقت مبكر من يوم الأربعاء؛ لمساعدة القوات الروسية في صد توغل حدودي أوكراني، حسب تقرير لـ«وكالة أسوشييتد برس».

وأبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصحافيين، يوم الاثنين، أن ضباطاً وموظفين فنيين من كوريا الشمالية تم رصدهم بالفعل في الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا. ولم يحدد متى.

وقال زيلينسكي: «أعتقد بأنهم أرسلوا ضباطاً أولاً لتقييم الوضع قبل نشر القوات». وحذّر من أن مشاركة دولة ثالثة قد تؤدي إلى تصعيد الصراع إلى حرب عالمية.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إنها ستكون «قضية خطرة للغاية» إذا انضمت بيونغ يانغ بالفعل إلى الحرب بجانب روسيا.

شباب بمَن فيهم طلاب ومسؤولو رابطة الشباب يوقعون على عرائض للانضمام إلى الجيش أو العودة إليه هذا الأسبوع في مكان غير معلن عنه بكوريا الشمالية في 16 أكتوبر 2024 (رويترز)

ما ردة فعل أوكرانيا؟

تستعد أوكرانيا كما لو أن محاربة كوريا الشمالية على أراضيها أمر لا مفر منه. وقال غليب فولوسكي، المحلل من «مركز مبادرات العودة أحياء»، وهو مركز أبحاث أوكراني، إن ضخ 10 آلاف جندي كوري شمالي، وهو ما زعمته الاستخبارات الأوكرانية والكورية الجنوبية، «قد يزعزع استقرار دفاع أوكرانيا هناك بشكل كبير، ويسرع بشكل كبير من تقدم القوات الروسية».

نشر مشروع «أريد أن أعيش» الأوكراني، وهو خط ساخن يشجِّع الجنود الروس على الاستسلام، مقطع فيديو باللغة الكورية يوم الأربعاء يدعو الجنود الكوريين الشماليين إلى الاستسلام، وقال: «نقول لجنود جيش الشعب الكوري، الذين أُرسلوا لمساعدة نظام بوتين. لا ينبغي أن تموتوا دون معنى على أرض شخص آخر. ليست هناك حاجة لتكرار مصير مئات الآلاف من الجنود الروس الذين لن يعودوا إلى ديارهم أبداً!»

كيف يتفاعل الغرب؟

قال زيلينسكي للصحافيين، الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كانا حذرَين في التعامل علناً مع القوات الكورية الشمالية التي تقاتل إلى جانب روسيا، واصفاً ردود فعل كل منهما بأنها «منضبطة للغاية». كما أبدى المسؤولون الألمان والبريطانيون آراءهم. وأشارت كوريا الجنوبية إلى أنها قد تدعم أوكرانيا بالأسلحة العسكرية في حالة تأكيد تورط كوريا الشمالية.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس: «نحن لا نعرف حتى ما إذا كنا نتحدث عن 1500 أو 12 ألف جندي، أو أي نوع من الجنود يأتون إلى روسيا للقتال... إنه نوع من التصعيد ويظهر لنا جانباً مهماً للغاية، وهو أن الصراعات الدولية تقترب بسرعة كبيرة».

وقال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، إنه «ليس هناك فقط قلق بشأن احتمال تصعيد الصراع في أوروبا. هناك أيضاً رابط لا ينفصم مع المخاوف الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادي».

شاشة تلفزيون تبثّ صوراً أرشيفية لجنود كوريين شماليين خلال برنامج إخباري على محطة تلفزيونية في سيول بكوريا الجنوبية يوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 (أ.ب)

لماذا تحتاج روسيا إلى كوريا الشمالية؟

لقد عزَّزت كوريا الشمالية وروسيا، اللتان تخوضان مواجهات منفصلة مع الغرب، تعاونهما العسكري في العامَين الماضيين. في يونيو (حزيران)، وقَّعتا اتفاقية دفاعية تلزم كلاً من البلدين بتقديم المساعدة العسكرية إذا تعرَّض الآخر للهجوم. بالنسبة للمحللين، فإن إدخال القوات سيكون علامة على أن الحرب لا تسير كما خططت لها روسيا.

قال جاستن كرومب، قائد الدبابات البريطاني السابق الذي يرأس «شركة سيبيلين الاستشارية الاستراتيجية»: «أعتقد بأن أوكرانيا تستنزف الجيش الروسي ونحن نتحدث. لا يمكنك أن تأتي بآلاف الجنود من كوريا الشمالية إذا كانت حربك تسير على ما يرام، لأنك لا تحتاج إليهم».

أرسلت كوريا الشمالية بالفعل أكثر من 13 ألف حاوية من المدفعية والصواريخ والأسلحة التقليدية الأخرى إلى روسيا منذ أغسطس (آب) 2023؛ لتجديد مخزوناتها المتضائلة من الأسلحة. ويقول مسؤولون في كييف إن هذه الصواريخ تُستخدَم بنشاط ضد أهداف أوكرانية.